الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 03:28 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
مكتبة الإسكندرية تشارك في افتتاح معرض ”الناس ومكتبة الإسكندرية” بالنرويج وكيل زراعة الغربية يشدد على منع حرق المخلفات الزراعية ومحاسبة المخالفين العرض الأول لفيلم ”لعل الله يراني” للفنانة سهر الصايغ بالدورة الـ40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الكشف على 512 مريض في قافلة طبية بوحدة النهضة بالإسكندرية محافظ الجيزة يتفقد مبني ديوان عام الواحات البحرية تعرف علي أنشطة وزارة التنمية المحلية في الفترة من 13 وحتى 19سبتمبر 2024 مدبولي: الحكومة تعمل على رفع كفاءة شبكة توزيع ونقل الكهرباء الأعلى للثقافة يحتفل بيوم الصداقة العالمى فى الحديقة الثقافية الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما تطلق جائزة سنوية تخليدًا لاسم الناقد أحمد الحضري نائب محافظ البنك المركزى: ننفذ سياسات متكاملة لخفض معدل التضخم «المشاط» تؤكد أهمية تعزيز كفاءة الهيكل المالي العالمي لدفع التمويل من أجل التنمية اختيار أحمد سعد للغناء خلال حفل مهرجان الموسيقى العربية

الشهيد المنسي يربي أبناء تكفيري.. ويعلم جنوده: ”الإباحة لا تعني الاستباحة”

مسلسل الاختيار
مسلسل الاختيار

ولا زال الابداع ينسج خيوط مسلسل الاختيار، لتزداد الصورة وضوحا بين الوفاء والخيانة، والطريق الذي اختاره الفدائى المقاتل أحمد المنسي طريق كله إنسانية، فالفداء والتضحية بالنفس هما أسمى معانى الإنسانية.

 

ومشهد اليوم يعكس بعبقريته ملمح انسانى من ملامح شخصية المقاتل المنسي والذي جسد دوره الفنان أمير كرارة، ملمح حقيقي ولا يوجد فيه أدنى مبالغة.

 

فقلب المقاتل الحديد الذي لا يهاب الموت، قلب المقاتل الذي رغم شدته وجسارته فى أرض المعركة وقت ملاقاة العدو، ورغم إنك ممكن تحكم عليه بأنه قلب ميت عندما ترى طريقة تعامل الفدائى مع المخاطر، ليس بالقلب القاسي الأسود، إنما هو قلب مليئ بالرحمة بكل ضعيف، وشفقة على كل مسكين، وجبر لكل مكسور، لأنه قلب صاحبه من البداية اختار أن يؤثر حياة غيره على حياته، واختار طريق الموت من أجل أن يحي الآخرين.

انسانية الشهيد المنسي

ومشهد اليوم هو المشهد الذي يصور إنسانية الرائد أحمد المنسي فى التعامل مع أسرة تكفيرى.

والشهيد المنسي قدر يفصل تماما بانسانيته بين بشاعة التكفيري وطفولة أبنائه، بين قسوة التكفيري وضعف أمه، وقدر يوصلنا إن المقاتل دايما هدفه محدد، بينحصر فى الشخص المطلوب، الشخص الذي بينه وبين الشعب والدولة خصومة وثأر صنعه بإيده التي قتلت وخربت ودمرت، خصومة لا تمتد لأحد غيره مهما كانت درجة قرابته.

 

مشهد واحد من الاختيار

ومن خلال مشهد واحد من مسلسل الاختيار، استطاع الشهيد أحمد المنسي أن يعلمنا عدة أشياء، وهي..

- قدم لعساكره ورجاله المثل والقدوة الحسنة فى التعامل برحمة وانسانية حتى مع أسرة تكفيري، ليضمن أن تظل تلك القيمة مصانة وتنتقل عبر الأجيال.

 

- الشهيد المنسي اصل لمبدأ مهم بيعلم يه كل ظابط وصف وفرد وجندى جيش وشرطة، إن "الإباحة لا تعني الاستباحة " بمعنى لو مباح ليا قانونا إنى اداهم واقتحم وأفتش، ده لا يجيز ليا بأى حال من الأحوال أو بأي شكل إنى استبيح حرمة البيت وانتهكه وأخرب اللى فيه حتى لو بيت تكفيري، عندما قال للعسكري: "بالراحة يا ابنى على حاجة الناس".

تربية أبناء التكفيري

- منسي يربي أبناء التكفيري وبيبصم فى وجدانهم، وكان يعرف وكأنه أخصائي نفسي إن الموقف لن يمحى من ذهن الأطفال أبناء التكفيري، رغم إنهم لا يدركون في هذا السن، إلا أن ذلك المشهد سيظل محفورا في ذاكرتهم، وعندما يكبرون ويسترجعوه ويقدروا يفسروه كويس، يمكن أن يكون فى يوم من الأيام سبب رجوع طفل عندما يكبر عن طريق مشى فيه بالوراثة.

 

- منسي يمارس التأثير المعنوى على الأم، ويخاطب عاطفة أمومتها لإبنها التكفيري، يمكن تقدر إذا اتأثرت بإنسانيته وتصرفه الرحيم معها ومع أحفادها ان تعيد ابنها عن طريق الإرهاب.

 

- ويكمل الشهيد أحمد المنسي محاولته فى التأثير المعنوى على أسرة التكفيري واستمالتهم عاطفيا برسالة أخيرة قوية، إن العسكرى الذي هو رمزا للجيش وللدولة المصرية، والذي يقدم يده بالخير لهم، هو من يبحث عنه التكفيري ليقتله.

ومع كل ذلك، نستطيع القول إن مسلسل الاختيار تجاوز إنه مجرد عمل درامي إلى مستوى الدروس الحية فى التربية العسكرية الوطنية النظيفة.