مجدي سبلة يكتب: هل تجارة الأحزاب بالغلابة جائزة؟

لأول مرة اكتب وانا حائر بين أن أكتب عن ملاحظة هي من صميم عملى المهنى وبين أن أكتب والمستهدف فيما اكتبه هم (الغلابه) اللذين تستهدفهم الأحزاب بهدف جلب أصواتهم في اى استحقاق قادم..لم يعد امامى إلا أن أسأل عن هذه الظاهرة دار الإفتاء واستدل منهم هل هي جائزة ام أنها غير جائزة ومقايضة على أصوات ..
الملاحظة هي أن الأحزاب تستهدف عمل فعاليات اجتماعية تعنى زواج بنات فقيرات طاهرات عفيفات من اهالينا وتقصد الجانب الانسانى الذى يصوبون به هذه الأسر الفقيرة إلى صندوق انتخابي وقت الاستحقاق فأنا لا يمكن أبدا أن أحض على منع هذه الفعاليات وحتى لا تفهم الكوادر الحزبية خطأ بل انا اساعد اى جهة تعمل على مساعدة هذه الطبقة التى نعشقها ونحبها ونحن منهم واليهم ..
لكننى إذا استغرقت في هذه الظاهرة اجد عقلي الباطن يطرح سؤال هل هذا الأسلوب يعد شراء اصوات ام لا واجد أنه لاتجوز هذه المقايضة على الصوت الانتخابي ببوتجاز متواضع وشاشه نصف لبه وتلاجة كام قدم كلها لاتتكلف ٢٥ الف جنيه لكل عروسة من عائلة بها عدد من الأصوات فهل انا هنا اشتريت اصوات العائلة ب ٢٥ الف جنيه تحت ظروف الحاجه لجنيه واحد لطريق السترة لبنت غلبانه ..
الذى يحيرنى أن الاحظ هذه الظاهرة التى هى من أدوار وفعاليات الجمعيات الخيرية وبيوت المال ولجان الزكاة أن توظفها الاحزاب لجلب اصوات أو تحقيق أكثرية في استحقاق قادم ..فإذا تغاضيت عن تدوين هذه الظاهرة فأصبح مخالفا لضميرى المهنى ويمين القسم الذى أقسمته إبان تعينى في نقابة الصحفيين بأن أكون على الحياد فيما ألاحظه واشاهده واجربه واترجمه في رسائلي التى أوجهها للمتلقي ..
فهل نحن هنا نسن سنة زواج بنت متعثرة مقابل مقعد نيابي أو تحقيق أكثرية ..وإذا عدنا للظاهرة فهى في حقيقتها إيجابية بشكل عام لأنها تقصد سترة لبنات غلابه فعلى القارئ الذى يقرأ هذا المقال أن يعي ويعقل الحروف التى اكتب بها هذا المقال بالذات حتى لاينجرف وراء من يروجون لفكرة المفاضلة الحزبية ولا يخلط الكروووت بين العمل الأهلى الخيرى وبين العمل الحزبي لاننى داىما وابدا ضد خلط الكروووت..
إذن لايمكن أن أقول إن الملاحظة جائزة ولايمكن أن اقول أو اكتب أنهم ليس من حقهم التسويق الحزبي لكن التسويق الحزبي ليس بأموال التطوير العقارى أو اى مصادر أخرى والعقل والمنطق والطبيعي أن استهدف كل فئات المجتمع بطرق أخرى غير التلاجه والبوتجاز والشاشه ويكون استهدفهم بالوعي والتثقيف والإرشاد وشرح تحديات الدولة الداخلية والخارجية وتسويق المنجزات والانجازات واجذبهم لحب وعشق تراب هذا الوطن بعيدا عن المقايضة بتجهيز العرائس بعفش متواضع أو حتى عفش لوكس ..
اعلم أن هذا المقال سيغضب عدد كبير لكن هذه حياة الصحفي الذى يدخل في عمق المشاهدات والملاحظات والتجارب لمايجرى حوله وينفعل ويتفاعل معها لكى يترجم رسالته بوضوح على الحياد ليست لصالح أحد ضد أحد ..