الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 02:34 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

كيف أصبحت نعيمة عاكف لهاليبو السينما وأفضل راقصة رغم حياتها القصيرة؟

نعيمة عاكف
نعيمة عاكف

أبدعت في الغناء والرقص والتمثيل والاستعراض، لُقبت بـ "لهاليبو السينما" وأفضل "راقصة" في العالم، انت جميلة المظهر والجوهر، نشأت وسط عائلة فنية حيث كان والدها صاحب سيرك، وهي بطلة العديد من الأفلام الهامة منها لهاليبو، العيش والملح، فتاة السيرك، تمر حنة، بياعة الجرايد، إنها الفنانة نعمية عاكف التي تحل اليوم عيد ميلادها.

نشأة وسط الألعاب البهلوانية

في 7 أكتوبر 1929 وفي مدينة طنطا، وسط الحيوانات والألعاب البهلوانية، ولدت نعيمة عاكف حيث اشتهرت عائلتها بأعمال السيرك، حيث كان جدها إسماعيل عاكف يمتلك سيركًا أسسه عام 1912، بالإضافة إلى عمله مدربًا لرياضة الجمباز في صالة للألعاب الرياضية، وتوارث والدها السيرك بجانب عروضًا للحيوانات المفترسة كالأسود والألعاب البهلونية، وشارك عروضه خلال ليالي الاحتفال بمولد السيد البدوي.

نجمة الفرقة الأولى

وهي بسن الرابعة بدأ والدها في تعليمها مبادىء السيرك والفنون الاستعراضية، لكنها لم تبدي رغبة، حتى يأس منها واهتدى إلى تعليم شقيقتها الكبرى أمامها، في الوقت الذي ينهرها فيه فامتلأت نفسها بالغيرة وتعلمت مباديء الأكروبات في بضعة أيام، حتى تفوقت على شقيقتها وأصبحت نجمة الفرقة الأولى.

أول مرتب 

يبدو أن الغيرة التي امتلئت في قلب الطفلة الصغيرة من شقيقتها جعلتها تتقن فن السيرك والاستعراض ما جعلها تستحوذ على إعجاب الجمهور، بحركاتها وغنائها، الأمر الذي جعلها تتشجع وتتطلب من والدها تخصيص مرتب، وعنفها والدها وضربها، ما جعلها تهدد بالهرب من البيت واضطر والدها أن يخصص قرشين كمرتبًا يوميًا فى حال عمل السيرك.

إفلاس انتهى برهن السيرك

ولم يستمر الوضع على ما كان عليه فدوام الحال من المحال، حيث تزوج والد نعيمة من أمراة أخرى، وكانت حينها بعمر الـ 10 سنوات، واحتجزت الشرطة على السيرك لسداد ديون والدها المتراكمة بعد ضياع أمواله على لعب القمار وشرب الخمر، دفعت هذه الأمور والدتها لمغادرة طنطا وترك السيرك، للاستقرار مع أولادها فى شقة بسيطة بشارع محمد علي.

من الشارع لفرقة بديعة مصابني وملهى الكيت كات

ولم تعرف والدة نعمية وابنتها أن المأزق الذي تعرضا له سيكون حياة جديدة تنطلق من خلالها نعيمة حيث قدمت عاكف حركات بهلوانية بشوارع القاهرة من أجل توفير القوت لأهلها، وشاهدها الفنان على الكسار وضمها لفرقته.

وكان ضمن فرقة بديعة مصابني فتاة تدعى"تيشي" تلقي مونولوجات على حركات رقص الكلاكيت، الغيرة التي ملئت قلب نعيمة من تيشي جعلتها تقرر أن تتعلم رقصة الكلاكيت وإلقاء المونولوجات وكان تعليم الرقص بمبالغ عالية لم تكن في إمكانياتها.

وفي أحد الأيام انتهزت نعيمة فرصة غياب تيشي ودخلت حجرتها وسرقت الحذاء الذي كانت ترقص به، وكان به من قطع الحديد، ووضعته في قدميها وبدأت في تقليد الرقصة، حتى وجدت أنها سهلة وتعلمتها سريعًا، وأخذت الحذاء معها، وذهبت إلى عامل أحذية وطلبت منه أن يضع في حذائها قطع حديد مشابهة، وفي اليوم التالي أعادت الحذاء إلي مكانه، وبدأت التدريب بحذائها الجديد، وبعد أسبوع ذهبت إلى بديعة مصابني وطلبت منها أن تتيح لها فرصة تقديم رقصة الكلاكيت، وعندما أنهت الرقصة صفقت لها بديعة بشدة.

رقصة الكلاكيت

وبعد تعلم رقصة الكلاكيت جاءت الخطوة الهامة في حياة نعمية عاكف حيث انتقلت إلى العمل بملهى "الكيت كات" فرآها المخرج أحمد كامل مرسي وقدمها كراقصة في فيلم "ست البيت"، ليكون أول عمل لها على الشاشة، وبعدها رشحها المخرج حسين فوزي لتشارك معه في بطولة فيلمه "العيش والملح"، وبعده تعاقد معها على احتكار وجودها في الأفلام التي يخرجها لحساب نحاس فيلم، وقامت بأول بطولة سينمائية لها في فيلم "لهاليبو"، وتوالت بعدها أعمالها الفنية.

زواج نعيمة عاكف

ورغم أن المخرج حسين فوزي، يكبرها بسنوات كثيرة إلا أنه تزوجها عام 1953 ونقلها من شارع محمد علي إلى فيلا بمصر الجديدة وانفصلا بعد 5 أعوام من الزواج، بعد أن أخرج لها 15 فيلمًا كان آخرها فيلم "أحبك ياحسن"، ثم تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبد العليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صلاح الدين عبد العليم.

شاركت في بطولة 25 فيلما خلال 17 عامًا مثل: "تمر حنة"، "جنة ونار"، "بلدي وخفة"، "بابا عريس"، "فتاة السيرك"، "ياحلاوة الحب" .

اقرأ أيضًا: بعد عقد قرانها.. معلومات عن هنادي مهنا صاحبة الـ 22 عاما ومواهبها غير التمثيل (صور)

معاناة مع السرطان حتى الوفاة

وكان السطر الأخير في حياة نعمية عاكف مأساوي حيث شعرت بتعب شديد خلال تصوير فيلم "بائعة الجرائد"عام 1963، لتكشف الفحوصات عن إصابتها بداء سرطان الأمعاء، وظلت تصارع المرض ثلاث سنوات، إلى أن توفت فى الـ23 من أبريل عام 1966 عن عمر يناهز الـ 37 عامًا، تاركة نجلها الوحيد وعمره 4 سنوات.