من محمد سعد لمي عز الدين: لماذا لم تتعلمي الدرس مني؟!
«العزيزة الغالية، مي عز الدين..
أعلم أنكِ الآن تجوبين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، آملة في منشور أو تعليق يرد لكِ اعتبارك، وينصف مسلسلك الأخير "البرنسيسة بيسة"؛ لذلك أرسلت إليكِ خطابًا زي الناس القديمة بتاعة زمان، وبالطبع تعرفين جهلي بالتكنولوجيا.
قبل أربعة عشر عامًا من الآن، كنت أقدم رابع أفلامي كبطل أول، أو نجم شباك كما يقولون، وكنتِ ما تزالين تتحسسين خُطاكِ الفنية على الشاشة الصغيرة التي استأثرت بكِ، وللحقيقة قدمتِ بها إنجازات لم أقدمها أنا شخصيًا في بداياتي.. وقتها اتفقت مع فريق عمل "بوحة" أن تجسدي شخصية "كوتة"، ولقيتِ استحسانًا كبيرًا لو تذكرين، في الوقت ذاته كنت في مرمى سهام النقد، لاتهامي بتكرار نفسي، والإصرار على تقديم اللمبي في ثوب جديد، رغم محاولاتي المُضنية لإضحاك الناس وإظهار اختلاف الشخصيات، والمجهود الحركي لإخراج تعبيرات جالبة للضحك، لكنه الجمهور، وحده يرفعك عنان السماء، وليس سواه يُلقي بك في أسفل سافلين.
تذكرين وقتها أن كل منافسيّ في الكوميديا نجحوا لسبب وحيد، هو أنهم تلعموا الدرس مني، فكلما أمعنت في التكرار، شرعوا هم في التجديد، وظننتكِ أنكِ ستكونين مثلهم، لكنكِ دُرتِ في فلكي، وقدمتِ بعد عام واحد من "بوحة" فيلم "أيظن" وجسدتِ خلاله ثلاث شخصيات: عفت، ونسمة، وزبدة، قلت لنفسي: يا واد يا محمد التجريب حلو، سيبها تجرب، خصوصًا أن للبطولة سحر، ووقع على النفس قد يغيّب العقل.
لم يمر سوى عام واحد، وكررتِ تقديم أكثر من شخصية في عمل واحد، حين جسدتِ شخصيتي شكرية، وجايدا في فيلم "شيكامارا"، رغم نجاح شخصية "سلمى" في "عمر وسلمى" في العام ذاته؛ لكنه السحر كما ذكرت مسبقًا!
وفي الوقت الذي كنت أستهلك نفسي في خلق "كاراكتر" جديد، كنتِ تعيدين تدوير شخصية نسمة أو بالأحرى تقديمها كما هي في فيلم "حبيبي نائمًا".. لن أدعي الحكمة، لكنني في نفس العام حاولت درأ التهمة عني، وقدمت فيلمًا بشخصية عادية، لا تتحدث بطريقة معينة مثلما سبق، وهي شخصية "بوشكاش" في الفيلم الذي حمل نفس الاسم؛ لكن إرادة الله فوق كل شيء لم ينجح الفيلم، وبالطبع تذكرين ماذا فعلت؛ عُدت للمربع صفر، وقدمت اللمبي مرة أخرى، واستعنت بكِ في "اللمبي 8 جيجا".
سعدت جدًا في 2010 عندما علمت أنك تقدمين مسلسلًا تدور أحداثه في الريف، وهو "قضية صفية"، ومن بعده "آدم"، ثم استمتعت بشخصية وسيلة في مسلسل "الشك"، ففي كل مرة تتصدرين البوستر كنت أفرح لكِ كثيرًا، حتى فوجئت بـ"البرنسيسة بيسة"، وبالطبع وصلني ما يُثار بأنك تقلدين شخصية "أطاطا"، ولم أهتم، لا تشغلي بالك، المهم هو التركيز على الآتي:
أعرف أنكِ قد تقولين الآن: "انصح نفسك"، أنا بالفعل أحاول يا صديقتي، تذكرين حالة الثناء التي غمرني بها الجمهور بعد فيلم "الكنز"، وأنتظر رد فعله على "محدش شاف محمد حسين"، هذا الثناء نابع في الأساس من محبة لي، تخيلي يا مي رغم فشل الأفلام، يذكرون إفيهاتها بالنص!
ما تفعلينه في "البرنسيسة بيسة" صعب على مستوى الأداء، أقدر ذلك يعلم الله، لكن الجمهور لن يهتم بكل هذا، سيسألك سؤالًا واحدًا: هل هذه كوميديا أم لا؟ قيل لي إن أكثر مشهد يتداوله لي رواد مواقع التواصل الاجتماعي، هو جزء من لقاء لي مع الإعلامي خيري رمضان، وخلاله كنت أؤدي مشهدًا من كلاسيكيات المسرح العالمي.. تخيلي!
هذا يا عزيزتي، ليس معناه أن الجمهور ينتظر منا أداءً مسرحيًا، وإلا لماذا أُحبكِ في كل أعمالك التليفزيونية حتى التي كانت فيها أدوارك بسيطة؟ قد تقولين إن الجمهور لا يحب الكوميديا النسائية، أو لا يقدرها بما تستحق، الحقيقة لا، ولن أذكر أسماء قديمة، يكفي ذكر عبلة كامل.
ختامًا، حبيبتي مي، كلامي ليس معناه أن تهجري الكوميديا، ولكن أن تنتقي النص الذي يضحكك أنتِ قبل أي إنسان، لأنك تملكين حسًا فكاهيًا بالفعل، وأن تبتعدي عن "الكاراكتر" مؤقتًا، واطوِ صفحة "بيسة" للأبد..
لكِ مني كل المحبة،
محمد سعد»
هذا الخطاب من وحي خيال الكاتب، ولا يمت للحقيقة بصلة.