د تامر ممتاز يكتب ..الكساد والاقتصاد الرأسمالي

الكساد هو ظاهره خاصه بالاقتصاد الرأسمالي وهو اخطر مرحله بعد استمرار فترة الركود وذلك نتيجة خطأ في تصميم الفلسفة الاقتصادية منذ القرن الرابع عشر فقد اعتمدت على وجود اختناقات في مسار الاستثمارات والأنشطة عبر تكوين القطاع الخاص والتي لا يمكنها أبدا ان تحقق معدلات النمو لإنتاج كافي للمجتمع و لا ان تحقق بالتالي الدخول التي يعيش بها هذا المجتمع مما تعددت معه الاختناقات في انسداد هذه المسارات فتتوقف الحياه الا اذا كان هناك موارد طبيعية ( بترول – ذهب – الخ) تقوم بمساعدة هذه الفلسفة على النجاح و لكن هذا مرهون بعدد من السكان الذى تكفيه تلك الموارد فاذا تضاعفوا لن تكفى الموارد وتظهر حقيقه عجز هذه الفلسفة عن ضمان الحياه الكريمة للبشر و الناس مندهشون ما السبب الذى أوصلهم الى ما هم فيه.. مع انهم اتبعوا تعليمات ( الرأسمالية ) وسلكوا المسارات التي وضعوها لهم ولكن نهاية الطريق كان للأسف .. الفقر مؤشرات اقتراب الكساد : ينخفض دخل الانسان عن القيمة العادلة لجهده فيبذل جهدا لا يقابله عائد يكفيه ( طبعا يستقطع الضريبة التي تكفى الصرف على العاطلين من المجتمع ) فيفضل التوقف عن العمل لأنه لا يستطيع الصرف أساسا على نفسه ومن يعول تستمر معدلات زيادة الأسعار بقدر أكبر من معدلات زيادة الدخول مما يعجز معه الانسان عن الاستهلاك فمع انخفاض الإنتاجية تلجا الدول الغير منتجه للاستيراد والاقتراض لكفاية السوق المحلى والنتيجة تضاعف الديون البينية بين الدول بحجم اكبر من مجموع قيم نواتجهم القومية فتنخفض قيمه العملة المحلية كالميزان تعلو قيمة عملة الدول المصدرة و وتنخفض امامها قيمه عمله الدول المستوردة نرى السلع راكده على الارفف مما يسبب الخسارة للمنتجين فلا يكررون التجربة فيقل العرض ويدفع هذا للأسف الأسعار للزيادة حيث تبقى المنتجات حتى انتهاء تاريخ صلاحيتها دون استهلاك نتيجة عدم كفاية الدخل وتتوقف الدورة الإنتاجية تقوم الحكومات بمحاوله اصلاح الموقف بالسياسات النقديه والماليه ولن تؤثر لان المشكلة في الإنتاجية و الإنتاجية فقط ثم يتم رفع أسعار الفائدة لجذب الأموال فلا تظهر القوى الشرائية التي تزيد الأسعار مع نقص العرض على الجهة المقابلة فان ارتفاع سعر الاقتراض من البنوك يدفع التجار الى تحميل التكلفة الزائدة (الفائدة المدفوعة) على سعر المنتجات ولأن السوق لا يحتمل أساسا ارتفاعا في الأسعار فان توقف الانشطة هو القرار الأكثر تفضيلا للمستثمر تنشأ أزمات متتابعة ومتداخله مرتبطة ببعضها كأحجار الدومينو عندما تتوالى سقوطها بعد أول حجر حتى يتوقف الاقتصاد الى نقطه و من أول السطر وفى أول السطر نكتشف ان الفلسفة الرأسمالية تحمل في طياتها عوامل هدمها والخاسر البشرية وهذا ما نراه بعد 100 عام من أزمة 1930 الحل: الا نركز على زيادة موارد العملة الأجنبية ولا على زيادة استخراج الموارد الطبيعية فقط لانهم لا يمكنهم خلق حياه افضل انما الأساس ان نخلق الإنتاجية الكافية للاستهلاك من المجتمع واليه والتي تزيد معدلات النمو مما يقلل الاستيراد وترتفع قيمه العملة المحلية فترتفع مستويات المعيشة للمواطن ويحصل الانسان على دخل من عمله يكفيه ويدخر وتستقر الأسعار بل تنخفض مع زيادة الإنتاجية كيف ذلك : ان يرى عناصر الإنتاج بعضهم البعض امام الطلب فانهم سيتكاثرون بخلق الإنتاجية لكفاية الاستهلاك مثل ما يتكاثر البشر سنوقف مراحل التدهور ونحقق معجزة حقيقيه في تغيير المسار و الاجمل اننا سنحمى الأجيال القادمة من بعدنا من تكرارا الأزمة