الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 09:21 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
عبد الباسط حمودة عن بداياته: عبد المطلب اشترالي هدوم.. وعدوية جرّأني على الغناء بيان عاجل من وزارة الصحة والسكان حول إصابة 63 مواطن بنزلة معوية بأسوان نائب محافظ الدقهلية يستقبل رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة ومساعد وزيرة البيئة للمرور علي نقاط تجميع قش الأرز استمرار تنفيذ الحملات التموينية بنطاق محافظة الدقهلية لرفع المعاناة عن المواطنين محافظ البحيرة تشهد احتفالية بدار أوبرا دمنهور وتكرم عدد من المحافظين السابقين ورموز المحافظة والمتفوقين رانيا فريد شوقي تتذكر والدها الراحل برسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟ المنيا تودع شخص وإصابة اخر في حادث تصادم بدرنة في ليبيا محافظ الدقهلية يعلن بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى لـ”الطفطف” بمدينة بلقاس بمشاركة المخرجة نيفين شلبي.. التفاصيل الكاملة لمهرجان ظفار السينمائي الدولي في دورته الأولي بسلطنة عمان أسعار النفط تصعد 2% بعد خفض أسعار الفائدة الأميركية ارتفاع أسعار الذهب مساء تعاملات الخميس البترول تناقش خطط ”آى بي آر” للطاقة لتطوير حقول البترول والغاز المتقادمة

حكاية ملك من الشارع لوزارة التضامن لأهلها مأساة ترصدها الطريق

حكاية ملك من الشارع لوزارة التضامن لأهلها مأساة ترصدها الطريق
حكاية ملك من الشارع لوزارة التضامن لأهلها مأساة ترصدها الطريق

كانت عقارب الساعة قد تخطت منتصف الليل بقليل وأنا أسيرُ وحيدًا في ذلك الشارع الجانبي المُظلم، وإذ بي أجد شيئًا في وسط الطريق وكأنه حجرٌ كبير أو أن أحدهم يتربص بالقادم من بعيد، ثقلت خطواتي وتباطئت واقتربتُ بحذر فإذا بفتاة صغيرة يُقارب عمرها الرابعة عشر أو أقل قليلًا تجلس مُنحنية على نفسها في سلام تام.

"أنا أسمي ملك وأهلي من العبور وأبويا دفني حية وأنا عندي سبع سنين، وأمي سبتني غصب عنها لأن أهلها مش عايزني وهي عايشة عندهم، والناس لحقوني وودوني دار فتيات العجوزة وبعدين الدار مشتني عشان عورت رقبة واحدة زميلتي عشان شتمتني والدار مش هترضى تاخدني تاني"، هكذا بدأت "ملك" حديثها معي عندما سألتها لما تجلس هكذا في وسط الشارع وتلبس تلك الملابس المُهترأة.

أثناء حديثي مع "ملك" بحثتُ على محرك البحث "جوجل" عن "دار فتيات العجوزة" تلك الدار التي ذكرتها أثناء حديثها فظهرت لي صور آسرة الدار من الداخل والواجهة الخارجية وآريتها "لملك" فصاحت اللــــــه شايف حلوة ونضيفة إزاي من جوة.

تحبي ترجعي الدار يا "ملك"؟

"مش عارفة، أصل أنا بقيت أشرب سجاير وهما مش بيرضوا البنات تشرب سجاير جوه وفي بنات بترخم علية كمان بالدار، وانا أصلا في واحدة هنا في المنطقة قالتلي أنا هشغلك معايا وهجوزك فمش هينفع أرجع الدار".

"الطريق" في وزارة التضامن ودار فتيات العجوزة

بعد سماعي لكلمات "ملك" الأخيرة كان علي التحرك الفوري إلى الدار ثم إلى الوزارة للتأكد مما قالته ملك.

باكرًا توجهت إلى "دار فتيات العجوزة" ودخلت الاستقبال لكنهم وجهوني لمبنى الوزارة المجاور ورفضوا إعطائي أي معلومات عن تلك الحالة.

بالفعل توجهت للوزارة وصعدتها دورًا دورًا كي أصل للشخص المختص رغم أني توجهت في البداية إلى مكتب الاستقبال الذي لم يستطع توجيهي بشكل سليم، لكن في النهاية وجدتُ نفسي في الدور السابع في مكتب حسين مدير إدارة الدفاع بالوزراة.

عندما شرحت له وضع حالة ملك طلب مني الإتيان بها إلى دار الفتيات إن أمكنني ذلك أو إن لم استطع فعلي الاتصال بقسم العجوزة لإحضارها وتوجيهها، شرحت له أن المهمة صعبة خاصةً مع حالة مثل ملك إذ أنها لها ميول عدوانية ظاهرة في حديثها وما حكته لي، وفي نهاية اللقاء استقر الأمر بيني وبين مدير إدارة الدفاع على خيارين لا ثالث لهما، إما أن أحضرها بنفسي أو اتصل بقسم الشرطة لحجزها ثم توجيهها إلى إحدى دور الرعاية، ولكن كان خير قسم الشرطة مُسبعدًا بالنسبة لي فاحتجاز "ملك" مع مُتهمات فوارق السن بينها وبينهم كبيرة وجرائهم متنوعة ومنها جرائم خطرة وهو ما قد يؤذي "ملك" أكثر من أن ينفعها.

دار فتيات العجوزة ترفض استقبال "ملك"

بعد أيام من محاولة إقناع ملك بدخول الدار مرة أخرى ووعدي لها بالمعاملة الحسنة داخل الدار، توجهت بصحبة ملك إلى الدار، وكانت المفاجأة أن مديرة دار فتيات العجوزة صباح رفضت استقبال ملك رفضًا قاطعًا، وذكرت أن ملك ميولها عدوانية بشدة و أنها تسببت في إصابة بعض زميلاتها بإصابات بالغة، وقالت إن عليكم إيجاد دور رعاية للتعامل مع تلك الحالة.

سألنا مديرة الدار هل حاولتم إلحاق ملك بإحدى دور الرعاية المتخصصة في التعامل مع تلك الحالات؟

"حاولنا بس مفيش ولا دار فيها أماكن لاستقبال حالات جديدة"

عاودنا الاتصال بمدير إدارة الدفاع لكن هاتفه كان مُغلقًا، وعندما صعدنا مبنى الوزارة علمنا أن هناك حركة نقل لبعض مكاتب مسئولي الوزارة إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

توصلنا لأم ملك ولكن!

توصلنا لأم ملك ولكن!

بعد عودتنا من دار الفتيات بصحبة ملك، ألححتُ عليها في أخذ رقم والدها أو والدتها، وبالفعل وبعد إلحاح شديد، حدثت والدتها في الهاتف ووعدتنا بالمجيئ في المساء على عنوان إحدى الأسر الطيبة في منطقة ميت عقبة، وبالفعل جاءت أم ملك وشرحت لنا الوضع.

" أنا بائعة جائلة في ميدان رمسيس ولا أملك مسكنًا الآن وأن دار الفتيات أخرجت ملك إلى الشارع ولم توجهها لدار رعاية خاصة رغم علمهم بظروفي الإجتماعية وأنا مش هعرف اتصرف مع حالة ملك لوحدي وهي ليها رب بقى".

لم تنتهي قصة ملك هاهُنا، بل هناك جولات أخرى ومحاولات عديدة نسردها لكم في التقريرالقادم.

اقرأ أيضًا: برلمانيون: انضمام مصر لـ«بريكس» خطوة مهمة لتحقيق التوازن الاقتصادي

موضوعات متعلقة