الطريق
السبت 5 أكتوبر 2024 10:31 صـ 2 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

زي النهاردة عيد الجلاء.. خروج آخر جندي بريطاني من مصر

الجلاء
الجلاء

تحل علينا اليوم الخميس، ذكرى واحدة من معارك مصر الخالدة، والتي تعتبر رمزا لصمود الشعب المصري، سطر أحداثها التاريخ تحت عنوان "عيد الجلاء"، حيث رحيل أخر جندي بريطاني عن الأراضى المصرية فى عام 1956، عقب توقيع اتفاقية بين مصر وبريطانيا في 19 أكتوبر عام 1954، بعد خوض طريق طويل من النضال والتضحيات ثمنا لهذا الجلاء.

 

خروج آخر جندي بريطاني عن مصر

ففى هذا التاريخ احتفل المصريون بجلاء الإنجليز عن قاعدة قناة السويس، التى اعتبرت وقتها أكبر قاعدة حربية لبريطانيا في الشرق الأوسط، وكانت تمتد بطول القناة من بور سعيد شمالا إلى ميناء "الأدبية" على خليج السويس جنوبا، أقاموا عليها سلسلة من الاستحكامات والمطارات والمنشآت العسكرية، بطول القناة مقرا ووضعوا في أبو سلطان مستودعا للذخيرة والمفرقعات، وفي أبو صوير المطار العسكري المشهور، وأقاموا المعسكرات في التل الكبير.

إعادة المنشآت المصرية

وبعد توقيع مصر اتفاق الجلاء مع بريطانيا استردت منشآت تقدر قيمتها فى ذلك الحين بنحو ستين مليون جنيه، منها 10 مطارات و23 منشأة كاملة، من ضمنها مطار أبو صوير ومطار الدفرسوار بجوار القناة، وبيت البحرية ببور سعيد، وميناء الأدبية بخليج السويس، ومعسكرات الإسماعيلية وما جاورها، ومعسكرات التل الكبير، ومعسكر الشلوفة، وثكنات ومبان ومصانع ومخازن وورش ومحطات توليد الكهرباء ووابورات للمياه وسكك حديدية وقاطرات وكباري، وأرصفة الموانئ، وخط أنابيب البترول بين السويس والقاهرة وتقدر قيمته بـ 2.5 مليون جنيها.

بداية المطالبة بالجلاء

في ثورة 23 يوليو عام 1952 انضم الجيش المصري للشعب وأصبحا قوة واحدة، وفي عام 1953 رسمت حكومة الثورة طريق الكفاح، وفى 27 أبريل عام 1953 عقد في مقر مجلس الوزراء المصرى أول اجتماع لمباحثات الجلاء، مع الجانب البريطاني في مايو 1953، ولجأ الجانب البريطاني إلى التهديد والوعيد.

 

وعمل الجنود البريطانيين على زعزعة ثقة الشعب المصرى في الثورة، ونظمت الثورة المقاومة المسلحة في القناة عدد من العمليات، وفي نوفمبر عام 1953، قدمت السفارة البريطانية إلى مصر احتجاجا على زيادة عدد الحوادث في المنطقة، وفي أواخر ديسمبر عام 1953، وأوائل عام 1954 حدثت حركة واسعة داخل معسكرات القناة، وأعلن المسؤولون عن وصول عمليات التعدي ل52 عملية.

اقرأ أيضاً: اتهموها بالعنف والازدراء.. اعتقال وحشي لممرضة حاربت كورونا وأصيبت به يهز فرنسات

وتم استئناف المباحثات، في يوليو عام 1954، وكان ممثلي الجانب المصري جمال عبد الناصر، وعبدالحكيم عامر، وعبداللطيف البغدادي، وصلاح سالم، ومحمود فوزي، توصلوا إلى قواعد الاتفاقيةغ الأولى، وقعها الطرفان بالأحرف الأولى، في 27 يوليه عام 1954، بقاعة الاجتماعات بدار مجلس الوزراء، وفي 19 أكتوبر عام 1954، تم إبرام عقد الاتفاق النهائي التفصيلي المتضمن لتنظيم عملية الجلاء وأحكامها.