شغلت منصب رئيس محور التنميه المحلية بالمجلس الاستشاري لمحافظ بني سويف وكرمها البابا تواضروس
حصلت على الماجستير مرتين إحداهما في اللغة القبطية والأخرى في التراث القبطي.. هاجر تحلم بالتدريس في الجامعة

في القرن الـ11 الميلادي، أمر الحاكم بأمر الله بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل، وبحلول القرن الـ12 الميلادي، أصبح الشعب المصري يعرف اللغة العربية والقبطية على السواء، حتى بدأت اللغة العربية تحل تدريجيًا محل القبطية، ووضعت اللغة القبطية في طي النسيان ولم يعد أحد يتذكرها واقتصرت دراستها في الكنيسة.
هاجر سعد الدين مصطفى، الحاصلة على الماجستير في اللغة القبطية والتراث القبطي، سعت وبذلت قصارى جهدها على مدار 7 أعوام، في محاولة منها لإعادة تذكرة المصريين بالحقبة التي اندثرت، تقول: "أنا في البداية كان هدفي التحق بتخصص نادر لكي أتميز فيه، وأضيف للعلم من خلاله وخاصة لو مجال صعب مثل اللغة القبطية".
وتكمل: "لما دخلت التخصص اكتشفت إن الحقبة القبطية من أهم الحقب في تاريخ مصر، مدتها 7 قرون حتى دخول الإسلام مصر، الأجانب فقط هم اللي بيتكلموا عن هذه الحقبة ولديهم أقسام للقبطيات في جامعاتهم مثل (ألمانيا، هولندا، أستراليا)، هنا مجال الدراسات القبطية مدفون في الكنسية مع أنه جزء من تاريخنا".
واجهت هاجر صعوبات عدة في بداية دراستها كونها تقطن بمدينة بني سويف، التي تبعد عن مدينة الفيوم، حيث عارض أهلها فكرة إقامتها الدائمة في بلدة أخرى، تقول: "كنت بسافر يوميًا صد رد على مدار 4 سنين حتى تخرجت في سنة 2013، وبعد ذلك 3 سنين أخرى لدراسة الماجستير".
تخرجت هاجر في كلية الآثار جامعة الفيوم بتقدير جيد جدًا، ومن ثم بدأت تسجيل الماجستير الأول في الكلية ذاتها، في اللغة المصرية القديمة (اللغه القبطية) عام 2014، في ذلك الوقت عملت هاجر كباحث مساعد في مركز الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، وتوالت إنجازتها حتى حصلت على دبلومة الآثار والفنون القبطية بالمعهد الإكليركى للآباء الفرنسيسكان مع المعهد الكاثوليكي بجامعة بازماني بيتر- بودابست -المجر في 2016، تقول: "اشتغلت بعدها مدير وحدة جودة التعليم واللغات بمؤسسة كمت لحد ما حصلت على درجة الماجستير الأولى في اللغة القبطية بتقدير امتياز سنة 2018".
لم تكتفِ الشهوة العلمية لدى هاجر بذلك الكم من الإنجازات، بل سعت حتى تم قبولها في منحة من المعهد الالماني للآثار في برنامج الماجستير الخاص بحفظ التراث وإدارة المواقع تحت إشراف جامعة حلوان في مصر وجامعة براندنبرج للتكنولوجيا كوتبوس - ألمانيا، وحصلت على درجة الماجستير الثانية في يناير 2020، تقول: "في نفس الوقت كنت محررا ومترجما بمجلة كاسل جورنال البريطانية للصحافة والإعلام، وأعمل حاليًا كمترجمة لغة إنجليزية".
كًرمت هاجر سعد الدين من عدة شخصيات عامة كـ"قداسة البابا تواضروس ودكتور زاهي حواس ودكتور مصطفى الفقي"، تقول: "كنت حاسة بالفخر للمستوى العلمي اللي وصلتله اللي يخليني اتكرم من قامات مثلهم، والحماس والمسئولية إني أقدم أكتر وأكتر وإني أطور من نفسي".
ترجمت هاجر أوستراكا قبطية لم تنشر من قبل مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية عام 2018، كما أنها نشرت بحثًا باللغة الإنجليزية في دورية الأنبا آثناسيوس للدراسات المسيحية عام 2019، كما لديها بحث في كتاب أعمال المؤتمر الدولي الرابع عشر للطلاب وطلاب الدراسات العليا المنعقد في معهد التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة اتحاد جنوب روسيا الفيدرالية، كما حصلت على المركز الأول في التميز الشبابي في العمل العام والمجتمعي والتنموي على مستوى الجمهورية، ونُصبت رئيسًا لمحور التنميه المحلية بالمجلس الاستشاري لمحافظ بني سويف.
عقدت هاجر كما هائلا من المحاضرات التثقيفية بمدينتها بني سويف ومكتبة الإسكندرية وجمعية محبي التراث القبطي، من أجل نشر المعرفة باللغة القبطية وتاريخها والترويج لدراستها، تقول: "في كتير من زمايلي قرروا التخصص في نفس مجالي ويمشوا نفس خطواتي، والمحافظ تبني فكرتي لاستغلال الآثار القبطية والترويج لها".
وبالفعل تم العمل على تطوير منطقة ميدوم وإدراج بني سويف على رحلة العائلة المقدسة ومشروع درب الرهبة، باعتبار أن القديس أنطونيوس مؤسس الرهبنة في العالم من بني سويف، وعن أحلامها المستقبلية تقول هاجر: "حلمى أكون دكتورة جامعية وألاقي فرصة حقيقية في جامعة وأدرس للطلبة كل اللي اتعلمته وأكمل الدكتوراه في اللغة القبطية في الخارج".