مجدى سبلة يكتب: لم تسمعنا الحكومة ولم يشاهدنا النواب (عويل مزارعى القطن في دمياط )

لوعلم مزارعو ١٠٠٠ فدان قطن في محافظة دمياط أن القدر سيلقي بهم في دوامة شركات تجارة الاقطان التى جمعت محصولهم من آلاف القناطير منذ شهرين ولم تسدد لهم حتى ما يسمي بمقدم الثمن لفضلوا أن يزرعوا أراضيهم بالفلفل والكرنب..
فلاحين دمياط في ٤ مراكز بالمحافظة هى كفر سعد وكفر البطيخ وفارسكور والزرقا زراعوا أراضيهم قطن أملا في لحظات الحصاد وتكبدوا تكلفة الزراعة لفدان القطن من بذور واسمدة وتجهيز ومتابعة وجنى للمحصول جعل المزارع يستعين على هذه التكلفة بالقروض والسلف والدين لحين بيع المحصول ثم تأتى لحظة السداد وكان يؤجل كذلك موعد زواج أبناءه لما تبقي من ثمن القناطير المقنطرة من الذهب الابيض ..
فساقهم القدر لتسويق قناطيرهم عن طريق شركات لتجارة القطن لا تأخذها الرحمة بالمزارعين حيث استلمت المحصول منذ ٦٠ يوما ولم تصرف لهم ثمنها حتى الآن.....
آلاف المزارعين أصبحوا مكلومين لأنهم استدانوا وقاموا بجنى المحصول وتوريدة للشركات التى قامت بسداد نسبة قليلة من المزارعين بمقدم الثمن وهو ثلث السعر والنسبة الأكبر من المزارعين قامت بالتوريد ولم تستلم لا مقدم ولا مؤخر وما عليهم سوى الدعاء وفي انتظار بأن تناديهم الشركات كليلة القدر لسداد ثمن القطن او حتى دفعة من السعر.
قاطع الفلاحين الإذاعة المصرية التى كانت تغنى للفلاح أثناء جنى محصول القطن (محلاها عيشة الفلاح) لأنهم يشعرون بمرارة عيشة الفلاح بعد منظومة توريد الاقطان الجديدة التى أقرتها الحكومة حيث سلمت الفلاحين لهذه الشركات تسليم أهالى ومازالوا ينتظروا ثمنها واصبحوا لدرجة أنهم أصبحوا كمن باع تروماى العتبة ..
قالوا إن منظومة التداول الجديدة ستقضي على السماسرة والجلابين بحيث يكون البيع بدون وسطاء وسيتم سعر القطن داخليا بسعره في الأسواق العالمية مع الالتزام بسعر الضمان الذى تم الإعلان عنه من خلال المزادات لتحقيق الشفافية وتحقيق أعلى ربحية للمزارعين إلا أن مزارعي دمياط يرفعون ندائهم للدكتور مدبولى لحث شركات تجارة الاقطان بسرعة سداد ثمن القطن لعودة الابتسامة لفلاحين تلك المحافظة الذين كانوا ومازالوا حجر الزاوية في تحديد هوية أربعة مراكز في شمال شرق دلتا مصر هي كفر سعد وفارسكور والزرقا وكفر البطيخ ..لكن
الفلاحين يبكون بحصرة ويقولون في وقت واحد نحن زرعنا القطن وكلفنا عليه بهدف فرحة موسمية كنا ننتظرها كل عام لكن منظومة تجارة القطن للمزارعين قضت على فرحتهم وقضت على الاغنية الشهيرة
"نورت يا قطن النيل".. وانهت تلك اللحظات التى كانت تلازم الفلاحين في موسم جنى محصول الذهب الأبيض..فرحة الفلاحين بجنى القطن فى دمياط تبدلت بحزن عميق وكانت عاملات اليومية فرحي وهم يحصدون لوزة القطن من الأراضي الزراعية والحقول مع قرب انتهاء موسم جني القطن في هذه المراكز ، في جو أسري يسوده الألفة والحب والبهجة.وكان الفلاحين ينتظرون لحظة الحصاد منذ بدأوا زراعة القطن في مايو الماضي وصبروا على مراحل وخطوات تجهيز الأرض و التقاوى وحتى جنى المحصول، فبدأ عملهم بـ"حرث" الأرض وتسميدها بالبوتاسيوم والكالسيوم والفسفور وغيرها ثم زراعتها بالبذور، والاهتمام بالأرض بريها كل 15 يوما ورشها فى مواعيد منتظمة، ومرحلة جمع الحشائش وتنقية الأرض، حتى يأتي موسم الجني والخير.، لأن القطن المصري يتميز بكفاءته وجودته العالية وطول التيلة ونعومته التي جعلته أفضل أنواع القطن وأعلاها سعرا في العالم، مؤكدا أن أراضي القطن تميزت هذا العام بإنتاجيتها وغزارة ثمارها وزيادة عدد اللوز وكبر حجمه وارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق لكن شركات الاقطان بدلت أفراحهم إلى احزان ..ولم تسمعنا الحكومة ولم يشاهدنا النواب ..