الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 10:48 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025 بعدد من الفعاليات.. قصور الثقافة بالغربية تحتفل بذكرى تحرير سيناء محافظ الغربية ورئيس جامعة طنطا يدشنان انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الأربعين لكلية الطب انطلاق فاعليات المؤتمر السنوي لكلية طب طنطـا بعنوان”المستشفيات الجامعية ما بين التحديات والمستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة” تنفيذًا لتوجيهات محافظ دمياط.. السكرتير العام يرأس اجتماع لمناقشة آليات تطبيق منهجية الإدارة ”MBO” وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب قرار عاجل من البنك الأهلي المصري لجميع العملاء بشأن شهادات الادخار تنفيذًا لتوجيهات محافظ بورسعيد.. حي المناخ يواصل حملاته المكثفة لإزالة الإشغالات والمخالفات بمناسبة اليوم العالمي للكتاب: ٢٥% خصم على إصدارات دار الكتب والوثائق القومية جامعة طنطا تطلق مبادرة ”المعرفة حياة” بالتزامن مع تصدرها قائمة الجامعات المصرية في محو أمية المواطنين

«أحمد زويل».. من الكيمياء إلى نوبل إلى «القلب»

في مدينة دمنهور، في 26 فبراير عام 1946، كان مولد العالِم المصري الكبير الراحل، أحمد زويل، أحد أهم علماء القرن العشرين بقائمة الشرف بالولايات المتحدة، وهي القائمة التي تضم أهم الشخصيات، والتي ساهمت في نهضة الولايات المتحدة الأمريكية، وأحد أبرز مَن ورد اسمه بين 29 شخصية بارزة لكونهم أهم علماء الليزر بالولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1991 نال بجدارة جائزة نوبل في الكيمياء، ليكون بذلك أول عالم عربي يفوز بتلك الجائزة، عن اختراعه كاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية، ودراسة ورصد التفاعلات الكيميائية باستخدامها، ليصبح بذلك أول عالم مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، بخلاف العديد من الجوائز العالمية التي لم يُتح لأي عالِم عربي أن ينالها، الأمر الذي يجعل من أحمد زويل أيقونة علمية وإنسانية قلّما تتكرّر في تاريخ مصر والعالم العربي، بل في تاريخ الشرق كله؛ ليقول بعدها: «الخيال لا يقتل وليست له حدود وكل المؤسسات تشجعه، والعالم الحقيقي المحب لعلمه لا بد أن يحلم، وإذا لم يتخيل العالم ويحلم، سيفعل ما فعله السابقون ولن يضيف شيئا»، وقد حلم زويل بالفعل فتحقق له ما حلم به!

«الأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح، أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل»، هكذا قال أحمد زويل في عبارة تُعَدُّ كاشفة وجامعة لمعانٍ عظيمة كانت، لا شك، علامة فارقة في دروب حياته، منذ تخرجه في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية مرورا بحصوله على درجة الماستر/ الماجستير في الكيمياء من الجامعة نفسها، ثم رحلة كفاحه العلمية والوظيفية في الولايات المتحدة، وكانه بهذه العبارة الرائعة يروم أن يدفع الشباب في مصر إلى السعي الحثيث إلى دروب النجاح ومسالكه دون النظر أو الاكتراث لأي دعوة تحاول كبح جماح ذلك النجاح؛ لأنّها دعواتٌ بائسات، لن تزيدهم – إن هم استجابوا إليها – إلا فشلا على فشل!

لم يكن زويل عالمَ كيمياء فقط، أو خبيرا بالليزر وتقنياته فحسب، بل كان مثقفا كبيرا وقارئا نهما، ومستمعا جيدا للموسيقى الشرقية، وأغاني أم كلثوم، تخصيصا، فقد كانت متعته، في اوقات فراغه، أن يخلوَ إلى كتاب جيد يقرأه وفي الوقت نفسه يستمع في اثناء القراءة إلى إحدى أغاني كوكب الشرق، الأمر الذي يثبت أن هذا الرجل العالِم إنما هو كتلة ثقافة وفن ومشاعر قبل أن يكون عالِم كيمياء يعيش معظم أوقاته في المختبرات والمعامل وقاعات الدرس.

 

كلا، لم تنتهِ حياة العالم الكبير احمد زويل بوفاته في الثاني من اغسطس عام 2016، فمما لا شك فيه أنّ تاريخ وفاته هذا لا يعدو كونه تاريخا، فقط، عند من لا يقدّرون دور العلم والعلماء في تقدُّم البشرية وتطوّرها، أما عند من سواهم فهو درس هادٍ لهم إلى طريق النجاح والإصرار على مواصلة العمل والركض خلف الطموح، والاتعاظ والاعتبار بما يعرفونه في سيرة العالم الكبير زويل، واضعين نصب أعينهم عبارته الشهيرة «الأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح، أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل».. فهل يهم مستعدون كي يخرج من بينهم (زويل) آخر؟!