كيف يهدد التغير المناخي الأمن الغذائي المصري؟ وزارة الزراعة تجيب
يشهد العالم الفترة الأخيرة تغيرات مناخية، لم تسلم منها مصر رغم تميز موقعها الجغرافي، وهو ما جعل هناك تخوفات لدى البعض من تأثر المحاصيل الزراعية، ومن ثم تراجع حجم إنتاجيتها .
يقول الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، إن شدة التأثر على المحاصيل تختلف من محصول لآخر، حسب عمر النبات والظروف المناخية السائدة، وأظهرت النتائج التى أجريت فى مركز البحوث الزراعية أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع فى درجة الحرارة ستؤثر سلبًا على إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية.
وأضاف: "أجريت دراسات المحاكاة، على المناطق المناخية الزراعية المختلفة، وأوضحت نتائج الدراسات أنه في حالة ارتفاع درجات الحرارة من 2: 4°م ستقل إنتاجية محصول القمح بنسبة تتراوح من 10: 18%، وإنتاجية محصول الذرة الشامية ستقل حوالى 15: 19%، أما بالنسبة لمحصول القطن ستؤثر التغيرات المناخية تأثيرًا إيجابيًا على إنتاجيته، وستزداد حوالى 15:17%، أما عن محصول الذرة الرفيعة سيقل حوالى 18:19% وإنتاجية محصول الشعير ستقل حوالى 18: 16% أما بالنسبة لمحصول الأرز إنتاجيته ستقل حوالى 11% مقارنة بإنتاجيته تحت الظروف الجوية الحالية، وبما أن محصول الطماطم من المحاصيل الحساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة ستقل إنتاجيتها حوالى 14 : 51%.
وأشار إلى أن نتائج الدراسات، بالنسبة لهذه التغيرات المناخية في إنتاجية السكر من محصول قصب السكر ستسبب نقص الإنتاجية 19:21%، ومن خلال هذه النتائج يمكن القول أن التغيرات المناخية بحلول عام 2050 سوف تؤدى إلى خفض إنتاجية معظم المحاصيل الرئيسية فى مصر.
وأوضح "فضل"، أن التركيب المحصولى فى مصر من قديم، لكن حدثت به بعض التغيرات الطفيفة، والتى أجبرت المزارع على التغير نتيجة لظروف مناخية أو إدخال نظم زراعية حديثة لذلك لا يمكن تبديل الزراعات أو أماكنها من وجه قبلى إلى وجه بحرى أو العكس، إلا بعد وجود دراسات مناخية لعدة أعوام متكررة المواسم والظروف المناخية، وبذلك يكون التغيير فى خريطة مصر الزراعية من حيث الأصناف عن طريق ما تقوم به وزارة الزراعة من خلال استنباط أصناف جديدة تتحمل الحرارة العالية والملوحة والجفاف، وهي الظروف التى ستكون سائدة مثل استنباط صنف "جيزة 168 ومصر 1" في القمح لتحمله الظروف المناخية، مقارنة بالأصناف الأخرى وزراعة الذرة الشامية المتحملة للإجهاد الحراري.
وتابع: تم استنباط أصناف لها القدرة على تحمل الملوحة ونقص المياه والجفاف وتعمل على مقاومة الأمراض، وغير المستهلكة للمياه والتى تزيد الإنتاجية، بالإضافة إلى تقليل مساحة المحاصيل المسرفة فى الاستهلاك المائى لها أو على الأقل عدم زيادة المساحة المقررة لها (مثل الأرز وقصب السكر)، وزراعة محاصيل بديلة تعطى نفس الغرض ويكون استهلاكها المائى، وموسم نموها أقل مثل زراعة بنجر السكر بدلا من قصب.
وذكر تقديم الوزراة بعمل توصيات دورية فنية بالتنسيق مع المراكز البحثية والإرشادية، لتقديم التوعية للمزارعين للتعامل السريع مع موجات الطقس غير المستقرة
أما عن تأثر المناخ على الانتاج الحيواني، فقال عنه "فضل" إن تاثير التغيرات المناخية المتوقعة على الإنتاج الحيوانى فى مصر، يتمثل فى النقص الحادث في إنتاجية بعض المحاصيل والتى تستخدم فى العلف، النقص المتوقع فى المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع معدلات البخر، كما يتاثر الإنتاج الحيوانى بسبب تأثير زيادة الحرارة على الحيوانات وتتسبب فى إصابتهم بالإجهاد الحراري، والذى يمكن أن يصل إلى الوفاة، وبالتالى النقص فى إنتاج الألبان واللحوم، أيضًا يمكن اإصابة المواشي بالعديد من الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة .
