الطريق
الأربعاء 23 أبريل 2025 10:09 صـ 25 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
عضو الديمقراطي الأمريكي: نتنياهو بدأ في مخطط التهويد الكامل للضفة واحتلال غزة بمساعدة ترامب ”فتح”: إسرائيل تعيد هندسة الضفة الغربية بطريقة جغرافية وديموغرافية جديدة ترامب: العملات المشفرة بحاجة إلى تنظيم الموسيقار عمر خيرت يشارك جمهور الأوبرا احتفالات أعياد الربيع على المسرح الكبير شاهد| ”من مصر” يسلط الضوء على رفض مصر سياسة ”فرض الأمر الواقع” الإسرائيلية مستشار سابق لبوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي فيديو| صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلى يدفع سكان القطاع نحو المجاعة مصادر طبية: 32 شهيدا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم شاهد| الشيخ صاحب فيديو إطعام الكلاب: الرحمة أساس ديننا الحنيف وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025

دور الفن في إعادة إحياء التراث.. مسلسل «رسالة الإمام»

مسلسل
مسلسل

تصدرت مصر الدور الأكبر في الوطن العربي في فترة من الفترات في الاعمال الدينية الفنية، وبخاصة الافلام والمسلسلات، فضلاً عن استضافتها لأغلب إحتفالات المسلمين على اختلاف مذاهبهم، هذ الامر الذي اعطى مصر قوة ومكانة ايدولوجية في ربوع الوطن العربي والعالم الاسلامي، بل العالم أجمع في توصيل صورة مادية للتراث الأسلامي والعربي على السواء.

فيلم الرسالة

فمن جهة الأعمال الفنية كالأفلام كان دور السينما الأبرز في ذلك المجال في فترة من الفترات، كان يحتاج المجتمع العربي لمثل تلك الأعمال لتوصيل صورة ذهنية وايضاً أيديولوجية للعوام، بقدر ما كانت احياناً تختلف عن السياق الحقيقي للقصة الاصلية، مما اثار العديد من الاشتباكات المعرفية، ولكنه مع ذلك كان له جانب ايجابي ابرز واعمق، الا وهو أثاره الذهن عند العامة، وإثرائهم من خلال المناقشات وحلقات الحوار والمناظرات الفكرية والتاريخية لسياق تلك القصص.

فعلى سبيل المثال يحتل فيلم الرسالة الصدارة في التوافق الأيدولوجي بين الدول العربية والإسلامية، ولا ادري كيف استطاع المؤلف تطويع القصة الدرامية لكي تتفق مع كافة المسلمين، بل وايضاً اتفاق المراكز والمؤسسات الدينية الأسلامية لمراجعة العمل الفني الديني بل وإجازته بالنشر لعموم المسلمين.

وعلى النقيض فإن بعض الافلام لم ترقى لمثل ذلك التوافق، بل تم ايجازه في دول دون غيرها لأختلافها ايدولوجياً بشكل كبير مع ما يتم انتهاجه في مجتمعاتهم، وهم الامر الذي كان مسموح، والسلطة حينئذ قادرة على اتمامه، على العكس من الان وقدرة التكنولوجيا على توصيل الافكار المختلفة لكافة المجتمعات والدول والاقاليم.

فهي حالات جديرة بالذكر وقد تناولتها من قبل في موضوع عن الفن الاسلامي، ولكن لنعد إلى موضوعنا.

الناصر صلاح الدين

الدراما مؤخراً أصبحت أقوى رغم طول مدة الحلقات، وغزارة المعلومات، وأيضاً اختلاف مواعيدها التي لا يستطيع البعض مواكبتها لرؤيتها، هذا الامر تم حله عن طريق المنصات الخاصة، والتي تمكن المشاهد من متابعة ما يهواه في أي وقت وفي أي مكان، بل وأيضاً أصبح هناك ملخصات للمسلسلات يتم فيه تناول الأحداث الرئيسة دون التأثير على سياق القصة أو مضمونها.

تلك الأعمال الفنية أثارت الجدل وأحياناً اللغط ما بين مؤيد ومعارض لأفكار معينة، على سبيل المثال مسلسل "يوسف الصديق" الإيراني والذي تم دبلجته وعرضة في اغلب الدول العربية والإسلامية، على الرغم من المعارضة الكبيرة من بعض الأتجاهات والمؤسسات الدينية حول تشخيص نبي في عمل فني، وأيضاً مسلسل "عمر بن الخطاب" السعودي والذي اثار جدلاً أقل من "يوسف الصديق" إلا أنه أعطى إيجابيات لا يختلف عليها أحد مطلقاً.

مسلسل يوسف الصديق

تلك الأعمال ظهرت في ظل توقف مؤقت عن سرد قصص تاريخية دينية في مصر، وتمحور الأمر حول الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تعصف بالعالم في تلك الفترة، ولكنها مع ذلك أغفلت الدور الثقافي المنوط بها في تلك الفترة المهمة.

من الواضح أن مسلسل رسالة الامام ما هو الا إعادة تصدر مصر المشهد من جديد، في توثيق وتخليد التراث وتحويله لمادة يستطيع تقبلها وفهمها الجيل الجديد، الذي تحولت ثقافته نسبياً إلى ثقافة إلكترونية، وعلى الرغم من ان قصة الأمام تم تناولها من قبل في عمل فني بأداء الفنان ايمان البحر درويش، الا انني أعتقد أن المسلسل سيناقش فكرة اكثر من كونه توثيق لسيرة الإمام، وهو الأمر الذي سيجعل البحث والتمحيص عن سيرة مثل ذلك العالم الجليل في صورة مشرفة، في ظل عصر اغتنى فيه القراء عن البحث.

مسلسل عمر

ونقطة أخيرة.. أعتقد أن المسلسل سيثير بعض الأنتقادات الخارجية في ظل النزاع الأيدولوجي حول تصنيف الإمام على بعض الاتجاهات المذهبية المختلفة، وهو ما أنتظر لأراه من خلال خطاب ديني يساعد في تسليط الضوء على بعض المشاكل الثقافية الكامنة والتي لا تظهر على السطح مطلقاً، وهو الأمر الذي لابُد حدوثه.