«أويل برايس»: لماذا لا تستطيع المصادر المتجددة حل أزمة الطاقة في أوروبا؟

• طلب الرئيس الروسي بالدفع بـ "الروبل" مقابل إمدادات الغاز الروسية زاد من رغبة الحكومات الأوروبية في التخلص من الغاز الروسي.
• أظهرت خطة للمفوضية الأوروبية تم إصدارها مؤخرًا لتقليل استهلاك الغاز الروسي، والنفط، والفحم، أن أوروبا راهنت بشدة على المزيد من الغاز والفحم، وليس على الطاقة المتجددة.
• تظل الحكومات الأوروبية بحاجة شديدة إلى الغاز الطبيعي؛ وهو ما يٌعزى إلى التكلفة الكبيرة التي يحتاجها بناء مزارع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
نشرت "أويل برايس" تقريرأ سلَّط من خلاله الضوء على مشكلة الطاقة الكبيرة التي تعاني منها أوروبا، والتي تعود إلى سنوات، وتشير إلى تراخي مستمر من جانب الحكومات الأوروبية، أفضى إلى الاعتماد الدائم على الغاز الروسي.
في هذا الصدد، دفعت الحرب الروسية-الأوكرانية، حكومات الاتحاد الأوروبي، إلى الدأب على قطع واردات الغاز الروسي بكل طريقة ممكنة، وأشارت الكاتبة إلى أن طلب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالدفع بـ "الروبل" مقابل إمدادات الغاز الروسية قد زاد من رغبة الحكومات الأوروبية في التخلص من الغاز القادم من "موسكو"؛ حيث تستعد ألمانيا لتقنين استهلاك الغاز، وتطلب فرنسا من مواطنيها تقليل استهلاك الكهرباء، فيما أعلنت دول البلطيق بالفعل أنها توقفت عن شراء الغاز الروسي اعتبارًا من الأول من أبريل، لتعتمد على الغاز الذي تم تخزينه. وينطبق الشيء نفسه على باقي دول الاتحاد الأوروبي أيضًا.
وأوضح التقرير أن أوروبا تبذل جهودًا حثيثة لتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري بأنواعه المختلفة، وليس الغاز الروسي فقط، كما أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرًا بأن مصادر الطاقة المتجددة في عام 2022 شكلت 37.5% من إجمالي استهلاك الكهرباء؛ حيث شكلت الرياح والطاقة المائية ثلثي إجمالي الطاقة المتجددة المُنتَجة. وفي وقت سابق من عام 2022، ذكرت وكالة "بلومبرج" أن مصادر الطاقة المتجددة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي تزاحِم الغاز الطبيعي.
بيد أنه رغم ذلك تظل الحكومات الأوروبية بحاجة شديدة إلى الغاز الطبيعي؛ وهو ما يٌعزى إلى التكلفة الكبيرة التي يحتاجها بناء مزارع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، نظرًا لارتفاع أسعار (النحاس، والصلب، والبولي سيليكون، وكل السلع المعدنية). وبالإضافة إلى ذلك، يستغرق بناء تلك المرافق وقتًا أطول من التحول إلى الغاز الطبيعي المسال على سبيل المثال (في حال توافُر محطات استيراد).
اتصالًا، أظهرت خطة للمفوضية الأوروبية تم إصدارها مؤخرًا لتقليل استهلاك الغاز الروسي، والنفط، والفحم، أن أوروبا راهنت بشدة على المزيد من الغاز والفحم، وليس على طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وبموجب تلك الخطة، سيسعى الاتحاد الأوروبي إلى استبدال 50 مليار متر مكعب من الغاز الروسي السنوي، بالغاز الطبيعي المسال من مصادر أخرى، و10 مليارات متر مكعب أخرى بخطوط أنابيب الغاز من مصادر أخرى. ويُمثل ذلك 60 مليار متر مكعب من الاستهلاك السنوي البالغ 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسي؛ لذا، أوضحت الخطة أنه يمكن استبدال 20 مليار متر مكعب أخرى باستخدام المزيد من الفحم، وفقًا للمفوض الأوروبي للسوق الداخلية "تييري بريتون"، رغم تخطيط أوروبا السابق لإغلاق جميع محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
ختامًا، يبدو أن المفوضية الأوروبية تخطط لاستبدال أكثر من نصف استهلاكها من الغاز الروسي بأنواع أخرى من الوقود الأحفوري.
وبالمقارنة، من المتوقع أن تسهم طاقة الرياح والطاقة الشمسية بنحو 22.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي البديل، وهذا ليس هدفًا طموحًا بالنسبة للمنطقة التي تعهدت بمعالجة التغير المناخي، والتحول صوب مصادر الطاقة الصديقة للبيئة في وقت قصير.
اقرأ أيضا: عاجل | بعد إعلان لبنان.. اقتصاديون يكشفون معنى إفلاس الدولة والحلول