نصر أكتوبر| محمد أفندي العباسي.. رافع علم مصر بعد سقوط خط بارليف

"رفعت العلم وطولت راسنا بين الأمم"، أغاني وحكايات ترددت في الشارع المصري، ويتلهف على سماعها الأطفال، رافع العلم، وصائد الدبابات، تلك الحكايات ليست أساطير، بل وقائع حقيقية لأبطالنا وجنودنا في حرب أكتوبر، فمن هو محمد أفندي أول من رفع علم مصر على أرض سيناء بعد العبور؟
ولد محمد أفندي العباسي، بقرية القرين الباسلة بمحافظة الشرقية، وتربى فيها ليشرب وينهل من حب الوطن والفداء والتضحية من أجل ترابه من المحافظة التي قاومت الاستعمار الإنجليزي سنوات طويلة، والتحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدارس القرين، والتحق بالتجنيد أثناء حرب أكتوبر.
كان العمل الذي سبق رفع العلم شاقا وصعبا واستنزفت في سبيل الوصول للحظة الانتصار ورفع العلم الكثير من دماء أبناء مصر البواسل.
يحكي العباسي في أحد لقاءاته التليفزيونية عن لحظة رفعه علم مصر على سيناء عقب العبور قائلًا: "كنت جندي مشاة ترقيت حتى رتبة رقيب وكنت أول من يتسلق الدشمة الحصينة، خلال الألغام والأسلاك الشائكة قبل فتح ثغرة من الأساس وألقيت نفسي وسط الجنود الإسرائيليين".
وتابع العباسي: "بعد ما سيطرنا على النقطة الحصينة كنا فرحانين، وبنسأل بعض إزاي إحنا عايشين وإحنا بنقول إننا أول الضحايا" بتلك الكلمات وصف العباسي اللحظات الأولى عقب العبور، والتي لم يصدق فيها الجنود أنهم عبروا وأصبحوا على أرض سيناء، مواصلًا: "جاي قائد الكتيبة ناجي الجندي، مكانش بيننا ألقاب وكدة، مبروك يا محمد مبروك يا حسين مبروك يا علي يا عباسي، خد العلم وارفعه".
و بعد أن تسلم العلم من قائده قال العباسي: "فعلًا أخدت العلم بفرحة جامدة ومسكته وطلعت على الساري نزلت العلم الإسرائيلي وقطعته ودوسته برجلي وبدأت أرفع العلم المصري".
اقرأ أيضا نصر أكتوبر| قاهر خط برليف.. اللواء باقي زكي يوسف صاحب فكرة المضخات