مع افتتاح الـ”G7”.. حرائق الأمازون وأزمة البريكست والحرب التجارية تهيمن على القمة

تفتتح، اليوم الأحد، فاعليات قمة الدول السبع الصناعيةف ي مدينة بياريتس الفرنسية، تلك القمة التي تتم تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والذي حرص على توجيه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي، لحضور فاعليات القمة، ومن المرتقب أن تبحث هذه القمة من الأزمات التي تمر بها المنطقة، والتي حدثت مؤخرا، والتي يمكن أن نقول أن أبرزها: "الحرب التجارية، والبرنامج النووي الإيراني، وقضية حرائق الأمازون الهائلة والمستعرة منذ أيام في البرازيل.
وخلال السطور المقبلة يرصد "الطريق" أبرز الملفات المطروحة قمة الدول الصناعية السبع.
عند الحديث عن مدينة بياريتس ومحيطها، سنجد أنها تقع في إقليم الباسك الفرنسي، وقد تمت تعبئة 13 ألف شرطي ورجل أمن لضبط الأمن في هذه المنطقة، خاصة خلال الفترة التي ستنعقد فيها القمة، وبسبب الإجراءات الأمنية التي تجرى هناك، فقد تحولت المدينة ومنطقة الباسك إلى حصن، مجهز لاستقبال القادة، لكن وبسبب تجمع العديد من المعارضين، فقد أثير العديد من المخاوف، بسبب إحتمالية نشوب أعمال عنف.
من جانبه، نوه عنه المتحدث الرسمى باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن أن قمة الدول السبع تتناول هذا العام العديد من الموضوعات، من أهمها قضايا الأمن الدولي ومكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة استخدام شبكة الإنترنت للأغراض الإرهابية، علاوة على سبل مواجهة الإتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومكافحة عدم المساواة ودعم تمكين المرأة خاصة في أفريقيا، هذا بجانب فضلاً قضايا البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي، وتطورات النظام الاقتصادي والمالي العالمي.
وأضاف "راضي"، أنه من المنتظر أن يوجه الرئيس السيسي كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا، باعتبار أن مصر رئيس الاتحاد الأفريقي، تلك الكلمة التي ستتناول عرض الرؤية الأفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة، وترسيخ أسس الشراكة العادلة بين أفريقيا ودول مجموعة السبع في إطار المصالح المشتركة والمتبادلة.
وبحسب المتحدث الرئاسي، سيجري الرئيس السيسي لقاء على هامش فعاليات القمة مع عدد من قادة الدول المشاركة، لبحث العلاقات الثنائية، وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
حرائق الأمازون
يمكن القول بأن حرائق غابات الأمازون الهائلة، تمكنت من فرض نفسها في اللحظة الأخيرة لتتحول لقضية رئيسية على جدول أعمال القمة، خاصة وأن هذه الكارثة الطبيعية، التفت إليها كل من: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، علاوة على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء الحكومات البريطاني بوريس جونسون والإيطالي جوزيبي كونتي والياباني شينزو آبي والكندي جاستن ترودو".
وحول هذا الشأن، أكدت الرئاسة الفرنسية، وفي تصريحات رسمية أدلت بها، أن مبادرات عملية، من الممكن أن تتم من أجل مكافحة هذه الحرائق، تلك المبادرات التي من المتوقع أن تناقش خلال القمة، لكن لابد من الإلتفات إلى أن هذه المناقشات قد تكون حساسة بعدما وجه ماكرون إتهامات مباشرة ضد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، ونعته بأنه "كاذب"، كونه كذب بشأن تعهداته حول المناخ ولم يحاول أن يتحرك لمواجهة هذه الحرائق التي ومنذ أيام تدمر "رئة العالم".
ويعد الرئيس الأمريكي، محض لأنظار جميع الزعماء الذين سيحضون القمة اليوم، لأنه سيكون من المرتقب معرفة موقفه حيال العديد من القضايا الخلافية المثارة على الساحة، ومن أبرز هذه القضايا، الملف النووي الإيراني، والرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضتها واشنطن على واردات النبيذ الفرنسي، تلك الخطوة التي جاءت للرد على فرض باريس رسوما على المجموعات الأمريكية العملاقة في قطاع التكنولوجيا.
البريكست
وفيما يتعلق بقضية "البريكست" وخروج بريطانيا من الأتحاد الأوروبي، فلم يتحدد بعد ما إذا سيقوم ترامب بتشجيع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، على ترجيح بريكسيت بلا اتفاق، أم لا، وسيكون اللقاء الثنائي بينهما من أهم محطات القمة.
وإذا حاولنا التركيز على موقف الرئيس الأمريكي، من قمة الدول السبع، والتي أعلن عنها بشكل صريح، فقد قال اليوم الأحد، في تغريدة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" إن جميع التقارير التي تحدثت عن أن هناك حالة من التوتر بين زعماء دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى المجتمعين في بياريتس، جميعها غير صحيحة على الإطلاق، مؤكدا أن الجميع "على وفاق كبير"، على حد وصفه.
وكتب ترامب، على تويتر قبيل اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لإجراء محادثات ثنائية تركز على التجارة: "قبل وصولي إلى فرنسا، كانت الأنباء الزائفة والشائنة تقول إن العلاقات مع الدول الست الأخرى في مجموعة السبع متوترة للغاية، وإن الاجتماعات التي ستعقد على مدى يومين ستكون كارثة".
وأضاف في تغريداته: "نحن نعقد اجتماعات جيدة جدا، والزعماء على وفاق كبير وبلدنا على المستوى الاقتصادي يبلي بلاء حسنا حديث العالم".
وهناك العديد من الملفات الساخنة التي من المتوقع أن يتم مناقشتها خلال القمة، وأبرزها هي: "فرض رسوم على المجموعات العملاقة للإنترنت وإنعاش الاقتصاد العالمي والخلافات التجارية بين بكين وواشنطن غداة تبادلهما فرض رسوم جمركية."
وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فسوف يبلغ ماكرون ضيوفه، بأهم التفاصيل التي وردت خلال اللقاء الذي أجراه مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ومن الصعب أن لا يتناول صاحب البلد ومستضيف كل هؤلاء القادة العديد من القضايا، وأهمها مكافحة اللامساواة والتعليم في أفريقيا وحماية المحيطات.