خاص| مصممة جرافيك المترو في ورطة.. الفنان الروسي: سرقت أعمالي وسأسترد حقي

أثارت التصميمات الفنية التي زُيّنت بها محطة «كلية البنات» ضمن محطات الخط الثالث لمترو الأنفاق، ضجة كبيرة في مصر، بعد اكتشاف أن مصممة الجرافيك غادة والي استوحتها من أعمال الفنان الروسي جورجي كوراسوف صاحب اللوحات التكعيبية التي تحمل هويته دون الرجوع إليه.
وعلى وقع الانتقادات اللاذعة لمصممة الجرافيك غادة والي، ارتفعت حدة الهجوم الذي تتعرض له خلال الساعات الماضية، حيث اتهمها المتخصصين في الفنون التشكيلية بـ«سرقة» تصميماتها في محطة المترو من الفنان الروسي.
نظرية الأفروسنتريك
وفي سياق تلك الأزمة، قال الدكتور أحمد صقر عميد كلية الفنون الجميلة بالمنيا السابق، إن «غادة والي استوحت تصميماتها التي زينت بها محطة المترو من أعمال فنان روسي، ولكن عدم الرجوع إليه يعتبر سرقة»، بحسب وصفه.
وأضاف «صقر»، في تصريحات لموقع «الطريق»، أن المصممة اكتفت بجعل بشرة الفتيات خلال الرسومات سمراء اللون بخلاف الأعمال الأصلية، وهو ما كان له تبعات سلبية أخرى، تتمثل في إحياء نظرية «الأفروسنتريك» من جديد، وهي التي تزعم سرقة المصريين القدماء للحضارة الإفريقية بخلاف الحقيقة.
وزعم الفنان الروسي جورجي كوراسوف، أن مصممة الجرافيك المصرية غادة والي استخدمت 4 لوحات من أعماله، زينت بها محطة مترو «كلية البنات» في القاهرة، مؤكدا أن من بينهم 3 من لوحاته مباعة، أولهم تحمل رقم 38 لعام 1995، والثانية برقم 116 لسنة 2001، والثالثة رقمها 168 لعام 2005، أما الرابعة والأخير مازالت معروضة للبيع، وتحمل رقم 212 لسنة 2012.
وقال الفنان الروسي، في تصريحات لموقع «الطريق»: «إن كل ما يزعجني في هذا الأمر ليس استخدام أعمالي الخاصة في تزيين محطات المترو في القاهرة، ولكن عدم ذكر اسمي».
اليونان القديمة
وأضاف «كوراسوف»، أن عدم ذكر اسم صاحب الأعمال على التصميمات يعد «سرقة»، منوها إلى معرفته بالأمر من خلال رسائل تلقاها عبر مواقع التواصل من مواطنين مصريين.
وبشأن ما ينوي اتخاذه من إجراءات حيال ذلك، أوضح الفنان الروسي أنه يبحث حاليا السبل الممكنة لاسترداد حقه، متسائلا: «ماذا ستفعل إذا وجدت سيارتك مسروقة منك وأعيد طلاؤها بلون مختلف وعرضت في مزاد سيارات نادر؟».
ونوه «كوراسوف»، إلى أن التصميمات في محطة مترو «كلية البنات» مستوحاة من لوحة رقم (38) وهي عن اليونان القديمة مرسوم عليها زوجة بينلوب في ملحمة هوميروس، وليست عن مصر القديمة.
وكانت المصممة غادة والي عملت على تزيين محطات الخط الثالث لمترو الأنفاق برسومات زعمت أنها تعبر عن الحضارة المصرية القديمة.
غادة والي ترد
وأكدت «غادة»، أن عملية تزيين محطات المترو استغرقت عامًا ونصف العام، مشيرةً إلى أنها حاولت من أن تضع الركاب في رحلة تتنقل بهم وسط المراحل المختلفة للحضارة القديمة.
وتابعت أنها ترغب من وراء هذه الجهود في أن يعتز المواطن المصري بحضارته القديمة.
وشددت «والي»، على أنها «عملت مع مؤرخين ومتخصصين في التاريخ المصري القديم، حتى تتجنب أي خطأ في التنفيذ، وهو ما تطلب منها الإلمام بعدد من المعلومات عن هذه الفترة».
الهيئة القومية للأنفاق تعلّق
من جانبها، تبرأت الهيئة القومية للأنفاق من الواقعة، مؤكدة أنها تسند أعمال تنفيذ المحطات إلى الشركات بعد الاتفاق على التصميمات وينتهى دور الهيئة عند مراجعة الأعمال والإشراف على المحطات ومطابقتها للمواصفات الفنية ووفقا للمتعاقد عليه.
وأوضحت الهيئة، في بيان، أنها ليس لها علاقة بشأن سرقة اللوحات الفنية حيث إن الشركات المنفذة للمشروعات المتعاقد عليها مع الهيئة القومية للأنفاق هي المعنية بالتعاقد مع المصممين ويقع على عاتقهم كافة التصميمات.
وأشارت إلى أنها تعمل على البحث حول قصة سرقة اللوحات الخاصة بالفنان الروسي وسيتم الإعلان عن كافة التحركات الخاصة بالهيئة من خلال بيان رسمي.
من هي غادة والي؟
غادة والي مصممة جرافيك مصرية من مواليد عام 1990، التحقت بالجامعة الألمانية في القاهرة عام 2006، وتخرجت فيها سنة 2011، ثم درست في جامعة فلورنسا بإيطاليا.
أعدت غادة والي ماجستير في التصميم من فلورنسا، إيطاليا، وفازت به كمنحة دراسية، وتعمل في تدريس التصميم الجرافيكي في كل من الجامعات الألمانية والأمريكية في القاهرة.
وطورت «غادة» خطًا عربيًا تم اختياره كواحد من أفضل 100 قطعة تصميم جرافيكي في العالم من قبل جمعية فنون الطباعة في شيكاغو.