الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 03:22 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح معرض ”الناس ومكتبة الإسكندرية” بالنرويج وكيل زراعة الغربية يشدد على منع حرق المخلفات الزراعية ومحاسبة المخالفين العرض الأول لفيلم ”لعل الله يراني” للفنانة سهر الصايغ بالدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الكشف على 512 مريض في قافلة طبية بوحدة النهضة بالإسكندرية محافظ الجيزة يتفقد مبني ديوان عام الواحات البحرية تعرف علي أنشطة وزارة التنمية المحلية في الفترة من 13 وحتى 19سبتمبر 2024 مدبولي: الحكومة تعمل على رفع كفاءة شبكة توزيع ونقل الكهرباء الأعلى للثقافة يحتفل بيوم الصداقة العالمى فى الحديقة الثقافية الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما تطلق جائزة سنوية تخليدًا لاسم الناقد أحمد الحضري نائب محافظ البنك المركزى: ننفذ سياسات متكاملة لخفض معدل التضخم «المشاط» تؤكد أهمية تعزيز كفاءة الهيكل المالي العالمي لدفع التمويل من أجل التنمية اختيار أحمد سعد للغناء خلال حفل مهرجان الموسيقى العربية

في ذكري ميلاد مرسي جميل عزيز.. أول محاكمة غنائية علنية له.. والتهمة.. سرقة أغنية ”أنا شفت جمال”

مرسي جميل عزيز
مرسي جميل عزيز

الشاعر الرائع مرسي جميل عزيز من مواليد مدينة الزقازيق، في التاسع من يونيو عام 1921، لأب من كبار تجار الفاكهة بمحافظة الشرقية، وقد أتاح له والده تعليم جيد، فتخرج من كلية الحقوق، كما عشق الأدب والشعر والموسيقي، والتصوير الفوتوغرافي، بفضل المصادر التي وفرها له والده لتنمية مواهبه الأدبية والفنية، كما أمدته نداءات بائعي الفاكهه وما حفظه من التراث الشعبي، وفي كتابه عن مرسي جميل عزيز الكاتب الروائي خيري شلبي، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 1995، أن مرسي جميل عزيز ألقي قصدته الأولي وهو في الثانية عشر من عمره، وتقول بعض المصادر إنه كتب أولي أغنياته المذاعة في عام 1939، وهي أغنية "الفراشة" من ألحان رياض السنباطي، وغناء حياة محمد، وإنتاج الإذاعة المصرية، وبمراجعة برامج الإذاعة التي كانت تنشر بمجلة الراديو المصري، وهي لسان حال الإذاعة أنذاك، تبين أنها أذيعت للمرة الأولي في الساعة الحادية عشر وخمس وعشرين دقيقة، من مساء السبت الرائع من أغسطس، عام 1943، وتقول كلمات الأغنية:" فراشة حايرة بين الأزهار، طايرة مع النسمة الهادية، بينها وبين النور أسرار، تقولها للزهرة النادية، تبوس في وردة، وتشم في وردة، وضتم وردة وتناجي وردة.

كانت أغنية الفراشة بمثابة ميلاد جديد لشاعر غنائي كبير، أما الأغنية التي لفتت الأنظار إلي الشاعر مرسي جميل عزيز، "يا مزوق يا ورد في عودة"، التي لحنها وغناها المطرب عبد العزيز محمود، وفي تلك الفترة في الأربعينيات والخمسينيات التي هي أوج ازدهار الغناء المصري، قدم مرسي مجموعة من الأعمال الغنائية ذات القوالب المختلفة لأهم الأصوات الغنائية، في وقتها، وهي "ماليش حبايب إلا أنت، وغنتها نجاة الصغيرة، وأغنية جميل جميل التي لحنها وغناها الموسيقار أحمد صدقي وفي منتصف الخمسينيات تألق مرسي جميل عزيز وبات في مصاف الشعراء الكبار الأوائل بأغنيات "يا أسمر يا جميل، وغناها عبد العزيز محمود وأغنية عيد الميلاد لشادية، وعطشان يا أسمراني، نجاة الصغيرة، وياعيني فين قلبي لـ نجاح سلام، وغني له عبد الحليم حافظ في فيلم أيامنا الحلوة، مجموعة من الأغاني من بينها الحلو حياتي، ليه تشغل بالك، هي دي هي، يا قلبي خبي".

وبداية الخمسينيات ألف مرسي جميل عزيز قصيدة رائعة جدا وجاء بعنوان بلدي وغناها محمد فوزي وأذيعت للمرة الأولي في مساء الأحد 23 يناير عام 1955، وقال فيها بلدي أحببتك يا بلدي، حبا في الله وللأبد،".

والقصيدة الثانية غنتها فيروز وكانت بعنوان "سوف أحيا" ولحنها الأخوان رحباني في قالب موسيقي أقرب للموشحات، وأذيعت الأغنية في يوم الخميس الموافق الخامس من مايو 1955، وقالت فيها فيروز، "كيف لا أحيا وظل الورد يحيا في الشفاه، كيف لا أحيا وهذا الظبي يجري في الفلاة".

وفجأة في جريدة أخبار اليوم، تم نشر يوم السبت الموافق 28 أكتوبر 1961، وجاء في الصفحة الثانية عشر من الجريدة عنوان "قرصان الأغاني.. الذي سرق أجمل كلمات هذا الموسم" وبدأ الكاتب مقاله بالتساؤلات التالية، هل صحيح أن مؤلف الأغاني مرسي جميل عزيز قد استولي بطريقة القرصنة علي مطلع أغنية أنا شفت جمال من زميله الشاعر أحمد شفيق كامل، وإذا كان هذا صحيحا فما حكم القانون الذي صدر لحماية المؤلفين والملحينين وأصحاب الأفكار من قراصنة الأدب ولصوص الأفكار، ما رأي جمعية المؤلفين والملحنين إذا رأت واحدا من بين أعضاءها ينهب أفكار الأخر، ولماذا وقفت الجمعية مكتوفي الأيدي أمام هذه الواقعة بالذات؟.

وظل الكاتب يتهم مرسي جميل عزيز حتي وصل إلي النقطة المهمة حيث أكد أن أغنية أنا شفت جمال ونشر نصها أحمد شفيق كامل عام 1958، بمجلتي المصانع الحربية والإذاعة، ثم قام بإعطاءها للملحن محمد الموجي كي يلحنها علي أن يقوم المطرب عبد الحليم حافظ بغنائها، وبعد أن أجري أحمد شفيق كامل بعض التعديلات التي طلبها عبد الحليم في نص الأغنية سلمها عبد الحليم لكمال الطويل ليتولي تلحينها بدلا من محمد الموجي الذي شغلته أعمال أخري، ولكن للأسف لم يتم غنائها، وبعد مرورثلاث سنواتقدم مرسي جميل عزيز إلي الإذاعة نصا لأغنية تحمل اسم انا شفت جمال، وقدم محمد حسن الشجاعي مستشار الغناء الموسيقي بالإذاعة الأغنية إلي محمد الموجي لكي يتولي تلحينها وما أن طلعها الموجي حتي قال إن مطلع هذه الأغنية مأخوذ من أغنية سابقة لأحمد شفيق كامل.

وبعد أن نشر الكاتب الصحفي جليل البنداري المقال في جريدة أخبار اليوم انتفض الوسط الفني وجاء رد مرسي جميل عزيز علي الاتهامات في جريدة أخبار اليوم في 11 نوفمبر 1961، وجاء بعنوان " أغاني الشعراء.. وأغاني صبيان العوالم" وقال في مقدمة المقال" جليل البنداري، مأمون الشناوي، أحمد شفيق كامل، محمد الموجي، ثلاثة من مؤلفي الأغاني واربعهم ملحن، اجتمعوا لا لعمل أوبريت أو أغنية للمسرح أو السينما أو الراديو، أو حتي الأراجوز، لا اجتمعوا للقضاء علي مرسي جميل أو ظنوا أنهم يستطيعون ذلك.

وراح مرسي جميل عزيز يتهم مأمون الشناوي وسخر من جليل البنداري، ولثقة مرسي جميل عزيز في نفسه وفي شعره، أرسل إلي أخبار اليوم شيك بمبلغ 500 جنيه وطلب مرسي في مقابل ما قدمه من مال أن تعقد أخبار اليوم محاكمة علنية له، وأن تبعث الصحيفة بعريضة الدعوي التي جاءت في مقال جليل البنداي إلي مجموعة من كبار النقاد والأدباء وذلك لاستطلاع رأيهم في صحة ما اتهمه به جليل البنداري.

وبالفعل أفردت الجريدة الصفحة السادسة في العدد التاسع من ديسمبر عام 1961 وضمت هيئة المحاكمة كلا من علي الراعي، لويس عوض، عبد القادر القط، محمد مندور، الشاعر صلاح عبد الصبور، وكان رأي الدكتور محمد مندور في النهاية عن هذا التشابه إن الأغنيتين مختلفتان تمام الاختلاف وإن كان الطابع الشعبي والنغم الشعبي واضحين فيهما معا، لذلك لا وجه للاتهام هنا بأي سرقة، بالأغنيتان مختلفتان، واختتم الشاعر صلاح عبد الصبور، مناقشات هيئة المحكمة لما أحاط بهذه الإغنية بقوله لا مجال للمقارنة بين الأغنيتين، وتمت تبرئه مرسي جميل عزيز من اتهامات جليل البنداري وغيره.

ولد الشاعر مرسي جميل عزيز في 9 يونيو عام 1921 وتوفي في 9 نوفمبر 1980، بعد حياة حافلة بالكلمات الجميلة.

موضوعات متعلقة