الأعلى للشئون الإسلامية يعقد المجلس الثالث والأربعين لقراءة صحيح البخاري

عقد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، تحت مظلة وزارة الأوقاف، المجلس الثالث والأربعين لقراءة “صحيح الإمام البخاري” بالإسناد المتصل، وذلك بمسجد الإمام الحسين رضي الله عنه، في أجواء علمية وروحية عامرة، وبحضور نخبة من أهل العلم والحديث الشريف، استمرارًا لجهوده المتواصلة في خدمة السنة النبوية المشرفة، ونشر علومها بين طلاب العلم والجمهور العام.
وجاء انعقاد هذا المجلس المبارك برعاية كريمة من الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، وبإشراف علمي وتنظيمي دقيق من الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى إحياء مجالس السند والقراءة والتحصيل المباشر للعلم، تعزيزًا للمنهج الأزهري في حفظ ونقل تراث السنة المطهرة.
واستهل فضيلة الأستاذ الدكتور محمد نصر اللبان، أستاذ الحديث وعلومه، المجلس بقراءة من أول باب: "قبول الهدية" إلى نهاية باب: "هبة الرجل لامرأته والمرأة لزوجها"، مستعرضًا الروايات ومعلقًا على ما يحتاج إلى بيان في ألفاظ الحديث أو مناسبة الباب، مما أضفى على المجلس روحًا علمية رصينة.
وتابع القراءة فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد نبوي مخلوف، فقرأ من أول باب: "هبة المرأة لغير زوجها" حتى نهاية باب: "هدية ما يُكره لبسها"، مع إيضاح ما تضمنته هذه الأبواب من دقائق الأحكام والآداب، وبيان الفقه المستنبط من هذه الأحاديث النبوية، مما ساعد على ترسيخ الفهم العميق لدى الحضور.
واختتم المجلس فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن رمضان عبد المجيد، متوليًا القراءة من أول باب: "قبول الهدية من المشركين" إلى نهاية باب: "ما جاء في البينة على المدّعي"، وحرص خلال ذلك على بيان أهمية التثبت في الأحكام، ودور الحديث الشريف في تقعيد أصول العدالة والإنصاف.
وأكد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن هذه المجالس الحديثية المباركة تأتي ضمن استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة إحياء علوم الحديث الشريف، وربط الأجيال المعاصرة بسلاسل الإسناد المتصلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بما يعزز الثقة في مصادر الدين الصحيح، ويدعم جهود نشر الفكر الوسطي المعتدل.
وأوضح أن استمرار هذه المجالس يعكس حرص وزارة الأوقاف على ترسيخ مكانة السنة النبوية في حياة الأمة، وتعزيز مرجعيتها في بناء الوعي الديني، من خلال نخبة من العلماء المتخصصين الذين يجمعون بين العمق المعرفي والانتماء الأزهري الأصيل.