تامر ممتاز يكتب: الأزمة الاقتصادية العالمية سببها والحل المقترح

هى كارثة انسانية أضرت بالبشر انتهت بهم من بعد عقود طويله من المسكنات على خلل لم يتم علاجه هى ازمة انتاجية حدثت تحت مظلة الفلسفة الرأسمالية
كانت حرية السوق هى السبب الاول فى عدم توجيه المنتجين نحو العمل بقطاعات تكفى كل متطلبات المجتمعات ولكنها تركت السوق لتوجهات اصحاب المال و دفعتهم الى اختيار الاستثمار الاكثر ربحيه طبعا بغض النظر عن توفير حاجات المجتمع ككل مما خلق تريند انتاجية السوق تماما مثل التريند المعروف الذى يوجه السوشيال ميديا الان
حدث فى عدة قطاعات نقص الانتاجيه التى لا تكفى الطلب المحلى مما دفع بالحكومات الى تعويض ذلك عبر الاستيراد لسد حاجات المجتمع ومع استمرار الاستيراد وتضاعف الزيادة السكانية لم يجدون حلا سوى الاقتراض لكفاية الاستهلاك وتأجيل مواجهة المشكلة
اقترضت الدول من بعضها ومن المؤسسات الدولية طبعا املا فى علاج الخلل الهيكلى فى موازناتها السنوية و مع تراكم الفوائد ونقص الانتاجيه قامت الدول بطباعة النقود بلا مراعاة لمعدلات النمو الاقتصادية واصبحت الديون العالميه اضعاف الدخول القوميه وانعدم عندئذ الامل فى احتمالات السداد للديون من الدول المدينه ونتج عن ذلك تبخر حقوق الناس فى الهواء مما احدث حالة عامة من التشاؤم للأحجام عن الاستثمار نظرا لتنامى الافلاس من تردى ظروف السوق لعدم مواجهة المشكلة
الطلب طبعا متزايد ومتضاعف ومع ندرة الانتاجيه نتج عنه تضاعف الاسعار ( تضخم الطلب ) وزادت تكاليف الانتاجيه مع طلب العماله زيادة دخلها لعدم كفايته ( تضخم العرض )
على الجهه الاخرى حاولت الدول ان تغطى احتياجاتها من الموارد الطبيعيه فلم تستطع لأن الموارد الطبيعيه مستحيل ان تكفى احتياجات المجتمعات الا فى حالات زيادة تلك الموارد مثل دول النفط مثلا وحتى تلك الدول تعانى الان من مخاطر ارتفاع الاسعار على مواطنيها فلم تنجو دوله فى العالم ولن تنجو من الاثار المدمرة للكارثة حتى الدول ذات الاقتصاد الموجه .. وهى الحالة التى تسمى بالكساد العالمى الكبير
المستثمرين المغامرين باموالهم بالمنطق عددهم محدود و باقى المجتمع كثيرون ينتظرون عند اصحاب الاعمال يرجون منهم ان يوفروا لهم فرص عمل وهذا طبعا مستحيل اذ لا يمكن لعدد محدود نسبيا ان يمكنه توفير الدخل عبر التوظيف لمجتمع ككل
ولهذا وقف الاكثرية من المؤهلين وغير المؤهلين على ابواب الشركات والمصانع ينتظرون ان تظهر لدى اصحاب الاعمال .. فرصة عمل .. ولكن طبعا الشركات والمصانع يستوعبون عدد محدود من الوظائف حسب طاقاتهم الاستثمارية
الان علينا البحث عن جذور نقص الانتاجيه والذى تسبب فى تكرار الازمه التى حدثت فى عام 1929 من القرن الماضى - لمن يريد قراءه الاحداث - لانها تماما متشابهه ولو كانوا عرضوا الحل المقترح حينها لما انهارت الاقتصاد العالمي تباعا ولما آل الحال الى حرب عالميه ثانية من اجل حصول النفوذ على موارد الدول .
سبب ندرة الانتاجيه هى ان الناس لا يرون بعضهم البعض تبعا لمفهوم عناصر الانتاج الاربعه ( الارض وراس المال و العماله والتنظيم ) وهذه هى الأربع عناصر المجتمعه تكوينها لخلق الانتاجيه عبر التكامل وتقيم بناء الاقتصاديات المزدهرة
سبب الكارثه ان عناصر الانتاج الاربعه انعزلوا عن بعض فلا يرون بعضهم البعض وعاشوا وتعودوا للاسف على ذلك دون ان يعرفوا ان هناك خطأ سيودى بهم الى الهاوية
فمثلا صاحب السيارة لا يصل الى مكان السائق وهو يعيش بجانبه ولا صاحب المال يعلم اين يوجد صاحب المحل والعامل وهم موجودين فى شارعه ولا المنتج يجد الدليفرى وهو ساكن بجواره ولا المستثمر يعلم اين تكون الادارة الناجحه لنشاطه وهم موجوين فى منطقته – بمعنى اخر لا يمكن لاحد التكامل مع اى احد الا بالصدفه )
الطلب لا يعلم اين يتواجد العرض وهو موجود حوله والعرض لا يعرف اين الطلب وهو موجود ايضا حوله
بمعنى اخر : الناس لا يعلمون اين المنتجات ليشتروها ولا المنتجين يعرفون اين يتواجد المستهلكين حتى ولو هم جميعا يعيشون فى نفس الشارع
ان الحل الذى اعتادت عليه البشريه هى ايجاد سماسرة او الاعلان ليصل كل انسان للآخر وفى كلا الحالتين فانهما انبوبان ضيقان تمر منهم المعلومات بين الطرفين ولا يتم فى اغلب الاحوال اى اتصال
لدينا مثلا مدينه صناعيه تحتاج 5000 عامل ولا يظهرون امام اصحاب الاعمال الا عن طريق اعلان توظيف قد يقرأه المستهدف منه او لا يمكنه ذلك .. انها عملية للاسف تؤول الى الصدف
المنطق انه لا يمكننا ان نقيم اقتصادا على سماسرة ولا على نشر اعلان قد يصل اولا يصل الى المستهدف منه وانما علينا ايجاد بديل اخر يفتح مسارات التواصل بين كل الاطراف القابله للتكامل والارتباط بينهم لخلق الانتاجيه فى مواجهه الطلب المعلوم لهم
الحل : موقع اليكترونى قمت بتنفيذه عبر رموز مصنفه على خريطة جوجل وتمت التجربه به عام 2015 وثبت مع التجربة صدق النتائج نحو خلق الدخل لكل مواطن دون استثناء وهو تماما كمن يصل بالغذاء عبر الشرايين لكل انحاء الجسم فيحيا سالما معافا
اذا قمنا بتنفيذ هذا الموقع وبكيفية معينة فان التكامل سيحدث فورا وقت استلام اشارة الطلب ومن نفس المناطق على حسب توافر الموارد و المهارات المتاحه وقد يمتد طبعا لخارج المناطق لمن لا يجدها هناك
ستتضاعف الانتاجيه فى كل مكان ولكل فرد دون اى تدخل من احد و سيتم خلق الدخل فورا وفور تحقق الدخل يرتقع مستوى المعيشه المناسب لحجم الانتاجية من جهه و خلق الطلب المحفز لتكامل عناصر الانتاج معا من جهه اخرى
وتنخفض الاسعار تباعا (لاحظوا ان عناصر الانتاج الان المسارات بينها مفتوحه وفى كل الاتجاهات دون اى عائق )
هنا معدل تزايد الانتاجيه اكبر بكثير من تضاعف الديون والفوائد وهو ما يضمن سداد تلك الديون بسلام وحفظ حقوق الناس و خلق اقتصاديات قوية قادرة على كفاية شعوبها من الانتاجيه الكافية للاستهلاك
وستكون بذلك مصر اول دولة تقوم بحل الازمة الاقتصادية العالميه باذن الله