20 عامًا من الإبداع.. «السيد» يستخدم الفوم في صنع مجسمات المأكولات

يستجمع أفكاره حول التصميم المناسب، ثم يُعد أدواته البدائية التي لا تزيد عن "فوم وكتر وألوان"، يقضي عدة ساعات، لينتج تحفًا فنية عبارة عن مجسمات لمأكولات غاية في الإبداع، صنعها بأعلى درجات الدقة والإتقان.
"السيد" مواطن سكندري، ظل لمدة 20 عامًا يمارس هوايته المفضلة في صنع تلك المجسمات المقاربة للغاية للمأكولات الحقيقية في أدق تفاصيلها، نزل إلى الشوارع، ليعرّف الناس على فنه، فأبهرهم بمجسمات ظنوها مأكولات حقيقية، حتى ذاع صيته بين كل من آمن بموهبته.
التقت "الطريق" بالسكندري الموهوب، ليروي المزيد من التفاصيل حول موهبته وكيف أصقلها وكيف استفاد منها:
يقول السيد أحمد إبراهيم: "أمارس هذه الهواية منذ حوالي 20 عامًا، حيث ورثتها عن والدي، ومن شدة حبي لهذا الفن؛ قررت الخروج على المعاش المبكر من وظيفتي، لأتفرغ لصناعة المجسمات".
ويضيف: "يبدأ عملي في المجسمات بقوة ملاحظتي للشيء الذي أرغب في تجسيمه، والذي أنظر إليه بعمق، حيث اختار القطعة المناسبة وأوظفها حسب حجمها، حتى تخرج بشكل ولون قريبين من الموجود في الطبيعة، ويمر عملي بخمسة مراحل وهي التجميع والنحت والصنفرة والقص واللزق".
شاهد أيضًا: بالفوم.. "السيد" يبدع في صنع مجسمات مأكولات بالإسكندرية
وعن الأدوات التي يستخدمها في عمل المجسمات يوضح: "استخدم الفوم الثقيل، وأفضله عن الخفيف لأنه يعطيني مرونة في النحت، وأحصل عليه من كراتين الأجهزة الكهربائية الكبيرة، وهو أفضل من الذي يُباع في الأسواق، ثم أنحت الفوم باستخدام خشبة صغيرة على شكل مسطرة".
وتابع: "بعدها أقوم بتلوينه بألوان المياه وأضيف إليها ألوان طبيعية مثل ألوان العناب، مع البهارات الطبيعية التي تضفي عليها هذا المظهر، ولقد نفذت مجسمات لمأكولات كثيرة، منها الحلويات والجبن القريش والبيض والدجاج واللحوم والخبز والحلويات والشطائر، وغير ذلك الكثير".
ويوضح "السيد" كيف يحافظ على منتجاته قائلًا: "استخدم ورنيش الموبيليا في دهان تلك المجسمات للحفاظ عليها، ثم أقوم بتغليفها والاحتفاظ بها في صناديق، أكثر ما ساعدني على صقل مهارتي واكتساب الخبرة في هذا الفن؛ هو تكرار التجربة، فأظل أجرب أكثر من مرة حتى أصل إلى الشكل واللون المطلوبين".
وتابع: "يستغرق هذا العمل وقتًا طويلًا للغاية، فأقل مجسم يمكن أن أنفذه في ساعة، وأعلى مجسم يمكن أن يستغرق أسبوعين، فضلًا عن المجهود الضخم الذي أبذله خلاله، والتوتر الذي ينتابني، لأنني استخدم أدوات بدائية، فلا أمتلك أدوات حديثة تساعدني على إنجاز عملي في وقت أقل من ذلك، وكل هدفي منه هو تقديم سلعة غير متوقعة لجذب الانتباه".
ويقول: "كنت في البداية أبيع تلك المنتجات لمحلات المطابخ الإيطالي، لتكون ديكورات تجذب الانتباه، ولكن بعد تطوير منتجاتي تحفظت على بيعها منذ سنوات، لأنني لم أجد التقدير المادي المناسب، فأصبحت أصنعها ثم احتفظ بها".
ويختتم حديثه: "أتطلع لظهور تلك المنتجات في الأعمال السينمائية والتليفزيونية، لتسليط الضوء على هذا الفن، وأرغب في التعاون مع مخرج لإنتاج مسرحية لتعليم كيفية صنع تلك المجسمات، كما أتمنى عمل معرض لعرض المنتجات ومناقشة كيفية تنفيذها".