مقال… فهل قلبك يمكن تعويضه؟

في العلاقات..
تتباين المشاعر وتختلف، فبين مُقبلٍ شديد الإقبال ومُعرضٍ شديد الإعراض..
وبين مُصرِّح ومُكنٍّ.. وشخص يبدي إعجابه وحبه الشديد وشخص يخفي ويخاف من إظهار شعوره ..
تفكرت قليلا وتدبرت في آية كريمة "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا".
وإن كانت الآية في سياق إنفاق الأموال فأي مال أعظم من مشاعرك وقلبك.. فإن كانت الأموال يمكن تعويضها فهل قلبك يمكن تعويضه..
إن تدبرنا الآية وأنزلنا كل جزء فيها على واقع علاقاتك بالناس..
فلا تجعل يدك مغلولة.. أي لا تكن جافا صلبا لا تشعر.. كأنك تخرج الكلمات الطيبة لمن أمامك بشق الأنفس.. وكذلك لا تبسطها كل البسط.. أي لا تغدق مشاعرك وتغرق فيها من معك فيأخذ ويأخذ حتى تفيض مشاعرك فلا يكون لها مصرفا لديه فيمل عطاءك وشعورك.. وتقعد ملوما محسورا على ضياعها..
فخير الأمور الوسط .. أن تكون محبا وهو خير لكن لا تنفق كل مشاعرك عليه فربما اعتدى بسبب ذلك.. وكذلك لا تكن بخيلا تغل يديك إلى عنقك فلا تخرج من مشاعرك فيجف قلبه ولا يُقبل عليك..
ولنا في ما قاله النبي الأسوة والمثل: أحبب حبيبك هونا ما عسى يوما أن يكون بغيضك.. وأبغض بغيضك هونا ما عسى يوما أن يكون حبيبك..