محلل سياسي فلسطيني لـ«الطريق»: القدس تتعرض لحملة استيطانية منظمة

قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور رائد نجم، إن الحملة الاستيطانية التي تشهدها مدينة القدس حاليًا، تأتي في إطار مخطط استعماري منظم ضد المدينة يهدف الى تهويدها من خلال تغيير طابعها العربي الإسلامي والمسيحي.
وأوضح قائلا، إن المخطط يتم من خلال اقتلاع الوجود الفلسطيني من المدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني وسن القوانين العنصرية الظالمة لمصادرة الأملاك الخاصة والعامة وممارسة التهجير القسري والتطهير العرقي للسكان الفلسطينيين في القدس وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم الدينية وتدنيس أماكنهم المقدسة، وذلك للإطباق الكامل على مدينة القدس وقطع الاتصال بينها وبين الضفة كجزء من سياسة الأمر الواقع لقطع الطريق على أي عملية سياسية ومنع إقامة دولة فلسطينية.
وتابع المحلل السياسي في تصريح خاص لـ«جريدة الطريق » قائلًا:" وقد تعرضت القدس منذ عام 1967 لحملات استيطانية مستمرة لم تتوقف مرت بثلاثة مراحل، الأولى منذ عام 1967 حتى عام 1993 وتم فيها ضم القدس الشرقية بما يخالف القانون الدولي تحت مسمى القدس الموحدة، وتم توسيعها من 6000 كم الى 72 كم، وتم فيها سن قوانين لمصادرة الأراضي ونزع المواطنة عن سكان القدس، وفي عام 1980 أعلن الاحتلال ضم مدينة القدس للسيادة الاسرائيلية".
وأضاف "نجم" والمرحلة الثانية من عام 1993 حتى عام 2009 تحت مسمى القدس الكبرى وتم توسيع المساحة من 72 كم لتشمل انشاء مستوطنات جديدة وهي معاليه ادوميم وجفعات زئيف وبسجات زئيف وغوش عتصيون وموديعين وعليت وتوسيع الاستيطان في البلدة القديمة والحوض المقدس. وتم نقل الوزارات الاحتلال للقدس واغلاق المؤسسات الفلسطينية وهدم البيوت والتهجير القسري وفرض الضرائب وتجميد لم الشمل وإخراج 150 الف مقدسي خارج القدس من خلال جدار الفصل العنصري.
المرحلة الثالثة وفق نجم كانت من 2009 وحتى الآن وتتضمن توسيع القدس حتى البحر الميت ومشارف أريحا وجنوباً حتى مداخل الخليل وشمالاً حتى سهل مستعمرة شيلو وقرية اللبن نحو مدينة نابلس، ويشمل المشروع 2850 كم أي 40% من مساحة الضفة وتوسيع المستوطنات حول رام الله وبيت لحم وتضم مشروع E1 وعطروت على أراضي مطار القدس وجفات همتوس.
وأشار الدكتور رائد نجم إلى أن إسرائيل تستغل الظروف الحالية المتمثلة في الانقسام المستمر منذ 15 عام، ومسار التطبيع الذي تم تدشينه مع بعض الدول العربية والذي تجاوز مبدأ الأرض مقابل السلام، والأجواء الدولية المتوترة، واهتمام الإدارة الامريكية بمعالجة قضايا داخلية مثل التضخم وتداعيات كوفيد 19 ، وخارجية مثل التعامل مع التحديات الناشئة من روسيا والصين والملف النووي الإيراني لتصعد حملتها مستغلة ضعف هذه الإدارة وحساسية الولايات المتحدة عموماً تجاه إسرائيل.
وأختتم الدكتور رائد نجم حديثه مع «جريدة الطربق» مضيفًا أن هذه الحملة الاستيطانية المستمرة ضد مدينة القدس تسببت في إندلاع مواجهة عسكرية وشعبية واسعة في كل المدن الفلسطينية سواء غزة أو الضفة أو الداخل الفلسطيني أو الشتات، ويمكن أن تؤدي هذه المواجهات إلى جولة جديدة لاسيما وأن هناك حالة من نفاذ الصبر الفلسطيني الرسمي الذي عبرت عنه قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بتفويض اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ مجموعة من القرارات فيما يتعلق بالعلاقة مع الاحتلال على رأسها تعليق الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني، وكذلك حالة من الغضب الشعبي الذي تعبر عنه الاشتباكات اليومية في مدن الضفة وبيانات الفصائل في قطاع غزة، وإذا لم تؤدي هذه الجولة الى معركة مفتوحة فإنها ستزيد من عمليات المقاومة الفردية للتعبير عن السخط المتصاعد من سياسات الاحتلال.
اقرأ أيضًا| الهند توافق على لقاح كورونا للأطفال بعمر 6 سنوات