الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 11:28 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
شاهد| ”من مصر” يسلط الضوء على رفض مصر سياسة ”فرض الأمر الواقع” الإسرائيلية مستشار سابق لبوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي فيديو| صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلى يدفع سكان القطاع نحو المجاعة مصادر طبية: 32 شهيدا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم شاهد| الشيخ صاحب فيديو إطعام الكلاب: الرحمة أساس ديننا الحنيف وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025 بعدد من الفعاليات.. قصور الثقافة بالغربية تحتفل بذكرى تحرير سيناء محافظ الغربية ورئيس جامعة طنطا يدشنان انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الأربعين لكلية الطب انطلاق فاعليات المؤتمر السنوي لكلية طب طنطـا بعنوان”المستشفيات الجامعية ما بين التحديات والمستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة” تنفيذًا لتوجيهات محافظ دمياط.. السكرتير العام يرأس اجتماع لمناقشة آليات تطبيق منهجية الإدارة ”MBO”

محمد هلوان يكتب: مفهوم الانتماء والتبعية العمياء

محمد هلوان
محمد هلوان

الانتماء اصطلاحا هو التوافق الفكري الكبير من شخص تجاه شيء ما، كالوطن أو فريق مميز أو مجموعة فكرية أو قضية ما، فهو يعتبر تشارك في الرؤى مع تضمن أحيانا بعض الاختلافات الهامشية للموع، عن طريقة الطرح أو الأسلوب والمنهجية، ولكنه مع ذلك يظل توافق حول النتيجة والاتجاه النهائي.

هذا الانتماء رما يتم بناء على توافق في الأسلوب المتبع من جماعة أو فرد ما لأخر، أو ربما هو محاولة لأتباع نهج فحسب، بدلاً من محاولة البحث الذاتي عن منهج جديد خاص، فأن كان له جانب إيجابي في الانتماء لفرد أو جماعة وكونه اتجاه عام يعبر عن حالة لمجموعة مميزة، إلا إنه مع ذلك ينطوي حياناً على جانب سلبي في تحول الانتماء لتبعية عمياء بلا أي رؤى حقيقية أو أعمال فكري تجاه الموضوع.

اللا منتمي

الانتماء أحيانا ما يكون موروثاً بعصبية ذائفة، تجاه ارض أو اعتقاد، فقط كمجرد سد ثغرات داخلية للشخص أو المجموعة بداخله، ويحاول سدها بأي شكل ما، لذا فيلجأ لما نشأ عليه ليحاول وضعه في إطار منهجي اتباعي خاص به، يريده تماماً ويرفض ما سواه، الأمر الذي يحول هذا الفرد أو المجموعة إلى نابشين في التراث الخاص لإبرازه ومحاولة إثبات صلاحيته لأي وقت وأي مكان، كبعض المفاهيم القديمة التي يعاد إنتاجها من جديد بشكل حداثي في المباحث السيسيولوجية والسياسية.

للأسف الدراسات السيكولوجية لا تبحث كثيراً في احتياج لفرد للانتماء كما هو الحال في الدراسات السيكولوجية، التي تهمش تلك الحاجة باعتبارها شيء بديهي، وعدم إعمال العقل في فكرة أن الإنسان كائن اجتماعي وفي احتياج للمدنية بحد قول ابن خلدون ينذر بمشكلات وإشكاليات دائمة الطرح بلا سبيل للوقوف عليها بالشكل المناسب، فحتى الدراسات الأجنبية واعتبار الإنسان حيوان اجتماعي لم تأخذ الأمر بجدية، لم تكن سوى محاولات لوصف الظاهرة دون الخوض في تفاصيلها.

ولا نحاول إثبات أن فكرة الانتماء وكونها تعبر عن موقف جمعي لأكثر من فرد هو بمثابة تحول ذاتي بداخل الفرد لسد قصور داخليه، فهذا مبحث سيكولوجي بحت لسنا بصدده، ولكنه مع ذلك يظل في هذا الموقف ما لم يتم إثبات النقيض، الأمر الذي يجعل الالتباس ممكناً في نقل المعنى الاصطلاحي للانتماء لتبعية، وأيضا يحيل التبعية لموقف انتمائي، في خلط واضح بين المصطلحين، الذي يكون العامل الأكبر للفصل ما بينهم هو العامل الذاتي للفرد المنتمي أو المتبع، ومدى تمكنه من فهم المسار الذي ينتهجه مع فرد أو مجموعة ما.

ويظل المفهومين متقاربان لا يمكن الفصل ما بينهم إلا في حالات نادرة، فالانتماء الأعمى مرادف للتبعية المطلقة، كلاهما سلبي، أم لم يكونوا على أسس صلبه من العقلانية والمنطق. ومحاولتنا لطرح كلا من المفهومين ليست سوى محاولة للوقوف على المعنى الحقيقي، بصرف النظر عن الاتجاهات الحالية المعاصرة في المجتمعات الدولية، فمحاولة التوصيف الدقيق للمفاهيم يؤدي بالضرورة لفهم الظاهرة للوقوف عليها ومحاولة فهم إشكالياتها لتلافي أي سؤ فهم أو إجراءات خاطئة تحتاج للمعالجة.

اقرأ أيضا| نظرية الكولاج الثقافية العربية.. وسؤال الهوية

موضوعات متعلقة