الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:08 صـ 23 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
بالورش الحرفية والعروض الفنية.. ملتقى سيناء الأول لفنون البادية يواصل فعالياته بالعريش فيديو| مصر وفلسطين.. دعم دبلوماسي وإنساني| عرض تفصيلي مع عمرو خليل ضبط مصنع تلاعب في أوزان أنابيب الغاز بالغربية..صور الأولمبية الدولية تشيد بالتعاون المثمر مع وزارة الشباب والرياضة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي سفير جمهورية التشيك بالقاهرة لبحث فرص التعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك مصر وقطر تُطلقان عامًا ثقافيًا مشتركًا في 2027 لتعزيز الحوار الثقافي العربي فيديو| عضو البتريوت: الرأي العام في أوكرانيا ضد وقف الحرب بالشروط الأمريكية في شم النسيم.. الورد بيتصنع بإيدين ستاتنا الحلوين صحة كفرالشيخ: مرور مكثف من فرق المراجعة الداخلية والحوكمة بالمديرية على العديد من المنشآت الصحية التابع للمديرية في إطار احتفالات محافظة الإسكندرية بعيد شم النسيم وتنفيذاً لاستراتيجيتها لتطوير الميادين والاهتمام بالنسق الحضاري والجمالي للمحافظة زيلينسكي: وفد أوكرانيا يصل لندن الأربعاء لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار بتوجيهات محافظ الوادي الجديد تسليم 410 مشروعًا متناهي الصغر لتمكين الأسر اقتصاديًا

عنتيل أبوكم

سعيد محمود
سعيد محمود

منذ أن دخل مفهوم "الترافيك" عالم الصحافة، وكثير من أهل المهنة -إلا من رحم ربي- يمسحون بلاط صاحبة الجلالة مسحا بالمهنية والإنسانية، وهم في ذلك أشبه بشخصية ميمي شكيب في فيلم "30 يوم في السجن"، حين كانت تردد جملتها الشهيرة مع أبو بكر عزت عندما ترى ما لا يعجبها لكنها تطمع في أن يدر دخلا كبيرا، فتقول والجشع يطل من عينيها "وماله يا مدحت ما دام هيزود الإيراد".

والإيراد هنا بالنسبة لهؤلاء هو عدد المشاهدات التي يحصدها الخبر أو الموضوع على مواقعهم الإلكترونية، فباتوا يحاسبون محرريهم بالمشاهدات لا بالانفرادات وبالنقرات لا بالمهنية في الموضوعات، وهو ما جعل مرؤوسيهم بالتبعية يبحثون عن كل ما هو "حراق" اتقاء لشر الكلام، وحفاظا على الفتات الذين يتحصلون عليه لفتح بيوتهم.

وكانت قضية طبيبة المحلة الفاضلة التي اتهمها زوجها في شرفها، خير مثال على ما آل إليه وضع الغالبية العظمى من الصحافة والصحفيين بسبب اللهاث وراء شيطان "الترافيك".

فقد بدأ الأمر ببلاغ قدمه الزوج متهما زوجته الطبيبة بسوء السمعة، والأمر هنا ما هو إلا مجرد اتهام، لذا فاحتمالية البراءة تعادل احتمالية ثبوت التهمة، لكن شيطان "الترافيك" كان مسيطرا على ضمير من سارع بنشر الخبر بعنوان "عنتيلة المحلة"، ليتم وصم السيدة في شرفها دون تبين، ويبرع "لوسيفر" في إلهاء الجميع عن قول الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، "وماله يا مدحت ما دام هيزود الإيراد"!

وكما النار في الهشيم، انتشر الوصف الملعون ينهش في جسد السيدة، ويعري صاحبة الجلالة من مهنيتها، ويبين مدى فقر الإبداع عند أرباب المهنة الكرام، فأي متهم بتعدد العلاقات عندهم "عنتيل"، وأي نصاب استولى على أموال المواطنين "مستريح"، "وماله يا مدحت ما دام هيزود الإيراد"!

وحتى عندما قرر السادة الأفاضل نشر ما ينفي التهمة عن الطبيبة، صدروا في عنوانهم ذلك الوصف تماديا في طقوسهم الوثنية لعبادة آلهتهم الجديدة "التريند" و"الترافيك".

فإلى كل من يقدم المهنية قربانا لإلهه الجديد، وكل من يسخر من الحديث عن قواعد الصحافة بداعي الترافيك ومجاراة التطور، وكل من وصف السيدة الفاضلة بـ"العنتيلة"، اسمحوا لي ان أرد عليكم بجملة واحدة فقط..

"عنتيل أبوكم" جميعا.