الإنسحاب.. خواطر بسمة قابيل

تخيل أنك في مغطس مياة تعشق السباحة بداخله وفجأة تنسحب منك أنفاسك شئ فشئ فتحاول جيدآ أن تهرب من المغطس لإلتقاط أنفاسك مرة أخري ... تخيلت ! أعرف أنه إحساس أشبه بالموت ، بل هو الموت نفسه ... هكذا يفعل بنا إنسحاب الأشياء من داخلنا ، وإنسحاب الأشخاص أيضآ .. هذا الإنسحاب المميت الذي يصاحبه بعض من الغياب المفتعل ، والمبررات الغير مقنعة ، والوجود الباهت الذي يسبق كل ذلك .. تتسآل ، ماذا حدث ... ولماذا الأن .... أحق يتلاشي الوجود بهذا الشكل ؟ وتنتهي المسافات إلي الأبد مرة واحدة بدون سابق إنذار ... كيف يمكن للإنسان أن يفلت يديه فجأة هكذا ، ويترك الضحكات والدموع ، الضعف والقوة ، التحدي ، سنوات وشهور وأسابيع وأيام وساعات ودقائق ولا يلتفت لهم مرة أخري ... هل ممكن أن يكون كل ذلك كذبة ... ؟؟ أعتقد مستحيل ! كيف يمكن للإنسان أن يتفادي الأحداث التي أقسم أنها لن تتكرر بعد ، كيف إستطاع وكيف هان ... الطرق .. أين الطرق .. ألم يتذكرها !؟ رائحة الصباح لم تخبره شئ ! أول رشفة من كوب الشاي ماذا عنها ؟ ماذا وماذا وماذا .... ؟؟؟ "و قالولي هان الود عليه ، ونسيك وفات قلبك وحداني ..."