الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 08:17 صـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
بالورش الحرفية والعروض الفنية.. ملتقى سيناء الأول لفنون البادية يواصل فعالياته بالعريش فيديو| مصر وفلسطين.. دعم دبلوماسي وإنساني| عرض تفصيلي مع عمرو خليل ضبط مصنع تلاعب في أوزان أنابيب الغاز بالغربية..صور الأولمبية الدولية تشيد بالتعاون المثمر مع وزارة الشباب والرياضة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي سفير جمهورية التشيك بالقاهرة لبحث فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك مصر وقطر تُطلقان عامًا ثقافيًا مشتركًا في 2027 لتعزيز الحوار الثقافي العربي فيديو| عضو البتريوت: الرأي العام في أوكرانيا ضد وقف الحرب بالشروط الأمريكية في شم النسيم.. الورد بيتصنع بإيدين ستاتنا الحلوين صحة كفرالشيخ: مرور مكثف من فرق المراجعة الداخلية والحوكمة بالمديرية على العديد من المنشآت الصحية التابع للمديرية في إطار احتفالات محافظة الإسكندرية بعيد شم النسيم وتنفيذاً لاستراتيجيتها لتطوير الميادين والاهتمام بالنسق الحضاري والجمالي للمحافظة زيلينسكي: وفد أوكرانيا يصل لندن الأربعاء لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار بتوجيهات محافظ الوادي الجديد تسليم 410 مشروعًا متناهي الصغر لتمكين الأسر اقتصاديًا

حزب الله والنقطة الفارقة في حياة محور المقاومة.. هل يغير «نعيم قاسم» قواعد اللعب مع إسرائيل؟

نعيم قاسم
نعيم قاسم

مع تولي «نعيم قاسم» منصب الأمين العام الجديد لحزب الله، يثار العديد من التساؤلات حول إمكانية حدوث تغيير في سياسات الحزب تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وما إذا كان «قاسم» سيغير "قواعد اللعب" التي رسخها سلفه حسن نصرالله؛ «حزب الله» يعد أحد الأطراف الرئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي، وله تاريخ طويل في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي. فهل سيتبنى نعيم قاسم نهجًا جديدًا أم سيواصل السير على نفس النهج؟

يعد الشيخ «نعيم قاسم»، الأمين العام الجديد لـ"حزب الله"، شخصية بارزة في المشهد السياسي والديني في لبنان؛ تولى هذا المنصب بعد وفاة الأمين العام السابق حسن نصرالله، مما يسلط الضوء على قاسم كقيادي محوري داخل الحزب. فيما يلي تفاصيل عن تاريخه، دوره، وتأثيره المتوقع على الحزب والسياسة اللبنانية.

السيرة الذاتية

«نعيم قاسم»، المولود في عام 1953 في بلدة كفر فيلا الجنوبية بلبنان، حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة اللبنانية. لكنه سرعان ما تحول إلى الدراسات الدينية ليصبح أحد رجال الدين الشيعة المتميزين في لبنان. انخرط في العمل السياسي مع تأسيس "حزب الله" في أوائل الثمانينيات، ليصبح أحد أعضاء النواة القيادية الأساسية للحزب.

دوره السابق في الحزب

شغل «نعيم قاسم» منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991، ليصبح الشخصية الثانية بعد «حسن نصرالله». على مدار ثلاثة عقود، كان «قاسم» مسؤولًا عن إدارة الشؤون الداخلية والتنظيمية للحزب، إضافة إلى مشاركته في صياغة الخطابات والتوجهات السياسية للحزب في لبنان والمنطقة. كان له دور محوري في بناء التحالفات السياسية مع القوى الأخرى في لبنان، وفي تنسيق العلاقات مع إيران وسوريا.

الرؤية السياسية

يشتهر «نعيم قاسم» بكونه من أشد المدافعين عن المقاومة ضد إسرائيل، ويعتبر أن السلاح جزء أساسي من "معادلة الردع" التي يعتمد عليها «حزب الله»؛ كما يرى أن مشروع الحزب ليس فقط عسكريًا، بل هو أيضًا مشروع اجتماعي واقتصادي يهدف إلى تحقيق العدالة والتنمية لمجتمع المقاومة.

في خطاباته، يركز «قاسم» على رفض أي محاولات لنزع سلاح الحزب ويعتبر أن "المقاومة الإسلامية" هي الحل الوحيد لمواجهة إسرائيل والتصدي لأي تدخل أجنبي في الشأن اللبناني. من المتوقع أن يستمر قاسم في تبني نفس السياسات التي انتهجها نصرالله، لكن ربما بقدر أقل من الخطابية والمواجهة العلنية.

التحديات المقبلة

يتولى «نعيم قاسم» قيادة الحزب في وقت يشهد فيه لبنان أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، بالإضافة إلى توترات إقليمية مرتبطة بالصراع الإسرائيلي والفلسطيني وتصاعد التوتر بين إيران والغرب؛ كما أن التحديات الداخلية داخل "حزب الله" قد تؤثر على قيادته، حيث سيكون عليه تحقيق التوازن بين الحفاظ على قوته العسكرية والسياسية وبين التعامل مع الضغوط المحلية والدولية.

مع تولي «نعيم قاسم» الأمانة العامة لـ «حزب الله»، من المرجح أن يواصل الحزب سياساته الحالية التي تجمع بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي. إلا أن التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان والمنطقة تجعل مهمته أكثر تعقيدًا، حيث سيحتاج إلى التعامل مع ضغوط داخلية وخارجية على حد سواء، خاصة في ظل تطورات المشهد الإقليمي والدولي.

قواعد اللعب بين حزب الله وإسرائيل

من المعروف أن «نعيم قاسم» كان نائبًا لحسن نصرالله لأكثر من ثلاثة عقود، وشريكًا رئيسيًا في صياغة الاستراتيجية العامة للحزب. خلال هذه الفترة، حافظ «حزب الله» على معادلة "الردع" مع إسرائيل، حيث يعتمد على قدراته العسكرية، وخاصة ترسانته من الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، لخلق توازن ردعي مع "إسرائيل". ومن غير المتوقع أن يحدث تغيير جذري في هذا النهج، نظرًا لأن قاسم يعتبر أحد أركان هذه الاستراتيجية منذ البداية.

رؤية «نعيم قاسم»

في تصريحاته السابقة، أكد «نعيم قاسم» مرارًا على أهمية "المقاومة المسلحة" في مواجهة إسرائيل، معتبرًا أنها الخيار الوحيد المتاح لاستعادة الأراضي المحتلة وحماية لبنان من التهديدات الإسرائيلية. «قاسم» ينظر إلى إسرائيل باعتبارها عدوًا استراتيجيًا، وهو ما يتوافق مع الخطاب التقليدي لـ «حزب الله». لذلك، من المتوقع أن يواصل قاسم سياسة "الردع" التي تعتمد على استخدام القوة العسكرية لتحقيق توازن في مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي.

الضغوط الداخلية والخارجية

يواجه حزب الله ضغوطًا داخلية بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان. هذه الضغوط قد تجبر القيادة الجديدة على التركيز بشكل أكبر على الأوضاع الداخلية، ومحاولة الحد من المواجهات العسكرية التي قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع بشكل أكبر. ومع ذلك، فإن أي تغيير جذري في السياسة تجاه إسرائيل سيكون مرتبطًا بالضغوط الإقليمية والدولية، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الإيراني الإسرائيلي والموقف الأمريكي من نفوذ إيران في المنطقة.

التحديات الأمنية

إسرائيل تعتبر «حزب الله» تهديدًا رئيسيًا على حدودها الشمالية، وخاصة مع تعزيز الحزب قدراته العسكرية بعد الصراع في سوريا ودعمه لـ«إيران» في المنطقة. في ظل هذه الظروف، قد يواجه نعيم قاسم تحديات أمنية متزايدة، حيث تسعى إسرائيل إلى تحجيم نفوذ «حزب الله» وإضعاف قدراته العسكرية. أي تصعيد في هذه التوترات قد يدفع «قاسم» إلى التعامل بحذر مع إسرائيل، مع الحفاظ على توازن القوة دون الانجرار إلى مواجهة شاملة.

توازن الردع والتكتيكات الجديدة

على الرغم من أن «نعيم قاسم» قد يلتزم بالإطار العام لسياسة الحزب تجاه «إسرائيل»، إلا أنه قد يلجأ إلى تكتيكات جديدة لتجنب الانخراط في صراع مباشر. من بين هذه التكتيكات تعزيز العمل الاستخباراتي، واستخدام القدرات غير التقليدية مثل الطائرات المسيرة والهجمات السيبرانية، وهي مجالات يتزايد فيها الاهتمام في الآونة الأخيرة. هذا التوجه قد يتيح للحزب مواصلة الضغط على إسرائيل دون الدخول في مواجهات عسكرية مفتوحة.

من غير المرجح أن يغير نعيم قاسم بشكل جذري "قواعد اللعب" مع إسرائيل. سيظل التوازن الردعي القائم على القوة العسكرية محورًا رئيسيًا في استراتيجيته، مع إمكانية تبني تكتيكات جديدة تتلاءم مع التطورات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، فإن التحديات الداخلية التي يواجهها الحزب قد تجبر قاسم على تبني مقاربة أكثر حذرًا في التعامل مع إسرائيل، مع التركيز على الحفاظ على الاستقرار الداخلي في لبنان.

موضوعات متعلقة