48 ساعة حبست الأنفاس.. حكاية ملحمة ”رجال الظل” لتحرير رهائن ”خُط الفيوم”

48 ساعة حبست الأنفاس، لحظات عصيبة خفقت لها القلوب، مشاعر مختلطة بين خوف من فاجعة بصدد الحدوث ورجاء بعدم إراقة مزيدا من الدماء على يد أربعيني فقد عقله. احتجز أسرته كرهائن لضمان عدم محاسبته وملاحقته من الشرطة إلا أن "رجال الظل" كتبوا الفصل الأخير من تلك الرواية بنجاح.
مساء الثلاثاء فرضت قوات الشرطو طوقًا أمنيًا بمحيط منزل مسجل خطر عقب سماع الدورية المتمركزة بميدان عبد المنعم رياض بعض الصرخات والاستغاثات من الداخل و ترديد الأهالى بأن المتهم قتل زوجته، ورواية أخرى بمقتل حماته.
أمس الأربعاء خرج أيمن عبد المعبود الشهير بـ"خُط الفيوم" في بث مباشر عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك". أعلن صاحب الـ40 عامًا احتجازه الرهائن بعد علمه بعمل زوجته وأسرتها في الأعمال المنافية للآداب منذ 17 عاما.
"عبد المعبود" قال إنه كان مسجونًا لفترة طويلة، وحينما خرج من السجن، أصر شقيقاه على زواجه من فتاة مقيمة بمنطقة دار الرماد بمدينة الفيوم تدعى "رانيا"، أخبراه أنها هادئة وذات خُلق ودين، ولكنه فوجئ منذ فترة باتصال هاتفي من مجهول يخبره أنّ زوجته تعمل في "الدعارة" هي وأسرتها.
قرر الأربعيني التأكد من حقيقة الأمر فبدأ في مراقبة هاتفها، واتهم أسرتها وشقيقيه بتسهيل الدعارة مقابل الحصول على مبالغ شهرية.
"بلطجي الفيوم -كما لقبه البعض- كشف عن توظيف زوجته وأسرتها عدد كبير من الأطفال، تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 15 عاماً، في الأعمال المنافية للآداب مؤكدًا أنه لم يقتل زوجته أو حماته، ولن يؤذيهن، وسيطلق سراحهن، ويتركهن للأمن ولأسرهن يحاسبهن على أفعالهن.
صاحب البنيان القوي قصير القامة برر فعلته انتقامًا لشرفه، وتبرئة نفسه من انضمامه لما وصفه بـ"الشبكة القذرة"، حسب وصفه.
مساعد الوزير في موقع الحادث
مع رفض المتهم تسليم نفسه بشكل سلمى واستخدامه أفراد أسرته كدروع بشرية، توالى توافد القيادات الأمنية رفيعة المستوى في مقدمتهم اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام.
"سليم" وجه قوات الأمن والعمليات الخاصة بالحرص الشديد وعدم استخدام القوة؛ منعا لوقوع ضحايا بين الأبرياء من أفراد أسرة المتهم (الزوجة وطفلين).
ساعة الصفر
اختارت الأجهزة الأمنية فجر الخميس "ساعة الصفر" لتنفيذ عملية نوعية لتحرير الرهائن دون خسائر. تحذير أخير اطلقته قوات الشرطة للمتهم في محاولة لإقناعه بتسليم نفسه قوبل بالرفض.
عمد "عبد المعبود" إلى إطلاق النار على العناصر المشارمة في المأمورية (الأمن الوطني والعام وقوات مكافحة الإرهاب وأمن الفيوم). ردت القوات على مصدر النيران، وأصابت البلطجى وألقت القبض عليه، وحررت الرهائن.
اقرأ أيضًا: عاجل | ”تفجير الأبواب المحصنة”.. كيف نجح الأمن الوطني في تحرير رهائن الفيوم؟
قبل تنفيذ عملية الاقتحام بساعة، قتلت والدة زوجة المتهم تدعى "فاتن عبد المولي" وألقى بجثتها في فناء المنزل، وجرى إيداع الجثة مشرحة مستشفى الفيوم العام تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي؛ لكتابة تقرير الوفاة تمهيدًا لعرضه على النيابة العامة.
تحفظت أجهزة الأمن على بندقيتين آليتين وأخرى خرطوش ومئات الطلقات وكمية من شرائط الأقراص المخدرة.
فيما تم اصطحاب الزوجة وأبنائها للمستشفى لتوقيع الكشف الطبي عليهم وعلاجهم من آثار الاعتداء. وتبين إصابة نيرة حمادة يحيى 16 عاما بكدمات في الوجه.
قوات الأمن تحفظت أيضًا على المتهم "أيمن.ع." المعروف إعلاميًا بـ"بلطجى الفيوم" داخل مستشفى سجن الفيوم بعد إصابته بطلق ناري فى اليد والفخذ خلال عملية تحرير أسرته التي احتجزها على مدار يومين.
نائب مدير مستشفى العام الدكتور عصام أحمد هلال قال إن المستشفى استقبل المتهم أيمن عبد المعبود 40 سنة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، واحتجازه بعنبر المساجين داخل مستشفى الفيوم العام لتلقى العلاج اللازم.