مجدي سبلة يكتب: في قضية التهجير.. غاب الإعلام وحضر الفيس بوك

ونحن نعيش أجواء قضية القضايا( تهجير الإخوة الفلسطينين الى سيناء) و"تلويح ترامب" الهمجي واندفاع المصرين المشرف إلى "معبر رفح" لارسال رسالة قوية إلى إدارة ترامب وادارة اسرائيل بالرفض الشعبي المصرى لفكرة التهجير وتصفية القضية الفلسطينية وأنه شعب يقف خلف قائده ومؤيدا لقراره الشجاع.
لاحظنا غياب الإعلام واكتفينا بالسوشيال ميديا التى أصبحت لسان حال الرأى العام المصرى ولا عزاء للاعلام وبرامجه.
كنت أتوقع أن تقفز ثلاثة جهات اعلامية بما تملكها من منصات إعلامية لنقل الحالة المصرية ميدانيا والتعبير المهنى الذى يجسد حال المصرين في ابهي صور الوطنية.
الثلاثة جهات هي
ماسبيرو بفضائياتها المصرية العامةوالخاصة من خلال معدين ورؤساء تحرير لبرامج تكون أكثر جذبا بكوادر يملكون الأفكار وكتابة الاسكريبتات التى تجعل من الإعلام الفضائى وتجعله في ابهي صورة الذراع الثانيةالصحافة الورقية المصرية برغم ضعف توزيعها إلا أنها يمكن أن تلهب حماس من يقتنيها من المصريين ..
الذراع الثالثة هي قوافل التوعية التى كان يجب أن تقوم بها الهيئة العامة للاستعلامات من خلال مراكزها الإعلامية المترامية في محافظات مصر من خلال استضافتها لنخب وطنية مستنيرة وتجوب مدن ومراكز وقرى الأقاليم المصرية مخاطبة العقول المصرية بأعلام مباشر يرفع حالة الوعي الوطنى عند المصرين بشكل كبير .
وعلى هامش ندوات هذه المراكز كان يجب أن تشارك الأحزاب السياسية من خلال أمانات التثقيف والاعلام بعمل وعي وطنى مباشر على طريقة مراكز الإعلام لأنهم يتشابكون مع فئات المجتمع من خلال قواعد شعبية من كل الشرائح هي أحوج ما تكون إلى انتفاضة (وعي) لهذه الفئات لصناعة وعيا جمعيا في مثل هذه المواقف الوطنية تتناسب مع الحدث ومع الحالة المصرية واظهارا للموقف المصرى من قضية التهجير و تصفية القضية الفلسطينية برمتها ..
وايضا المجتمع أحوج مايكون لنخب تشرح وتفند التوتر الإقليمى والتحديات وكل خطط الأجهزة المعادية ضد الدولة المصرية واحداث يقظة في أذهان المصرين لأنهم سر نجاح الإدارة المصرية وهو ما نسمية (بالدعم الشعبي) المساند للقيادة السياسية .....
لا أدرى الى متى سنظل نصدر للمجتمع حالة من النعاس والثبات العميق في مثل هذه القضايا الوطنية والمصيرية..المشكلة باتت عند الإعلام برمته وليست في حالة المصرين لأنهم من خلال ساحات الفيس بوك ووسائل التواصل سطروا ملحمة وطنية يعجز الكثير عن وصفها ..
وفات الإعلام أن ينقل حالة المصرين للعالم والعودة إلى ذاكرة أن مصر مازال بها فراعنة مصريين احفاد خوفو وخفرع صنعوا ثورة ١٩٥٢ و ١٩٧٣ وثورة ٣٠ يونيو وهم فقط القادرون على ضبط خريطة الشرق الأوسط وحماية القضية الفلسطينية ..