الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 04:25 مـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب

روسيا على وشك مواجهة أول عجز سيادي لتخلفها عن سداد ديونها

أرشيفية
أرشيفية

• الإدارة الأمريكية تشدد الخناق المالي على روسيا بسبب صراعها في أوكرانيا.

• "موسكو" تقترب من أول عجز سيادي لها منذ أكثر من عقدين بسبب العقوبات المفروضة عليها.

• خسائر فادحة للمستثمرين الغربيين بسبب مطالبة روسيا بسداد ديونها بالروبل بدلًا من العملة التي تم إصدار السندات بها.

نشرت صحيفة "وول ستريت" تقريرًا تحليليًّا تناول قيام الإدارة الأمريكية بتشديد الخناق المالي على روسيا، مشيرًا إلى منع "موسكو" من الوفاء بمدفوعات ديونها الخارجية، وذلك رغم قيام وزارة الخزانة الأمريكية –سابقًا- بمنح إعفاءات تسمح لـ "الكرملين" بفتح حسابات في البنوك الأمريكية لسداد الديون الروسية.

تأتي هذه الخطوة في إطار حملة العقوبات التي فرضتها "واشنطن" على "موسكو"، بسبب الصراع في أوكرانيا، ما سيؤدي لاقتراب روسيا من أول عجز سيادي لها منذ أكثر من عقدين.

ومن جانبها، أكدت متحدثة باسم وزارة الخزانة الأمريكية وجود بديلين أمام روسيا، وهما: التخلف عن السداد، أو استنزاف الاحتياطات المتبقية بالدولار، وفى حال حدوث البديل الثاني، سيؤدي إلى استنفاد الموارد التي يستخدمها الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين" لمواصلة حربه ضد أوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن روسيا كانت تمتلك أكثر من 630 مليار دولار من احتياطات العملات الأجنبية قبل أزمتها مع أوكرانيا، فضلًا عن استمرار تدفق مليارات الدولارات أسبوعيًّا على شكل "مدفوعات" بموجب عقود مبيعات طاقة طويلة الأجل مع عملاء في أوروبا، بالإضافة إلى وجود فترة سماح مدتها 30 يومًا للسداد، ما يمنح "موسكو" وقتًا إضافيًا لإرسال المدفوعات إلى حاملي السندات من خلال وسائل أخرى.

ولفت التقرير الانتباه إلى أن قرار منع الدفع، بمثابة تحول في سلوك "واشنطن"، حيث يتناقض مع تعليقات مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، أكدت خلالها أن الولايات المتحدة سمحت -حتى حينه- بسداد مدفوعات خدمة الديون للمساعدة في تجنب الأضرار الجانبية الناجمة عن العقوبات المفروضة على المؤسسات المالية الغربية.

وتطرق التقرير بالإشارة إلى أن تعثر الأسواق والاقتصاد في روسيا من الحظر المالي والتجاري، دفع البنك المركزي الروسي إلى اتخاذ تدابير طارئة بما في ذلك، مجموعة من ضوابط رأس المال لدعم قيمة "الروبل"، ومنع التضخم من الخروج عن السيطرة. وعليه، فمن المتوقع حدوث انكماش حاد في الناتج الاقتصادي هذا العام، وفقًا للاقتصاديين في "صندوق النقد الدولي".

ومن جانبها، ردت "موسكو" على العقوبات الغربية بمحاولة استخدام نفوذها الاقتصادي على أوروبا، مطالبة بالدفع بالروبل مقابل إمداداتها من الغاز، والتي تمثل أهمية بالغة لإدارة اقتصادات أوروبا الغربية، خاصة بعد تراجع المخاوف بشأن التخلف عن السداد الوشيك في الأسابيع الأخيرة؛ حيث سددت روسيا السندات بالدولار في منتصف مارس الماضي، واستمرت الأموال الخاصة بالسندات الدولارية اللاحقة في الوصول إلى الحسابات المصرفية للمستثمرين، كما سمحت قواعد الخزانة السابقة للمستثمرين بتلقي مدفوعات السندات الروسية حتى 25 مايو القادم.

وختامًا، أشارت إلى أن المرة الأخيرة التي لم تدفع فيها روسيا لحاملي سنداتها كانت في أغسطس 1998، ونتج عنها خسائر كبيرة، مثل: انخفاض أسعار النفط، وتراجع متحصلات الضرائب، فضلًا عن تعثر الإصلاحات في البلاد، ما أدى بالتبعية إلى التخلف عن سداد ديونها المقومة بالعملة المحلية وخفض قيمة "الروبل".

اقرأ أيضا: عاجل | بعد إعلان لبنان.. اقتصاديون يكشفون معنى إفلاس الدولة والحلول