بريشة وألوان.. ناجي العلي الذي كشف مخططات الكيان الصهيوني ودفع حياته ثمنا لوطنيته

مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، فرض تفهمه كل فلسطيني وكل عربي، واستطاع الفنان ورسام الكاريكتير الفلسطيني ناجي العلي، إثبات أن المقاومة ليس بالضرورة أن تكون بالسلاح والرصاص والنار فقط، فقد بات أيقونة وبطل من أبطال المقاومة الفلسطينية، اعتمادا على ريشة وألوان، وبسبب تيقن الكيان الصهيوني من خطورة ما قدمه من لوحات ورسومات كاريكتارية، حاول الموساد الإسرائيلي التخلص منه، وفي مثل هذا اليوم 22 يوليو تحديدا عام 1987 تمكن الاحتلال الإسرائيلي من اغتياله عبر إطلاق النار على وجهه، ويحاول «الطريق»، تقدم لمحة عن واحد من أهم رموز المقاومة ناجي العلي.
ولد ناجي العلي عام 1937، وتميزت أعماله الفنية ولوحاته بالنقد اللاذع، وهو من أهم الفنانين في فلسطين الذي أخذ على عاتقه ريادة التغير السياسي عبر فن الرسوم الكاريكاتورية، لكن يبدو أن نبتة الجهاد وقرار مقاومة الإحتلال أتخذه العلي منذ صغره.
اعتقل ناجي، وهو صبي صغير، بسبب النشاطات المعادية التي كان يقوم بها ضد قوات الإحتلال وخلال فترة سجنه وراء قضبان سجون الإحتلال قضى أغلب وقته وهو يرسم على جدران زنزانته، وأعتقله أيضا قوات الجيش اللبناني ولم يتوقف أيضا عن الرسم الكاريكتوري على جدران السجن.
سافر ناجي العلي إلى طرابلس وهناك حصل على شهادة في فنون ميكانيكا السيارات، وتزوج من وداد صالح نصر، التي كانت تنتمي لبلدة صفورية الفلسطينة وأنجب منها أربعة أولاد هم "خالد وأسامة وليال وجودي"، وبعد أغتيال العلي، حرص أبنه خالد على إعادة إنتج رسوماته في عدة كتب جمعها من عدة مصادر، كما أنه عمل على ترجمة العديد من هذه الكتب إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وغيرها من اللغات الأخرى.
يستلزم الإشارة إلى أن الغموض لا يزال يحيط بواقعة اغتيال ناجي العلي في 29 أغسطس عام 1987، فأصابع الإتهام تتجه بشكل مباشر لجهتين الأولى هي الموساد الإسرائيلي، والثانية هي منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك بسبب الرسومات التي كان يحاول ناجي وقتها انتقاد القيادات الفلسطينية الحاكمة.
وبحسب التحقيقات البريطانية، فإن واقعة إطلاق النار على وجه "العلي" التي كانت في لندن قام بها شاب يدعى بشار سمارة، وقيل وقتها أنه ينتمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأتضح أنه كان موظفا لدى جهاز الموساد الإسرائيلي، وكانت النتيجة إصابته تحت عينيه اليمنى، ومكث في غيبوبة حتى وفاته في 29 اغسطس 1987، ودفن في لندن رغم طلبه أن يدفن في مخيم عين الحلوة بجانب والده وذلك لصعوبة تحقيق طلبه.