أحداث رمضان التاريخية| ذكري مبايعة الخليفة القادر

يعتبر شهر رمضان الكريم، أهم شهور السنة الهجرية، وأعلاها مكانة عند كافة المسلمين، حيث تزداد به الجرعات الإيمانية والدينية، ويختلف فيه روتين الحياة، حيث العظمة الروحانية الموجودة خلال الشهر المبارك.
وكما يمتاز شهر رمضان بطقوس خاصة تميزه عن غيره من أشهر السنة، فهو شاهد أيضا على العديد من الأحداث التاريخية الهامة، علي مر العصور، والتي تركت علامة بارزة في ذاكرة المصريين، وذاكرة العالم أجمع.
وفي هذا السياق يقدم لكم "الطريق"، سلسلة من الحلقات لرواية أهم الأحداث التاريخية التي حدثت في شهر رمضان المبارك، وحلقة اليوم عن "مبايعة الخليفة القادر".
تمت المبايعة في الحادي عشر من رمضان سنة 381 هـجريا، حين بويع أبوالعباس القادر بالله، أحمد بن إسحاق، بالخلافة عند القبض على الطائع لله، حيث ولد الخليفة القادر عام 336 هجريا، وتميز ببعض الصفات الشكلية، فكان القادربالله أبيض، كثّ اللحية طويلها، يخضب شيبه، وكان من أهل الستر والصيانة، وإدامة التجهد.
وكان أبوالعباس القادر، قام بتصنيف كتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث بجامع المهدي، حيث ذكر فيه فضل الصحابة وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن، وكان يحضره فترة خلافته المقدرة إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر.
اقرأ أيضا: أحداث رمضان التاريخية| ذكري معركة “حطين” وانتصار صلاح الدين على الصليبيين
وفي إطار حرص القادر بالله علي رعيته، ومحاولته الأكيدة في القضاء على الوشاة والسعاة، ذات يوم ذكر الكتبي عن القادر أنه "بينما كان يمشي ذات ليلة في أسواق بغداد إذ سمع شخصًا يقول لآخر: قد طالت دولة هذا المشئوم، وليس لأحد عنده نصيب".
فأمر خادمًا كان معه أن يحضره بين يديه، فما شك أنه يبطش به، فسأله عن صنعته، فقال: إني كنت من السعاة الذين يستعين بهم أرباب هذا الأمر على معرفة أحوال الناس، فمذ ولي أمير المؤمنين أقصانا، وأظهر الاستغناء عنا، فتعطلت معيشتنا، وانكسر جاهنا فقال له: أتعرف من في بغداد من السعاة مثلك؟ قال: نعم.
فأحضر كاتبًا، وكتب أسماءهم، وأمر بإحضارهم، ثم أجرى لكل واحد منهم معلومًا، ونفاهم إلى الثغور القاصية، ورتبهم هناك عيونًا على أعداء الدين، ثم التفت إلى من حوله وقال: اعلموا أن هؤلاء ركّب الله فيهم شرًّا، وملأ صدورهم حقدًا على العالم، ولا بد لهم من إفراغ ذلك الشر، فالأولى أن يكون ذلك في أعداء الدين، ولا ننغصّ بهم المسلمين".