تعهد أمريكي بدعم اليمن لمكافحة الإرهاب.. هل يوقف انتهاكات الحوثي؟

على وقع المعارك المتصاعدة التي تشنها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، على مختلف الجبهات في اليمن، تعهدت الحكومة الأمريكية بدعم القوات اليمنية المعنية بالأمن البحري والحدودي في عملية مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، أمس، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاجن.
وتسري في اليمن هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في 2 أبريل الماضي، وجددت مرتين لمدة شهرين، إذ استوفت الحكومة المعترف بها والتحالف العربي تنفيذ بنودها بما فيها قرار وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، فيما تتنصل مليشيات الحوثي عن تنفيذ تعهداتها وتواصل انتهاكها في مختلف الجبهات.
وبحسب بيانات الحكومة اليمنية، ارتكبت ميليشيا الحوثي 175 خرقا للهدنة الأممية خلال اليومين الماضيين في جبهات الحُديدة وتعز والضالع وصعدة والجوف ومأرب.
يد إيران
وفي سياق تلك الظروف، اعتبر المحلل السياسي اليمني بليغ المخلافي، أن «السياسات الأمريكية تجاه الأزمة اليمنية لن تجدي بأي شيء مع ميليشيات الحوثي التي يستخدمها النظام الإيراني في تحقيق نزواته في المنطقة».
وأكد المخلافي، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن استمرار الولايات المتحدة في اتباع هذه السياسات لن يوقف الحرب في اليمن، وعليها أن تتخذ موقف حازم تجاه خروقات ميليشيات الحوثي للهدنة الأممية.
تغيير السياسات
وشدد على أهمية الضغط على مليشيات الحوثي من أجل تنفيذ بنود الهدنة الجارية وإجبارها على الوفاء بالتزاماتها بموجب الإعلان الأممي، واتفاق ستوكهولم، لا سيما فيما يتعلق بفتح طرق تعز والمحافظات الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات سفن الوقود الواصلة عبر موانئ الحديدة بتسهيل من الحكومة الشرعية.
ونوه المخلافي أن المواقف «الكلامية» من قِبل الولايات المتحدة ليست هي التي ستشكل ضغط على الحوثي، ويجب تغيير هذه السياسات الأمريكية من خلال ضغط حقيقي يجبر هذه الجماعة على وقف إطلاق النار.
مماطلة ومراوغة
وأوضح أن ميليشيات الحوثي تستخدم أسلوب المماطلة والمراوغة حتى الآن وعدم تفعيل أي توجه نحو السلام، وفي نفس الوقت لا تزال الولايات المتحدة تحتاج إلى فهم حقيقي لطبيعة هذه الجماعة وتفكيرها لتفهم كيف تتعامل مع هذه المليشيات التي تحركها إيران بشكل فعلي على الأرض.
وتابع المخلافي أن الفترة الماضية يجب أن تكون أثبتت للولايات المتحدة أن جماعة الحوثي لن تنخرط في أي توجه نحو اتفاقيات سلمية بدليل ما يحدث على أرض الواقع وتصعيد هجماتها الإرهابية على مستوى المحافظات اليمنية.
وغرق اليمن في صراع منذ 2014، عندما اجتاح الحوثيون، المدعومون من إيران، العاصمة صنعاء، ودفع هذا إلى تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية لدعم الحكومة اليمنية في العام التالي.
وتسببت هذه الحرب في مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد ملايين المدنيين، بحسب الأمم المتحدة، التي وصفت الصراع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.