جدري القرود «الخطر القادم».. كيف ينتقل ولماذا يرعب العالم؟

مرضا مقلقا، يجعل الفرد يشعر بآلام مبرحة في الجسم مصحوبة بالحمى وارتفاع درجة الحرارة، هذا ما وصفته الصحة العالمية واتفقت عليه بعض السلطات الصحية في البلدان المختلفة، عن مرض جدري القرود، بعدما توالت بعض الدول الإعلان عن اكتشافها إصابات جديدة، فيما يرغب الجميع معرفة تفاصيل هذا الفيروس الغامض، وكيفية الوقاية منه قدر الإمكان.

تاريخ مرض جدري القرود؟

جدري القرود، فيروس نادر شبيه الجدري البشري، جرى اكتشافه لأول مرة في قرود المختبرات عام 1985، بحسب المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية، الدكتور حسام عبد الغفار.

استوطن الفيروس في غرب ووسط إفريقيا، ونادرا ما يصل إلى قارات أخرى، وهو قريب للغاية من الفيروس المتسبب في الإصابة بالجدري، لكنه أقل فتكا وأقل قابلية للانتقال.

كيف ينتقل المرض؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، تنتقل العدوى بالمرض من الحالات الدالة عن مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية، علما بأن القوارض هي المستودع الرئيسي للفيروس.

ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطير يرتبط بالإصابة به.

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.

ومن الممكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي)

وبحسب الصحة المصرية، جدري القرود لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق وهو ما يجعل أنه من غير المرجح تحوله لجائحة عامة مثل كوفيد 19.

إجراءات الوقاية من الإصابة بالفيروس

الإجراءات التي يمكن اتخاذها للوقاية من الإصابة بفيروس جدري القرود في أماكن ظهور حالات مصابة ودول توطن المرض هي تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس بما في ذلك الحيوانات المريضة أو التي عثر عليها ميتة في المناطق التي يحدث فيها جدري القرود، بحسب وزارة الصحة المصرية.

وتجنب ملامسة أي أدوات لامسها حيوانا مريضا وعزل المرضى المصابين بالفيروس عن الآخرين المعرضين لخطر الإصابة وغسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام معظم اليدين المعتمد على الكحول واستخدم أدوات الوقاية الشخصية كالكمامات والقفازات عند رعاية المرضى واتخاذ إجراءات الحجر البيطري للحيوانات المصابة.

ما مدى خطورة هذا الفيروس؟

حسب مكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية فإن جدري القرود عادة تكون أعراضه خفيفة لكن أيضا قد تكون له مضاعفات خطيرة.

ويستبعد عالم الأوبئة باول هونتر من جامعة إيست أنغيلا أن تخلف الإصابات المنتشرة في أوروبا حاليا وفيات، معتبرا في حوار مع بي بي سي أن ذلك غير متوقع تماما.

وحسب معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية فإن الذكر والأنثى معرضين للإصابة بمرض جدري القرود بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في إفريقيا بسبب جدري القرود تجرى في صفوف الأطفال.

وبحسب الصحة المصرية، أغلب الإصابات بهذا الفيروس خفيفة، تشبه أحيانا جدري الماء، وتختفي دون تدخل طبي في أسابيع قليلة، وأحيانا قد تكون الإصابة أكثر خطورة.

فترة حضانة جدري القردة تتراوح بين 6 أيام و16 يوما

وتنقسم مرحلة العدوى إلى فترتين، هما "فترة الغزو" (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم بالعقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة).

وفي فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح، الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان، ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

استعدادات مصر لمنع انتشار المرض

الوحدات البيطرية وحديقة الحيوان تعمل على سلامة الحيوانات في حديقة الحيوان، للسيطرة على أي مرض يودي بحياة الحيوان، إذ قال الدكتور محمد عادل، أستاذ الفيروسات بحسب معهد الأمصال البيطرية بوزارة الزراعة:"جدري القرود عشان ينتقل لهم لابد من عدوى من قرد قادم من أفريقيا أو نوع من أنواع القوارض تعديهم والقرود المتواجدة في مصر آمنة".

العلاج واللقاح

تقول منظمة الصحة العالمية إنه لا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، لكن يمكن مكافحة ما ينجم عنه، وقد ثبت في السابق أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة.

ورغم ذلك فمن المرجح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارا أخف شدة.

اقرأ المزيد..

الدعسوقة الغريبة.. لماذا تثير غضب المصطافين وسبب ظهورها الآن؟

عاجل | هل يطرح بنكي الأهلي ومصر شهادات استثمار بعائد 20%؟ (خاص)

من الموت إلى الحياة.. منقذو الحيوانات يسطرون حكايات الرأفة في قاموس الإنسانية