الشيخ سعد الفقى يكتب: الأزهر نموذجا

تابعت كغيري أنشطة المساجد في طول البلاد وعرضها في شهر رمضان المبارك وحتي اليوم الأخير. صحيح هناك الكثير من المساجد أبلي أئمتها بلاء حسنا من خلال الحضور والتواجد وامامه الناس في الصلوات الخمس وصلاه القيام هذه حقيقه لاتنكر. غير أن زخم الأنشطه اليوميه للجامع الأزهر كان لافتا من خلال اختيار الأئمه فى صلاه القيام الذين قدموا سيموفونيه متفرده في التلاوات التي رسمت صوره حيه لقدرات الأزهر الشريف مما دفع وسائل التواصل الاجتماعي الي ملاحقه الأنشطه وانتهاء بالمائده اليوميه للطلاب الوافدين بالآلاف وكان لها مردود إيجابي لدور الأزهر نحو ضيوفه الأكارم. استعانه الأزهر الشريف بنماذج في المراحل الثانويه والجامعيه ومنحهم فرصه التقدم للامامه في صلاه القيام يكشف فعلا أن الأزهر به جواهر ثمينه ولو توسع القائمون عليه في البحث عن النوابغ لوجدوا الدرر المكنونه في دهاليز المحافظات وهذا يجب أن يكون تحت بصر مولانا الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني ورفاقه الأكارم. تجربه فريده بدأها الجامع الأزهر وسوف نرى نماذج أخرى لهؤلاء النوابغ في الأعوام القادمه.تجربه الطالب محمد حسن المبصر بقلبه رسخت أن مصر سوف تظل رائده في شتى المجالات وأن الأزهر بتاريخه الكبير الممتد معينه لاينضب بفضل الله وكرمه. محمدحسن ابن معهد «أبو قير الثانوي الأزهري» بالإسكندرية وقرينه أحمد الجوهري والذي أم المصلين في صلاة التراويح وقرأ برواية قنبل عن ابن كثير المكي. مع أساتذته وخلفه آلاف المصلين من مختلف ربوع مصر.الطالب الأزهري أحد أصحاب البصيرة الذين تجاوزوا العوائق وبرعوا في حفظ القرآن الكريم، ويحظي بالتدريب في إدارة شؤون القرآن بالأزهر الشريف التي تُعنى بإعداد وتحفيز حفظة القرآن الكريم وفقًا للقراءات المتواترة، وقد تميز منذ صغره بحفظه المتقن وأدائه المميز، مما أهّله للمشاركة في العديد من المسابقات القرآنية.وفي عام 2023، تُوجت جهوده بالفوز بالمركز الأول في مسابقة شيخ الأزهر لحفظ القرآن الكريم، وهي إحدى أهم وأقدم المسابقات التي ينظمها الأزهر الشريف سنويًا لتنافس طلابه المتميزين من حفظة كتاب الله. فكانت تلك اللحظة بمثابة شهادة على مثابرته، وتأكيدًا لاجتهاده وتميزه في الحفظ والتلاوة، رغم التحديات، ليصبح نموذجًا للإرادة والاجتهاد في طلب العلم.ولم يكن فوزه لم يكن سوى بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات، إذ واصل تألقه في العام التالي، محققًا إنجازًا جديدًا بحصوله على المركز الأول في فئة أصحاب الهمم بمسابقة «تحدي القراءة العربي» لعام 2024، متفوقًا على أكثر من 39 ألف مشارك من مختلف الدول العربية، في إنجاز يعكس إصراره على التفوق، ليس فقط في حفظ القرآن الكريم وإتقانه، بل أيضًا في ميدان المعرفة والقراءة، ليصبح نموذجًا مشرفًا للإرادة والعزيمة.ويعد اختياره في عام 2025 لإمامة صلاة التراويح في الجامع الأزهر امتدادًا لهذه المسيرة وخطوة بارزة فيها، إذ يمثل تكريمًا لحفظة القرآن الكريم، ويعكس دور الأزهر في إبراز المتميزين منهم ودعمهم وتمكينهم وقد لقيت تلاوته في صلاة التراويح تفاعلًا واسعًا من المصلين، الذين تأثروا بأدائه المتقن وخشوعه في القراءة، مما أضفى أجواء روحانية على الصلاة محمد حسن ليس وحده فهناك العشرات بل المئات من نوابغ ليس أقل من البحث والتنقيب عنهم وتقديمهم في المرحله القادمة.