الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 07:43 صـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
عضو الديمقراطي الأمريكي: نتنياهو بدأ في مخطط التهويد الكامل للضفة واحتلال غزة بمساعدة ترامب ”فتح”: إسرائيل تعيد هندسة الضفة الغربية بطريقة جغرافية وديموغرافية جديدة ترامب: العملات المشفرة بحاجة إلى تنظيم الموسيقار عمر خيرت يشارك جمهور الأوبرا احتفالات أعياد الربيع على المسرح الكبير شاهد| ”من مصر” يسلط الضوء على رفض مصر سياسة ”فرض الأمر الواقع” الإسرائيلية مستشار سابق لبوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي فيديو| صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلى يدفع سكان القطاع نحو المجاعة مصادر طبية: 32 شهيدا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم شاهد| الشيخ صاحب فيديو إطعام الكلاب: الرحمة أساس ديننا الحنيف وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025

عصام أبو بكر يكتب: لعبة ترامب.. وترحيل الطلاب المؤيدين لفلسطين

اعتقل عملاء فيدراليين أمريكيين الطالبة الفلسطينية «لقاء كردية» بسبب مشاركتها في الاحتجاجات الداعمة لغزة بجامعة كولومبيا، بعد عدة أيام من اعتقال الطالب الفلسطيني «محمود خليل»، ويعد إعتقال خليل ومن بعده لقاء من بين أولى الخطوات التي يتخذها ترامب على ما يبدو للوفاء بوعده بالسعي إلى ترحيل بعض الطلاب الأجانب المتورطين في حركة الاحتجاج المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأمريكية.

وكانت تصاعدت المظاهرات بصوره متزايده في عدد من الجامعات الأمريكية ضد الحرب في غزه وقد بدأت المظاهرات في جامعة كولومبيا في مانهاتن بنصب خيام واعتصام للمتظاهرين داخل الحرم الجامعي وقد قامت نعمات شفيق رئيس الجامعه وهي مصرية الأصل أمريكية الجنسيه باستدعاء الشرطه والتي قامت باعتقال أكثر من مئة طالب نصبوا خياما في الحرم الجامعي وتوقيفهم وبررت شفيق في رسالة عبر البريد إلكتروني خطوة استدعاء الشرطة "غير العادية" بأن الظروف الراهنة استثنائية.

وبعدها نظم المئات من أعضاء هيئة التدريس بجامعة كولومبيا إضرابا عن العمل تضامنا مع الطلاب المتظاهرين واحتجاجا علي قرار إدارة الجامعه باستدعاء الشرطه الي الحرم الجامعي وعلي أثر ذلك امتدت المظاهرات الي اكثر من ١٢ جامعه امريكيه تضامنا مع الطلاب المتضامنين في جامعة كولومبيا وقد هدد رئيس مجلس النواب وقتها مايك جونسون باستدعاء الحرس الوطني الي الجامعات التي تعاني وفق قوله من "فيروس معاداة السامية".

ما حدث في الجامعات الامريكيه وقتها هو أمر طبيعي فأمريكا هي بلد الحريات والديمقراطيات والتعبير عن الرأي وحقوق الأنسان كما كان يحكمها وقت خروج هذه المظاهرات الحزب الديمقراطي برئاسة بايدن وهو حزب يساري يؤمن بحرية التعبير عن الرأي والخروج في المظاهرات لكن يبقي السؤال ما الذي جعل هذه الجامعات تصمت لمدة 7 شهور من المجازر في غزه دون أن تتحرك؟.

أعتقد أن الأمر لا يهدف الي ما كان يحدث من حرب إبادة وقتها في غزه والتي كانت مضي عليها وقت خروج هذه المظاهرات أكثر من 7 شهور بالمقام الاول قدر ما كانت جزء من لعبه انتخابيه بتحريك المعارضه لصالح ترامب ضد بايدن في محاوله من ترامب للتأثير علي شعبية بايدن وأظهار صوره سلبيه للحزب الديمقراطي أمام الناخب الأمريكي للاستفاده منها في الانتخابات الأمريكية.

وإظهار أن المبادئ التي يتشدق بها الحزب الديمقراطي من الدفاع عن الحريات والحريه في ابداء الرأي والمشاركة في المظاهرات والتي هي من أساسيات الدستور الأمريكي قد باتت في خطر نتيجة سياسات الحزب الديمقراطي الحاكم وقتها خاصة مع خروج صور للاعلام الامريكي والعالمي يظهر دخول شرطه مكافحة الشغب للحرم الجامعي واعتدائها علي الطلاب وتوقيفهم وفض الاعتصام داخل جامعة كولومبيا بالقوه المفرطة ووصل الأمر حد توقيف أساتذة جامعات الأمر الذي أثار حفيظة طلاب الجامعات الامريكيه الاخري مما ساعد علي انتشار المظاهرات في باقي الجامعات الامريكيه الاخري احتجاجا علي دخول الشرطه الي الحرم الجامعي وتضامنا مع الطلاب الذين تم اعتقالهم تضامنا مع غزة.

كما أساءت وقتها نعمات شفيق رئيس جامعة كولومبيا وهي مصرية الأصل مسيحية صهيونية من حيث أرادت ان تحسن بتقديمها فروض الولاء والطاعه للصهيونيه باستدعائها للشرطه لفض الإعتصام بالقوه فانقلب السحر علي الساحر وقد استغل الحزب الجمهورى هذا الأمر لصالحه وساعد علي إمتداد شرارة المظاهرات الي الجامعات الامريكيه الاخري نتيجة سوء تصرفها وطالب الجمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ، بالإضافة إلى عضو ديمقراطي واحد على الأقل في مجلس الشيوخ باستقالة شفيق.

ويبقي السؤال الثاني المهم هل أثرت هذه المظاهرات علي ما كان يحدث للفلسطينيين في غزه وقتها؟ أعتقد أنه لم يكن لها تأثير كبير علي مجريات الحرب في غزه لأن صانعي القرار قي البيت الأبيض لم يتراجعوا عن استمرار حربهم قي غزه ومساعدة إسرائيل حتي النهاية لأن حرب غزه هي حرب امريكيه بأداه اسرائيليه الهدف منها تدمير غزه بالكامل وتهجير سكانها خارج القطاع وقد يمتد هذا الأمر لسنوات

بل علي العكس قامت الإدارة الأمريكية وقتها بالوقوف بالقوه ضد هذه المظاهرات ومنع انتشارها وقد شاهدنا اعتقال أكثر من ٥٠٠ من الطلاب المشاركين في هذه المظاهرات بل تطور الامر الي اعتقال أساتذة جامعات مما يؤكد أن الإدارة الأمريكية كانت ماضية في قرارها وأن هذه المظاهرات تأثيرها كان محدود علي ما حدث في غزه لكونها لا تعدو إلا أداه في حرب انتخابيه كانت بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ممثلا في ترامب وبايدن للتقليل من شعبية بايدن وتشويه صورة الحزب الديمقراطي بإظهاره بصورة المخالف للدستور الأمريكي ومنعه الحريات في أمريكا والاستعانه بالشرطه لاقتحام الجامعات الأمريكية مما يصدر صوره سلبية عن أمريكا الي العالم الخارجي.

وقد ظهرت نوايا ترامب الأن بعد إنتهاء لعبة الانتخابات بأصدار أوامر بإعتقال وترحيل الطلاب المتورطين في الإحتجاجات في الجامعات الأمريكية المؤيده لفلسطين والتي كانت وقتها تتم بتشجيع من الحزب الجمهوري لإستخدامها كورقة انتخابية لصالحه لتشوية صورة الحزب الديمقراطي الذي يتشدق بالحريات والدفاع عن الديمقراطيه وإظهارة بالمناهض للحريات وقمع المظاهرات، والأن وقد تم له ما أراد من هزيمة الحزب الديمقراطي فقد ظهر بوجهه الحقيقي وقام باعتقال الطلاب الذين شاركوا في هذه المظاهرات والسعي في ترحيلهم خدمة للصهيونية بعد أن أنتهت اللعبة.

موضوعات متعلقة