الطريق
الأحد 8 سبتمبر 2024 03:32 صـ 5 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
محافظ الغربية يتابع معدلات الإنجاز بملف التصالح والمرحلة الثالثة من الموجة الـ23 وزير الثقافة يشهد فعاليات النسخة الثانية من ”ملتقى العاصمة لفنون الطفل” بساحة دار الأوبرا المصرية محافظ الغربية يتابع رصف شارعي البروة والتأمين الصحي بمركز ومدينة بسيون 1224 مستفيدا من قافلة تنموية شاملة لجامعة القاهرة بقرية المعتمدية بالجيزة حسين لبيب يحيل عضو مجلس إدارة الزمالك للتحقيق بعد تجاوزات داخل النادي أحمد حجازي يكشف تفاصيل جديدة حول استبعاده من منتخب مصر: ”لم أقدم أي اعتذار” قبل عرضه بالسينمات.. طرح البوستر الرسمي لـ فيلم عاشق عايدة محى الدين تشارك فعاليات مؤتمر قمة مجموعة البريكس بروسيا إفتتاح 13 معرض ”أهلاً مدارس” بالبحيرة حتى الآن لتوفير المستلزمات الدراسية صفاء حسن تحرز الميدالية البرونزية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس محافظة البحيرة تبدأ مرحلة التقييم للمشروعات الخضراء الذكية لتصعيد 18 مشروع متميز للمنافسة في المبادرة الوطنية التطورات جديدة بشأن مستقبل محمد صلاح مع ليفربول.. التفاصيل

الكاتب شعبان عبد الحكيم يتحدث لـ«الطريق» عن أثر حرب أكتوبر في الأدب

الكاتب الدكتور شعبان عبد الحكيم
الكاتب الدكتور شعبان عبد الحكيم

تصادف اليوم 6 أكتوبر عام 2023، الذكرى الـ 50 لنصر أكتوبر العظيم، الذي استعادت فيه قواتنا المسلحة أرض سيناء الغالية، وقدم جنودنا البواسل كل غالٍ ونفيس وضحوا بدمائهم الذكية لتحرير الأرض واستعادة العزة والكرامة.

وفي هذا الإطار، تحدث الكاتب الدكتور شعبان عبد الحكيم لـ«الطريق» عن أثر حرب أكتوبر في الأدب، قائلا: رغم مقولة كاتب بحجم خيري شلبي «لا يوجد أدب حرب في الإبداع العربي»، وربما يقصد أننا لا نجد في أدبنا أعمالا أدبية عن الحرب منتشرة الذيوع والقيمة مثل: رائعة تولستوي «الحرب والسلام»، و«الدون الهادئ» لشولوخوف، و«وداع للسلاح» لهمنجواي، و«الأمل» لمارلو، و«وحش أنجولا» لبيتر فايس. ولكن لا يمكن أن ننكر أن حرب أكتوبر قد فجرت ملحمة أدبية، في شتى مجالات الأدب، وكانت أول هذه الأعمال قصة صلاح عبد الصبور إلى أول جندي رفع العلم والتي نشرت يوم 9 أكتوبر عام 1973، أي بعد بدء الحرب بثلاثة أيام، التي جاء في مفتتحها:

تمليناك حين أهلَّ فوق الشاشة البيضاء
وجهك يلثم العلما
وترفعه يداك، لكي يحلق في مدار الشمس، حر الوجه مقتحما...إلخ.

وأشار إلى توالت القصائد أيام الحرب، التي لم تقتصر على الشعراء المصريين، ولكن وجدنا شاعراً يمينا (الدكتور عبد العزيز المقالح) يكتب أيام المعركة، قصيدة «العبور» التي يستهلها بقوله: لا الليل في الضفة الأخرى ولا النذر ولا الدمــاءُ- كمـا الأنهارِ- تنهمرُ ولأحمد عبد المعطي حجازي قصيدتان «ثلاث أغنيات للوطن» و«أغنية لدمشق»، وفي الأغنية الثالثة من «ثلاث أغنيات للوطن» نجدها يمجّد العلم المصري الذي رفعه الأبطال لأنه مخضّب بدماء شهدائنا الذين ضحوا بأنفسهم من أجل عزة هذا الوطن، يقول:
كل راياتنا قطع من قماش
وأنت العلم
مصر أنجبت زوجين زوجين
والحب أنجب أبناءهم
واصطفي المجد أجملهم
واهبًا لك أرواحهم يا عَلم
كلما نقلوا إليك في الطريق قدم
نسجوا فيك خيطًا

ومن كل قطرة دم

رسموا فيك لونًا.

واستطرد «شعبان»: للشاعر فاروق شوشة قصيدة «أغنيتان لمصر»، ففي الأغنية الثانية التي تحمل عنوان «اليوم السابع» يبين وجه الوطن الذي أعاد البهجة والسعادة لأبناء الوطن، بعد نكسة استمرت ست سنوات رمز بها بستة أيام، وجاء اليوم السابع يوم الفرحة والنصر: اليوم السابع جاء
سقطت أحلام المخمورين المزهوين
قذفت ببقايا الوهم الجاثم في سيناء - الوهم ابتلعته الصحراء-
وصوَّر الشاعر محمد مهران السيد مصرَ محبوبته تعيش لحظات التألق والسعادة، بعدما تخلصَّت من مشاعر الخوف واليأس والهزيمة: حين رأيت فتأتي آخر مرة كانت تتألق أكثر من لمعان السيف تمضي واثقة تحت عطاء الأيام المتخلصة من الخوف
تضحك حينًا أو تتحدث في لغة منتصرة والشاعر معد الجبوري يعبر عن عظمة النصر، فالدماء أورقت أشجارًا، والماء تدفق في أعماق الصحراء من بين أكف الجنود، تعبيرًا عن معجزة العبور، يقول:
قلتم: «كان الدم محتقنًا في الأعراق، الدم في رحم الجرح المقفل محتقن، لكني أنبئكم أني في تشرين رأيت الدم يورق بين رمال الصحراء، قلتم: كان العطش المتداخل في العظم، لكني أنبئكم أني في تشرين رأيت الماء يتدفق بين أكف الجند الممتدين من الجولان إلي سيناء».

واستكمل: الشاعر الفلسطيني معين بسيسو في قصيدته «جنديًا.... كان الله وراء متاريس دمشق» يصوّر قيمة هذا النصر على جبهة الجولان، حيث التحم الجيش السوري بجيش العدو، لم يبالوا بخطورة الموقف.. تقدموا في ثبات وقوة... يقول: «كان يموت بصمت
ما كان بيده كاميرا، وعلي فمه
ما كان مكبر صوت
كان يموت وراء خطوط الضوء
وراء خطوط الصوت...
قلبي قنبلة لدمشق...
وأصابع كفي العشرة...
عشر رصاصات لدمشق...»،
وتبارى الشعراء بعد ذلك بالشعر احتفاء وتقديرًا بهذه المناسبة، فوجدنا كثيرًا من القصائد، نذكر منها قصيدة محمد إبراهيم أبو سنة «خفقة علم» وصلاح جاهين قصيدة «أكتوبر» وأحمد فؤاد نجم «ضليلة فوق رأس الشهيد» ويغرد نزار قبانى فى كلام منثور يفتقد طريق الشعر إلى النثر فى مقالات عدة منها مقالة «خاتم مصر» نذكر سطورا منها: «تستعيد مصر خاتمها من تحت الماء وتعيد تركيب الفيروزات الثلاث التي سقطت من خاتمها وهي تغسل يديها بماء قناة السويس في صيف العام 1967، تمسح ما تراكم عليه من صدأ وحشائش بحرية، وتعيده إلى مكانه في المتحف المصري، فيطمئن التاريخ على نفسه، وتطفو على مياه القمر زهرة لوتس اسمها مصر..»، ويتوالى الإبداع الشعري يوماً بعد يوم عن هذه الذكرى، بصورة يصعب جمعها فى كتاب واحد، وجاء الإبداع الروائي والقصصي بحجم كبير ومدهش، نذكر منه رواية «الرفاعي» لجمال الغيطاني، و«الحرب فى بر مصر» و«في الأسبوع سبعة أيام» و«تجفيف الدموع».. إلخ ليوسف القعيد، و«نوبة رجوع» لمحمود الورداني، و«أنشودة الأيام التالية» لمحمد عبد الهادي، و«المرصد» لحنا مينا الكاتب السوري، و«رفقة السلاح والقدر» للكاتب المغربى مبارك ربيع ، و«حدود الاستطاعة» لقاسم عليوة، و«ويوميات على جدار الصمت» لمحمد السيد سالم... إلخ.

وأوضح: وكان للمقال وجوده الشاعر في خريطة الإبداع عن حرب أكتوبر، فكُتبت مقالات قصيرة فيها من التلقائية والعفوية والانطباعات السريعة أكثر مما تحتويه من الإبداع الأدبي والفني في تخصصاتهم الأدبية والفنية، ولكنها تميَّزت بالوعي والنضج والإحساس بأهمية حرب أكتوبر.

ولفت إلى أن مقالة توفيق الحكيم جاءت «عبرنا الهزيمة»، التي صارت مدخلًا للكثير من أناشيد وأغنيات الحرب، ورأي الحكيم في العبور تأكيدًا لأصالة شعبنا وعبورًا للهزيمة التي بداخل نفوسنا، قائلًا: «عبرنا الهزيمة بعبورنا إلي سيناء، ومهما تكن نتيجة المعارك، فإن الأهم الوثبة. نعم عبرنا الهزيمة في الروح».

وقال «عبد الحكيم»: اقتصر إبداع نجيب محفوظ عن الحرب في كتابة مقالات قصيرة نُشرت في الأهرام خلال الحرب وبعدها بعنوان«دروس أكتوبر»، أشهرها مقالاته «عودة الروح»، التي قال فيها، إن الحرب ردّت إلينا الروح، وفتحت أبواب المستقبل مهما تكن العواقب. ردَّت الروح بعد معاناة الموت ست سنوات. روح مصر تنطلق بلا توقع، تتعملق بلا مقدمات، تتجسَّد في الجنود، بعد أن تجسَّدت في قلب ابن من أبر أبنائها، تقمص في لحظة من الزمان عصارة أرواح شهداء العطاء من زعمائها واتخذ قراره ووجَّه ضربته، ولم تقتصر الكتابات الأدبية على الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحيات، بل وجدنا كتابات لصحفيين منها كتابا محمد حسين هيكل أكتوبر 1973، وعند مفترق الطرق.. وكتابات العسكريين نذكر منها حرب أكتوبر 1973 دراسة ودروس لمحمد فوزي، ومذكرات الجمسي حرب أكتوبر 1973 للمشير محمد عبد الغنى الجمسي.. إلخ. فحرب أكتوبر حدث تاريخي جليل أعاد العزة والكرامة للعرب، ونفخ بروحه الملتهبة فى أعماق الكتاب والشعراء، فأشعلوا ثورة أدبية، ويصعب علينا أن نذكر مجرد عناوين ما كتب عنها، ولكن هذه نبذة موجزة عن إبداع هذه الحرب.

اقرأ أيضًا: الذكرى الـ 50.. من هو صاحب أشهر صورة في حرب أكتوبر