الطريق
السبت 5 أكتوبر 2024 10:28 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

مخاطر القروض على المواطنين.. حبس وتشرد أسر كاملة.. والإفتاء: «لو هتموت متخدهاش»

الاقتراض بالربا
الاقتراض بالربا

«الضرورات تبيح المحظورات».. جملة يلجأ بعض الأشخاص لسداد الدين عن طريق الاقتراض بالربا، والذي يعد من أعظم الذنوب التي يرتكبها الإنسان في حق نفسه، من هنا تستوقفنا الذنوب التي تجلب الفقر وتمنع الرزق، والتي تتحقق بعدة أفعال يقع فيها كثير من الناس، فيصيبهم الفقر وضيق العيش.

عليا أكثر من 200ألف جنيه

«جوزي محبوس ومش عارفة أصرف منين».. بدأت إيمان صاحبة الـ35 عامًا حديثها بهذه الجملة التي جعلتها تلجأ إلى اقتراض مبلغ من المال بالربا، لافته إلى أنها بحثت عن طريق أخر لجلب الرزق ولكن لم تستطع الوصول إلى حل للوصول سوء الإقتراض بالربا.

وتابعت صاحبة الـ 35 عامًا في حديثها لـ«الطريق»، بأن زوجا تم القبض عليه 3 سنوات، ولديها 4 أبناء، ولذلك قامت بالإقتراض ولكن بم تعلم خطورة ما تقوم به، مشيرة إلى أن حالتها المادية الصعبة جعلتها تلجأ إلى استلاف الأموال من الأخرين.

وأوضحت أنها كانت مسؤولة عن أسرة بأكملها بداية من أبويها حتي أطفالها الصغار، مكتشفة بعد فترة من الاقتراض بأنها مديونه بأكثر من 200 ألف جنيه؛ بسبب أستلافها للأموال بفوائد قد تصل لـ50% على مبلغ الاقتراض.

واختتمت حديثها أنها رفعت دعوة بعده الشيكات دون رصيد إلى المحكمة، معربة عن ندمها وخوفها من العقوبة المنتظرة؛ بسبب أطفالها الذين لا حول لهم ولا قوة، قائلة "أنا كمان هتحبس زي أبوهم والعيال هتتشرد".

الانتحار الحل للخروج من فخ الديون

«لقد غرقت في الديون».. قال محمد صاحب الـ45 عامًا في بداية حديثه معبرًا عن حكايته التي جعلته غريق في بحر الدين، مضيفًا أنه في بداية الأمر عمل بالتجارة وأخذ مبالغ كبيرة من الأصدقاء والأقارب وفي بداية التجارب ولكن أبت بالفشل وأصبح مديون بمبلغ كبير المشروع، وبالفعل قومت بسدد كل الديون التي تراكمت عليه إلى أصحابها بالمكسب الخاص بالمبلغ المستحق وبسبب الطمع استكملت في مشروعي بمفردي.

وأضاف محمد لـ«الطريق» أنه اقترض من جديد ولكن في هه المرة كان المبلغ كبير جدًا أعمل من جديد، وأقوم باسترجاع الديون المطلوبة، ولكني خسرت، لقد تعثرت مرتين، ولم يساعدني أحد حتى أبي وأخي كان بمقدورهم مساعدتي، لكن تخلى عني الجميع.

وتابع«محمد»، بأنه يفكر بتطليق زوجته وترك ابنه الصغير والهروب من الواقع المؤلم، حتي لا يكبر صغيره ويراه داخل السجن، لافتًا إلى أنه لا يريد أن يظلم أسرته بالحياة غير المستقرة، وأنه يفكر بالانتحار في بعد الأحيان.

واختتم محمد حديثه، بأنه كان يسير في الطريق الخطأ، معترفًا بأنه ارتكب معصية الربا، منتظرًا عقوبة بالسجن.

«الحياة دار ابيلا للعبد»

وفي هذا الصدد، قال الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق، إن الحياة دار ابتلاء للعبد، يبتلى فيها بالخير وبالشر، وهذه طبيعتها، قائلًا: «لو هتموت لا تقترض».

وأضاف الأطرش، في حديثه لـ«الطريق»، أن أكل الربا يعد من الأمور المحرمة في الإسلام، وقد ورد تحريم الربا في الكتاب السنّة النبويّة، كما أجمع العلماء والسَّلف الصالح على تحريمه، وفيما يأتي بيان أدلّة التحريم:

وتابع الأطرش، استنكر الله -سبحانه- الربا في القرآن، وبيّن أنّه مُنافٍ للفطرة السليمة، وفي المقابل استحسن الزكاة، قال -تعالى-: (وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللَّـهِ وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّـهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ).[٢]

اقرأ أيضًا:الخطر يضرب العالم.. ما هو الفيروس الجديد «نوروفيروس»؟