في ذكري رحيل أنيس منصور.. ماذا كان يفعل في أخر أيامه؟

تسعة عقود من الزمن الحي، عاشها الكاتب والمبدع الأستاذ أنيس منصور، ورأي فيها ما رأي، وشهد وكتب وصال وجال وقرأ وبحث وملآ الدينا، وشغل الناس بالصحافة والفلسفة والفكر والأسئلة والدهشة والمعرفة.
سأله في أيامه الأخيرة، الدكتور مجدي العفيفي الذي دونُ كتاب عن المبدع الكبير أنيس منصور، ماذا تقول لربك غدًا إذا لقيته؟
قال بلغة الأعماق البعيدة الأستاذ أنيس منصور التي كان يتهامس بها في كل حواراته: سأقول له أنت الله، لا شريك لك، ما أعظمك، بعدها ظل يبكي.
الدكتور صلاح فضل طالب بضرورة دراسة مصادر فكر أنيس منصور المتنوعة والمتعددة، خاصة أنه كان يجيد سبع لغات حية من لغات العالم، أنه الكاتب الموسوعي، الذي أطاعته الكلمات وراح يبهر من حوله ومن تقع علي عيونهم كتاباته.
هو من جيل الصحفيين المخضرمين الذي تربي علي أيديهم الكثيرين، ظل يكتب مقاله اليومي في جريدة الأهرام المعروف باسم "مواقف" وألف عشرات الكتب.
هل يفيد أن أكتب مولده ووفاته، وتعليمه، بكل تأكيد لا، ولكن لابد أن نعرف أن هناك مفكراً جاء إلي الدينا ورحل عنا وترك وراءه الكثير من العبارات التي تكفي لتهذيب الملايين من البشر.
ولد أنيس منصور بمحافظة المنصورة يوم 18 أغسطس 1924، ورحل عنها في 21 أكتوبر 2011، خلال هذه الفترة عمل أستاذا في قسم الفلسفة بجامعة عين شمس وبعد ذلك تفرغ للكتابة والعمل الصحفي في مؤسسة أخبار اليوم وتولي منصب رئيس تحرير مجلات وصحف عديدة منها الجيل وأخر ساعة وأكتوبر والكواكب والعروة الوثقي والكاتب وغيرهم.
أنيس منصور الأستاذ كان له طقوس معينة في الكتابة يصحو عند الخامسة صباحا ويتجه إلي مكتبه ويزيل كل الكتب من فوق المكتب، وكل قلم وكل ورقة وكل ما يجده يعترض عينيه إذا نظر أمامه، ويطفيء نور السقف حتي إذا نظر فلا شيء من الكتب التي علي الجدران تجذب عينيه، فهو لا يريد أن ينظر إلي شيء، لا يريد أن يركز علي أي شييء، أما الورق فلابد أن يكون أبيض بلا سطور، طويلا ناعما، أما القلم فأمامه عشرات الأقلام، لابد أن يكون حبرها أسود قاتما، ويعد لنفسه كوب من الشاي، وهو يكتب بسرعة وأكثر كلماته بغير نقط.
ملآ أنيس منصور المكتبات العربية بالعديد من الكتب فهو الأديب والفيلسوف والمفكر والصحفي والمترجم، كتب في أدب الرحلات، كتاب بلاد الله لخلق الله، وأعجب الرحلات في التاريخ، وحول العالم في 200 يوم، وكتب في ما وراء الطبيعة، من بينهم كتاب "الذين هبطوا من السماء، والذين عادوا من السماء ولعنة الفراعنة، وعاشوا في حياتي وفي صالون العقاد لنا أيام، وكتب عن الوجودية وفي الفسياسة من بينها "الرئيس قال لي وقلت أيضا، شبابنا الحيران وعلي رقاب العباد وعبد الناصر المفتري عليه والمفتري علينا، وتحولت بعض أعماله إلي مسلسلات تليفزيونية منها من الذي لا يحب فاطمة وعريس فاطمة وغاضبون وغاضبات، ومذكرات شابة غاضبة، وبلاد الله خلق الله، أوراق علي شجر، مذكرات شاب غاضب، أرواح وأشباح، ثم ضاع الطريق، صندوقي الأسود، اثنين أثنين، القوي الخفية، ألوان من الحب، زي الفل، البقية في حياتي، إلا فاطمة، القوي الخفية، طلع البدر علينا، الحائط والدموع، الكبار يضحكون أيضا، اقرأ أي شيء، وغيرها من الكتب.