من يحمي بنات الشوارع؟.. 30% من المشردين بالجمهورية يرتكزون بميادين القاهرة ومحطات السكك الحديدية والحدائق العامة والعشوائيات تليها بورسعيد.. عرضة لعصابات التسول والاغتصاب والدعارة

كتتب- رحمة سمير:
حرمن من حنان الأم وفقدن رعاية الأب فهرولن للشارع بحثا عمن يعوض فقدانهما، ليقعن فريسة بين أنياب الذئاب تنهش لحمهن السهل ويستبيح أجسادهن الصغيرة، هن "فتيات الشوارع" أو القاصرات ممن انتهي بهن الحال في الشوارع وأسفل الكباري وفي الحدائق العامة، ليتسول بعضهن، فيما تقع أخريات ضحايا تحت رحمة عصابات السرقة والشحاتة وكثير منهن يقعن في عالم لايرحم من الدعارة والاستغلال الجنسي.
أظهرت قضية كباريه الهرم، حجم ماتقاسية القاصرات في ذلك العالم الموحش، إذ تبين أن أصحاب ملهلى ليلي استغل براءة عشرات القاصرات والفتيات صغيرات السن وأجبرهن على العمل في الدعارة وتقديمهن لقمة سائغة لراغبي المتعة الحرام من الأثرياء العرب، مقابل مادي ضخم يحصل عليه السمسار بينما يلقي للفريسة الفتات.
هؤلاء الفتيان ضحايا المجتمع والأسرة وبعيدا عن الذل والجوع الذين يرونه يتعرضن للعنف الجسدى والجنسى الذى ينتج عنه جيل أخر يعيد نفس الكرة ويصبحن "بنات شوارع"، الأغلبية منهن قاصرات يتجهن لطريق الدعارة لجلب المال وآخريات يتم اجبارهن على هذا ،لكن السؤال الأهم من يحمى هؤلاء الفتيات ؟
مشردون
تشير دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر إلى أن مدينة القاهرة هي أكثر المدن المصرية التي ينتشر فيها المشردون، حيث تأوي في شوارعها 31.6% من المشردين في البلاد، تليها محافظة بورسعيد بنسبة 16.8%، بينما تقل النسب في مدن ومحافظات الجنوب.
وتبلغ نسبة تشرد الأطفال من الإناث نسبة 8% من إجمالي حالات التشرد في مصر حيث تفرض أساليب التنشئة والتربية على الإناث أن يكن أكثر ارتباطا بالعائلة واعتمادا على الأسرة، وأكثر استسلاما للظروف مقارنة بالذكور.
لكن مهما تكن النسبة ضئيلة، فربما تكون معاناة بنات الشوارع من المشردين أكبر بكثير، نظرا للظروف القاسية التي يفرضها عليهن الاغتصاب ومصاعب الحمل والولادة ونكران المجتمع لهن.
وترجع اسباب وجود بنات الشوارع الى اسباب اسريه او اجتماعيه :
التفكك الأسري: تشتُّت الأطفال ما بين الأم والأب، حيث تكون النتيجة النهائية لذلك هربهم للشارع.
عمل الأم أو الأب غير الأخلاقي: حيث تعمل الأم أو الأب في وظيفة أو عمل مُنحرف، وهذا يُساهم في فساد الأبناء، واحترافهم العمل ذاته.
كثرة النسل: وجود عدد كبيرٍ من الأفراد في الأسرة في ظلِّ وجود وضع اقتصاديٍّ سيئ.
الهجرة: يُهاجر العديد من الأطفال إلى المدينة نتيجة نقص فرص العمل والخدمات في الريف، وبذلك فهم يهاجرون بحثاً عن الرزق والعيش.
الفقر: بعض الأسر تعاني من فقرٍ شديد، وبالتالي تعجز عن توفير الاحتياجات الضروريّة والأساسية لأبنائها من ملبس، ومأكلٍ، وعلاج، وبالتالي تسمح لأطفالها بالخروج للعمل في الشارع؛ وذلك لتأمين كُلفة المستلزمات والأعباء الحياتيّة.
مستعمرات الصغار
أهم الأماكن التى يرتكز ويوجد فيها نساء الشوارع 4 محافظات هي القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، بينما ينعدم وجودهم تقريبا في الصعيد، ومعظم محافظات الوجه البحرى..
ويكون أكثر تركزهم في القاهرة خاصة فى المناطق الشعبية والعشوائية والميادين الكبرى، مثل الجمالية، والدويقة، والأباجية، والعتبة، والضاهر، والوايلى، وميدان رمسيس والسيدة زينب والأميرية وغيرها.
أما فى محافظه الجيزه فيتجمعون في العمرانية، وإمبابة، وبولاق الدكرور، وشارع الهرم، وميدان الجيزة.. وفى القليوبية يوجدون في الخانكة والخصوص وقليوب وشبين القناطر.. وفى الإسكندرية يتركزون في سيدى بشر وسيدى جابر والمنتزه».
أحالت نيابة جنوب الجيزة، 42 فتاة ليل و6 مثليين للمحاكمة العاجلة فى القضية رقم 8594 لسنة 2018 جنح العمرانية، تم ضبطهن داخل ملهى ليلى بشارع الهرم.
وجهت النيابة لصاحب المهلى ويدعى "محسن.ح.ج" مالك الكبارية تهمة إدارة المكان لأعمال الدعارة والشذوذ الجنسى، والاتجار بالبشر خاصة الفتيات القاصرات وتقديمهن للسائحين العرب مقابل مادى دون تمييز.
وذكرت التحقيقات أن المتهم كون تشكيلا عصابيا تخص فى الأعمال المنافية للآداب العامة وإقامة حفلات للشواذ جنسيا داخلى الملهى.
فتيات تحت الطب
وكشفت التحريات قيام المتهم عن عمد ومقابل مادى بتقديم 5 فتيات قاصرات للسائحين العرب بمقابل مادي، ودون تميز وبمواجهة القاصرات اعترفن تفصيلا بالجريمة.
وبحسب التحقيقات فقد تم ضبط 29 فتاة وبينهن مسجلات بالآداب ومطلوبات فى أحكام للتنفيذ بإجمالى 42 حكما واجب النفاذ، واعترفت المتهمات بقيام صاحب الملهى ويعاونه كل من " وماجد.ص، مسعد.ش، محمد.ج" مديرين بالملهى، بإيوائهن وحمايتهن واستغلال نفوذههم فى إيوائهن خشية ضبطهن وقدم لهن مبالغ مالية 500 جنيه يوميا للفتاة الواحدة مقابل تقديم للرجال والترويج للملهى.
حكايات جيران الملهى الليلي سلطت الضوء قليلا عن عالم استعباد الفتيات صغار السن منمن ليس هم ولي يأخذ بحقهن، وكيف يتم جلب القاصرات والفتيات في سن المراهقة للعمل بالمكان بأعمال منافية للأداب.
وأشارت الروايات إلى أن كثير منهن يكن هاربات من بيوتهن وأسرهن لعدة أسباب اجتماعية، وأخريات هربن من مراكز تأهيل للعيش في الشوارع، حتى يصطادهن هولاء ويجبرهن على العمل في أماكن مشبوهة والاتجار بأجسادهن.
حارس عقار بالقرب من المكان شرح أن بعض الفتيات اتين هاربات من محافظات بعيدة للعمل في القاهرة هربا من ظروف أسرية صعبة، وأنهن يجدن الحماية والمال لدى أصحاب الملاه الليلية والكباريهات "ممكن في الأول مايكونوش فاكرين شكل الشغل هيبقى ازاي بس في الآخر يتقبلوا مقارنة بحياتهن الصعبة قبل وصولهن إلى هنا"، كما أضاف في حديثه.
سايس قريب من المكان يمسك طرف الخيط في غضب ويؤكد أن هولاء الفتيات لاعائل لهن يحميهن "لو كان ليهم أباء وأمهات وأسر كانو سألو عليهم"، لافتا أن الفتيات القاصرات يأتين أحيانا بأرجلهن للمكان بغرض العمل على الرغم من معرفتهن بما يدور في تلك الأماكن، لكنهم يفضلون تلك الحياة عن غيرها "على الأقل أحسن من الشارع وتعرضهن للاغتصاب والاعتداء"، منهيا الحديث.
سيارات فارهة
بائع بالقرب من الكباريه يدلي بشهادته هو الأخر وأنه يرى السيارات الفارهة تقف كل يوم أمام الكباريه ويغادر أصحابها أخر الليل وبصحبتهم فتيات صغيران السن وأخريات سييدات بملابس ساخنة.
وأضاف في غضب " شرطة الاداب بتيجي تكبس على الكباريهات، كل ليلة وبيقبضوا على أصحابها في شارع الهرم عشان مشغلين بنات صغيرة بس بعد فترة بيرجعوا تاني"، واختتم "ربنا يسترها علينا".
مصدر أمني بدوره أكد أن الحملات على الملاه الليلية والكافيهات لاتتوقف، مشيرا أنه يتم التعامل بحسم مع مظاهر مخالفة القانون، لافتا أنه يتم خلال الحملات ضبط فتيات قاصرات ويتم التعامل معهن وفقا للقانون ورعايتهن واستدعاء المسئول عنهن إن وجد.