أسرار علاء ولي الدين ناظر مدرسة الكوميديا.. أنشأ مجلسا للذكر واشترى مدفنه ومسكا لتعطير جثمانه
ودع عالمنا في مثل هذا اليوم ما شكل خبر وفاته صدمة كبيرة لدى جمهوره حيث عاش ضيفًا خفيفًا على الدنيا، كانت ضحكته لا تفارق وجهه، وعرف بجسد الممتلئ، ووجه الطفولي.. إنه ناظر مدرسة الضحك، وصانع البهجة وملاك الفن الطاهر.. الفنان الكوميدي علاء ولي الدين.
خلال حياته التي دامت 39 عامًا فقط، عاش صعوبات كثيرة لكنه ترك لنا منها أعمالًا مليئة بالضحكات، ورغم بطولاته المعدودة إلا أنه ترك تأثيرًا قويًا في قلوب الجماهير.
نشأة دينية
كان جده الشيخ سيد ولي الدين وليًا من أولياء الله، وله ضريح في مطاي بمحافظة المنيا، وهو ما ورثه عن الراحل حيث كان الراحل لا يغادر منزله في الصباح إلا بعد التسبيح وقراءة آيات من القرآن الكريم، كما تعلق بزيارة أضرحة آل البيت، وأقام في بيته مجلسًا للذكر، حضره بعض الفنانين منهم علاء مرسي.
إفيهات علاء ولي الدين
"اعمل نفسك ميت"، "وأكلة كرنب وهابهدلك"، "يعيش الوطن واحنا مش مهم"، "لف وارجع تاني"، "ياعيني على الحلو لما تبهدله الأيام"، "كله ضرب ضرب مفيش شتيمة"، وغيرها العديد من الإيفيات التي رسمت الضحكة على شفاه جمهوره مازالت تتردد حتى اليوم.
ميلاد ودراسة علاء ولي الدين
في شهر سبتمبر من عام 1963 ولد علاء ولي الدين في المنيا، ونشأ في بيت فني، فوالده هو الفنان سمير ولي الدين، الذي شارك بأدوار ثانوية في عدد من الأفلام والعروض المسرحية، ومنها مشاركته المميزة في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" مع عادل إمام عام 1976 حيث جسد شخصية الشاويش حسن.
درس علاء ولي الدين بالمدرسة العسكريية الثانوية بمصر الجديدة، وتخرج في كلية التجارة سنة 1985، وذلك تنفيذًا لوصية والده الذي توفي وتركه وهو في سن الـ 16، وبعد تخرجه تقدم للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية ولكنه رسب في الاختبارات أكثر من مرة، ومن هنا كانت معاناته.
معاناة علاء ولي الدين في الالتحاق بالفن
كان دخول علاء ولي الدين عالم التمثيل لم يكن بالأمر السهل رغم موهبته البارعة، إلا أنه لاقى العديد من الصعوبات التي كادت أن تحطمه، حيث صارع من أجل الفن وعانى كثيرا من رفض المنتجين، كونهم لم يجدوا فيه "فورمة" فتى الشاشة، ولا خفة دم الكوميديانات الكبار، وراهنوا على فشله، وهو ما ظهر من خلال تصريحات أحد المخرجين الذي قال له: "أنت أراجوز في سيرك وبلياتشو".
كل هذه الصعوبات التي واجهت الكوميديان الراحل صنعت منه إرادة قوية نحو حمله الذي لم يتخلى عنه، ليتحول إلى ناظر مدرسة الكوميديا الحديثة.
بداية مسيرة علاء ولي الدين
كانت بداية مشوار علاء ولي الدين عندما عمل مع صديق والده المخرج الكبير نور الدمرداش كمساعد مخرج لمدة 4 سنوات، وخلال تلك المدة اكتسب خبرة كبيرة وصنع صداقات عديدة، وبعدها مهد الطريق أمامه وبدأ بأدوار صغيرة من المسلسلات والسهرات التلفزيونية، مثل "بابا جاي" و"زهرة والمجهول".
منحت الأدوار الصغيرة التي أداها الفنان الراحل الفرصة لينطلق في مشواره الفني حيث شارك في أفلام مثل "بخيت وعديلة" بأجزائه و"المنسي"، و"النوم في العسل" و"الإرهاب والكباب".
الانطلاقة الحقيقية لعلاء ولي الدين
عام 1997 كانت انطلاقة علاء ولي الدين الحقيقية مع النجم محمد هنيدي من خلال حصولهما على بطولة مشتركة مع النجمة ليلى علوي في فيلم "حلَّق حوش"، ونجح الثنائي في لفت النظر بقوة إليهما.
عام 1999 رشحه المخرج شريف عرفة لبطولة فيلم "عبود على الحدود" مع كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي، وحقق الفيلم نجاحًا هائلًا، الأمر الذي منحه الفرصة لمشاركة في بطولات أعمال بعدها.
وبعدها بعام حقق ولي الدين نجاحًا كبيرًا بعدما قدم بطولة فيلم "الناظر" إذ حقق إيرادات هائلة ونجاحًا كبيرًا، ومن خلال هذا الفيلم سطع نجوم الجيل الحالي مثل أحمد حلمي ومحمد سعد.
اقرأ أيضًا: عادل أدهم الشيطان الراقص.. زوجته هربت منه وابنه رفض الاعتراف به وأنور وجدي صدمه
أعمال علاء ولي الدين
23 فيلمًا حصيلة أعمال الفنان الراحل ومن الأفلام التي شارك فيها "الجينز"، "أيس كريم في جليم" "ضحك ولعب وجد وحبّ"، "سمكة وأربع قروش"، "يا مهلبية يا"، "المعلمة والأستاذ"، "رومانتيكا"، "وفي التليفزيون شارك في 9 أعمال درامية منها "الدنيا حظوظ، علي الزيبق، أنت عامل إيه"، وفي المسرح شارك في "حكيم عيون" و"ألابندا" و"لما بابا ينام".
وفاة علاء ولي الدين
وتوفي علاء ولي الدين خلال تصوير فيلم بعنوان "عربي تعريفة" ليرحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم الموافق 11 فبراير 2003، إثر إصابته بغيبوبة سكر وارتفاع في ضغط الدم خلال عيد الأضحى.
اشترى مدفنه ومسكا لتعطيره قبل وفاته
ومن المفارقات الغريبة في حياة الراحل أنه توقع وفاته واشترى مدفنه قبل موته بثلاثة أشهر بجوار مدفن الشيخ عبد الحميد كشك، وخلال أدائه العمرة للمرة الأخيرة، قبل وفاته اشترى مسكًا خاصًا بتعطير الموتى، وأوصى أشقاءه قائلًا "ابقوا حطولي ده وأنتوا بتغسلوني".
