حكاية إنشاء أول جهاز لمكافحة المخدرات في مصر والعالم

تصنع مصر دائما الريادة في مختلف المجالات، منذ عقود، ولعل واحد من الأمثلة التي تكشف عن ريادة مصر، هو تأسيسها أول جهاز لمكافحة المخدرات في مصر والشرق الأوسط في مثل هذا اليوم الموافق ٢٠ مارس، بعد ما تم الانتباه لها بأنه ظاهرة خطيرة تهدد المجتمع.
في أعقاب سيطرة الاستعمار على مصر، انتشرت تجارة المخدرات بصورة واسعة، وكان من الضروري من وضع خطة للقضاء على هذا الوباء، الذي تفشى في أرجاء البلاد، لذا قررت الحكومة المصرية إنشاء أول جهاز بوليسي لمكافحة هذه الظاهرة، والعمل على توقيع عقوبة على جرائم جلب المخدرات والإتجار فيها.
اقرأ أيضا: ضبط عنصر إجرامي لقيامه بتصنيع مخدر الهيروين داخل مزرعة بالإسماعيلية
وضعت مصر العقوبات على الإتجار في المخدرات، وكان أهمها القانون 21 لسنة 1928، وبذلك كانت مصر أولى الدول التي عملت على مقاومة هذه الظاهرة.
لم يكن الجهاز البوليسي المتخصص لمكافحة المخدرات، هو الأول من نوعه في مصر فقطد ولكنه كان الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، وكان أول مقر لهد، هو العتبة ويتبع حكمدارية البوليس بالقاهرة.
وكان يعمل في جهاز مكافحة المخدرات موظفين أجانب ومصريين، ثم تم إنشاء فرعًا أخر في ميناء الإسكندرية وأخر في بورسعيد وثالث بالسويس، ثم توالت الفروع في جميع أنحاء الجمهورية حتى عام 1930م.
اقتبصت الولايات المتحدة فكرة إنشاء جهاز لمكافحة المخدرات من مصر، وبعد عام من إنشاءه في مصر، تم إنشاءه بها، وانتشرت الفكرة في جميع بلدان العالم.
في عام 1946، تم تمصير جهاز مكافحة المخدرات بعد عزل الأجانب منه، وأصدر وزير الداخلية حينها قرارًا بإنشاء إدارة تتبع الأمن العام تسمى "إدارة مكافحة المخدرات" بدلا من مكاتب المخابرات العامة للمواد المخدرة، في عام 1947.
وأصدرت مصر في عام 1951، قانون 187 لاستقلال إدارة مكافحة المخدرات، وتم إعداد أفران لحرق كميات الحشيش التي يتم تهريبها لإعدامها، كما يتم وزن المواد المخدرة المهربة قبل حرقها.