أحمد رجب.. مبدع خوض المعارك بالسخرية

أن تحمل على عاتقك مهمة إيصال الفلسفة والأفكار بشكل بسيط يقترب من طبقات المجتمع المهمشة، ويكون هدفك دومًا مهاجمة كل تناقضات الحياة والمجتمع بشكل ساخر وخفة ظل يحبه المسئول وعامة الناس على السواء كان ذلك هو منهج وأسلوب الكاتب أحمد رجب على مدار مسيرته سواء في الصحافة أو الكتابة بشكل عام.

بسلاسة معهودة وخفة ظل نادرة حقق أحمد رجب نجاحًا كبيرًا على مستوى الصحافة من الصعب أن يصل إليه صحفي أخر من خلال عموده الشهير "نص كلمة" على مدار سنوات، والذي من خلاله كان دومًا ناقدًا لكل ما يراه خاطئ، ليصبح صوت الناس ومعبرًا عنهم.

لم يكن يدري ذلك الطالب بكلية الحقوق العاشق للكتابة والصحافة بأنه سيصبح واحدًا من كبار الكتاب وهو يصدر مع زملاؤه جريدة "أخبار الجامعة" وهو طالب ليتعرف من خلالها على كل من مصطفى وعلى أمين مؤسسي جريدة أخبار اليوم ليقررا انضمامه للعمل بالجريدة وينتقل من مدينته بالإسكندرية للقاهرة ليبدأ أولى خطواته في عشق صاحبة الجلالة.

تولى الكاتب أحمد رجب على مدار مشواره الصحفي العديد من المناصب في جريدة أخبار اليوم، إلا أنه ظل متمسكًا بمقاله اليومي المعبر عن أفكاره "نص كلمة" والتي هاجم من خلالها العديد من العادات والشخصيات السلبية والفاسدة في المجتمع، ولم يقف هنا فتمثلت موهبته الحقيقية حينما خلق أشخاص أدبية ليعبر من خلالها عما يراه بالمجتمع لتتكون صداقته برسام الكاريكاتير مصطفى حسين ويبدعا معًا ويطلقان قذائف النقد الساخر من خلال كل من "فلاح كفر الهنادوه، مطرب الأخبار وعبده مشتاق وكعبورة والتي دومًا ما كان المصريين يحرصون على متابعتهم بالصحف لتتحول إلى مسلسل تلفزيوني للمخرج رائد لبيب

ولم يتوقف إبداع الكاتب الصحفي أحمد رجب للفن عند ذلك، حيث كان له العديد من التجارب في السينما والأفلام التلفزيونية والتي هاجم من خلالها الظواهر الغريبة في المجتمع، فهو من قرر محاكمة علي بابا في فيلم وتقديم أزمة الرأسمالية واليسار في "فوزية البرجوازية" وكان تعاونه الأبرز مع الفنان فؤاد المهندس بفيلم "شنبه في المصيدة" والذي كتب له القصة والحوار والعديد من الأعمال الفنية الأخرى.

وبين مئات المقالات والكتب والأعمال الفنية ظل دومًا أحمد رجب يحمل هم الناس والوطن بشكل كبير ويسعى للأفضل من خلال كتاباته التي ظل يكتبها حتى رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 12 سبتمبر عام 2014 بعد صراع مع المرض.