الطريق
الإثنين 21 أبريل 2025 04:22 مـ 23 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
تسمم 4 صيادين بسمك الأرنب في كفر الشيخ ونقل أحدهم للعناية المركزة محافظ القاهرة يفتتح حديقة الزهور الجديدة بعين الصيرة في حي مصر القديمة حزب الشعب الجمهوري ببندر دسوق يزور كنيسة مارى جرجس للتهنئة بعيد القيامة المجيد محافظ دمياط يجري جولة ميدانية بمدينة رأس البر خلال يوم شم النسيم شواطئ بورسعيد تحتفل بـ “شم النسيم” بإقبال جماهيري واسع محافظ كفر الشيخ يتابع توافد المصطافين على شواطىء مصيف بلطيم لقضاء إجازة شم النسيم وزير التربية والتعليم يبحث مع وفد بمحافظة طوكيو تعزيز التعاون ونقل الخبرات اليابانية وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة سانجرو ”SUNGROW” الصينية التعاون في مجالات تصنيع مهمات الطاقة المتجددة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين تنعي البابا فرنسيس وزارة الشباب تُطلق فعـاليات المشروع القومي لــ ”قياس مستوى اللياقة البدنية واكتشاف تشوهات القوام الشباب والرياضة: مراكز الشباب ومراكز التنمية الشبابية تحتفل بأعياد الربيع وزير الشباب والرياضة يصل البحر الأحمر لتفقد المنشآت الشبابية والرياضية

في عمل مسرحي مبدع.. ”سيدة الفجر” فلسفة الوجود

عرض سيدة الفجر
عرض سيدة الفجر

سيظل الصراع الإنسانى أبديًا، بين ثنائية الكون من الخير والشر.. إلى الحب والكراهية والجمال والقبح والخيانة والأمانة والسعادة والحزن والحلال والحرام والجهل بما يدورحولهم، وجميعها مشاعر وجدانية يجرى التلاعب بها فيما بين البشر ووفق علاقات إنسانية متباينة يظللها الشك والغموض والكتمان والخوف من المجهول، وعدم القدرة حتى فى الإفصاح عما بدواخلهم، كونها تشكل كابوسا إنسانيا سيلاحقهم إن خرجت من بين جوانحهم، ليفضلوا الألم والمعاناة وليحيوا أحلاما كاذبة، ربما تتحول إلى أساطير برغم أنهم جميعا تعايشوا معها وفقا لثقافتهم لتبقى الحقيقة الوحيدة فى الكون ثنائية "الحياة والموت ".

كما وستظل تلك الثنائية المسيطرة على مجريات وسلوك البشر منذ الخليقة وحتى إنتهاء الكون، وفى صراع دائم لايتوقف وما بينهما من تداخل الأقدار وما تحمله من مشاعرإنسانية ووجدانية مختلطة، وتحت عنوان حول "ماهية الحب" ودوافعة ومبرراتة ومايدور داخل النفس من أسئله صعبة دون إجابات لايمكن البوح بها فى ظل الغموض الذى يلفها وهو ما تجسد بالفعل فى عمل مسرحى مبدع اتسم بالرقى فى التفكير وليستدعى العقل والمنطق للنظر فيها لفهم حقيقة ما يدور حوله.

مسرحية سيدة الفجر .. والتى تعرض على مسرح الطليعة، تشكل قطعة فنية من الفسيفساء راقية فى جمال التكوين للصورة الذهنية، ومن الخيال والرومانسية وقدرا من الفانتازيا شديدة الدسامة، فى ثوب "ميلودرامي" للأديب الأسبانى العالمى "اليخاندروكاسونا"، وتتعلق بتجسيد الجمال كوجه من وجوه الحقيقة مثلما الحياة والموت.

ففى شخصية سيدة الفجر تجسد الموت فى أمرأة جميلة غامضة مليئة بالأسرار ومكلومة ليقتحم الموت داخل إسرتها فى القرية ليفقدها الوعى من هول ما تعرضت له حياة جميع أفرادها أسرتها ليتملكهم الخوف والفزع من المجهول الذى يغير حياة الجميع بالقرية، وعبر ملائكة "جهنم" فى زيهم الأبيض والعيون الشاخصة، وهم يحيطون بأحد أفرادها للتخلى عن حياتها التى أرادتها هى ضاربة عرض الحائط بكل قيم الحب والجمال، والسقوط فى حبال الخيانة والموت الإرادي فيما جاء العمل المسرحي بأداء احترافى تمثيلا وإخراجا وتصويرا وإضاءة وديكورا لينعكس على المشاهد بحالة من الأرتياح من الدهشة فى جمال اللوحة البصرية والتفكير فيها بصمت وبإعمال العقل فى حقيقةً " الموت " ومدى الخوف الأنسانى والطبيعى منه بوصفه واقع ملموس للجميع ولكن أين ومتى وكيف ؟ وعبر سرد قصصى يجعل متابع العمل المسرحى يلهث فى التركيز فى تلك الدراما وإلى أين ستنتهى، وبخلاف ما توقع الجميع من أن هناك فرصا للحياه بعد اتخاذ قرار الموت حتى ولو كان سرابا، وهو ما أدى إلى تحول كبير فى حياة أهل القرية نتيجة زيارة سيدة الموت الغامضة والتى أضفت جوا سحريا حولها أينما وجدت، كما أن أزمة تلك الزائرة الجميلة فى حياتها تتلخص بعدم قدرتها من الإقتراب ممن تحبهم لان فى اقترابها نهاية لحياتهم، فمسرحية "سيدة الفجر" لن يتمكن المشاهد أثناء انغماسة فيها ليلهث لمعرفة الحقيقة المؤلمة، والمتمثلة فى الموت بوصفه حقيقة وجودية لامفر منها.

العمل المسرحى بطولة نشوى إسماعيل، مي رضا، مجدي شكري، وفاءعبده، خالد يوسف، مصطفى عبدالفتاح، راندا جمال، عادل سمير توفيق، موسيقى هانى شنودة ، ديكور عمرو الأشرف، أزياء شيماء ومن إخراج أسامة رؤوف.