الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 11:26 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
مستشار سابق لبوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي فيديو| صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلى يدفع سكان القطاع نحو المجاعة مصادر طبية: 32 شهيدا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم شاهد| الشيخ صاحب فيديو إطعام الكلاب: الرحمة أساس ديننا الحنيف وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025 بعدد من الفعاليات.. قصور الثقافة بالغربية تحتفل بذكرى تحرير سيناء محافظ الغربية ورئيس جامعة طنطا يدشنان انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الأربعين لكلية الطب انطلاق فاعليات المؤتمر السنوي لكلية طب طنطـا بعنوان”المستشفيات الجامعية ما بين التحديات والمستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة” تنفيذًا لتوجيهات محافظ دمياط.. السكرتير العام يرأس اجتماع لمناقشة آليات تطبيق منهجية الإدارة ”MBO” وزير الخارجية والهجرة يلتقى مع لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب

«تركته أمه وتخلى عنه أبوه».. حكاية رضيع أعطاه والده لـ«متسولة» هربًا من المسئولية

طفل رضيع_أرشيفية
طفل رضيع_أرشيفية

وسط ضجيج الشارع تجلس السيدة السبعينية بجلبابها الأسود وجسدها المنهك وتجاعيد وجهها التى رسمتها قسوة الحياة، تفترش الأرض، تضع أمامها علب المناديل، لبيعها والحصول على الرزق الحلال، هكذا كانت تسير أيامها حتى حضر شاب ثلاثيني وترك لها نجله الطفل الرضيع ولاذ بالفرار.

قبل سنوات تعرف الشاب العشريني على محبوبته، التي أصبحت بعد ذلك زوجته، وأنجبا طفلهما الأول "خالد"، لتبدأ رحلة المشاحنات والمشاجرات المستمرة بين الزوجين بسبب ضيق الحال، لتنتهي سريعا بالطلاق وانفصال كل منهما عن الآخر، لم تجد الأم التي تدعى "فريدة" ملجأ سوى بيت أهلها لاحتواء طفلها الصغير الذي لم يكمل عامه الثاني.

ظلت الأم برفقة صغيرها عدة أيام بعد الطلاق في منزل أسرتها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث طلب أهل الزوجة من ابنتهم ترك طفلها إلى والده لظروف معيشتهم الصعبة وضيق الحال الذي يلاحقهم، وعدم قدرتهم الإنفاق عليه، لم تجد الأم حلا سوى الذهاب إلى طليقها وترك فلذة كبدها وفارقته إلى مصير مجهول برفقة أب لا يعرف للرحمة طريقا.

عندما أصبح الطفل بين أيدي والده لم يحافظ عليه ويعمل ليل نهار من أجل تربيته وخروجه إلى المجتمع يفتخر به، ظل يفكر في طريقة للتخلص من فلذة كبده، وكأنه يحمل بين كتفيه حجرا صوان لا يعرف للرحمة طريقا، فخرج من منزله المتواجد إلى منطقة أطفيح مستقلا سيارة أجرة، حتى استقر به الأمر في قلب محافظة الجيزة، حتى توصل إلى حل سريع وهو ترك الطفل مع أي سيدة من الباعة المتجولين في أي منطقة حتى لا يتم التعرف عليه.

على بعد أمتار من محطة قطار الجيزة تجلس سيدة سبعينية تضع أمامها علب مناديل، وما إن وقعت عيناه عليها ركض نحوها، مستغلا كبر سنها وعدم استيعاب عقلها أنه يريد التخلص من نجله، وبالفعل ترك الشاب طفله و5 جنيهات للسيدة وأخبرها أنه سوف يقوم بشراء بعض الأشياء ويعود مرة أخرى، ولكن العجوز رفضت: "رايح فين يا بني تعالي خد ولدك سبتهولي ليه"، ولكن الأب لم يلتفت إليها وكأنه لا يعرفها.

اقرأ أيضا: شروط الالتحاق بمعاهد معاوني الأمن بـ«الداخلية»

تمر الساعة تلو الأخرى والعجوز تنتظر عودة والد الرضيع لكنه لم يعد، بدأت تشعر أنه لن يعود إليها مرة أخرى لأخذ نجله، حملت السيدة السبعينية الطفل الصغير واستقلت سيارة أجرة وتوجهت إلى نقطة شرطة المنيب وحررت محضرا بما حدث، فور استيفاء البيانات تحركت قوة أمنية من نقطة شرطة المنيب بالتنسيق مع ضباط مباحث قسم شرطة الجيزة وشرطة السكة الحديد والمترو إلى محل البلاغ على حد وصف السيدة العجوز.

وبفحص الكاميرات تبين صحة البلاغ وتم رصد والد الطفل لحظة دخوله وخروجه من محطة المترو، و بالاستعانة بالتقنيات الحديثة أمكن تحديد هويته وتبين أنه يقيم بمنطقة الصف جنوب المحافظة ويدعى "محمد ف"، وتم تحويل المحضر إلي مركز شرطة الصف.

وتمكنت قوة أمنية من مركز شرطة أطفيح بمديرية أمن الجيزة، من ضبط الأب المتهم بترك نجله بمحطة مترو الجيزة، و بمواجهته أمام العقيد تامر صالح مفتش مباحث مركزي شرطة الصف وأطفيح، أقر المتهم بارتكاب الواقعة بسبب عدم قدرته على الإنفاق على الطفل، وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة والعرض على المستشار رويس شاكر وكيل نيابة الصف، وسكرتيره أحمد وحيد، والذي قرر حبس الأب المتهم 4 أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وإحالته إلى محاكمة عاجلة لما اقترفه من ذنب في حق طفله، كما سلمت النيابة العامة بجنوب الجيزة الطفل إلى والدته مع أخذ التعهد اللازم بحسن رعايته.