الطريق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 07:39 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس مجلس الإدارةمدحت حسنين بركات رئيس التحريرمحمد رجب
عبد الباسط حمودة عن بداياته: عبد المطلب اشترالي هدوم.. وعدوية جرّأني على الغناء بيان عاجل من وزارة الصحة والسكان حول إصابة 63 مواطن بنزلة معوية بأسوان نائب محافظ الدقهلية يستقبل رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة ومساعد وزيرة البيئة للمرور علي نقاط تجميع قش الأرز استمرار تنفيذ الحملات التموينية بنطاق محافظة الدقهلية لرفع المعاناة عن المواطنين محافظ البحيرة تشهد احتفالية بدار أوبرا دمنهور وتكرم عدد من المحافظين السابقين ورموز المحافظة والمتفوقين رانيا فريد شوقي تتذكر والدها الراحل برسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟ المنيا تودع شخص وإصابة اخر في حادث تصادم بدرنة في ليبيا محافظ الدقهلية يعلن بدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى لـ”الطفطف” بمدينة بلقاس بمشاركة المخرجة نيفين شلبي.. التفاصيل الكاملة لمهرجان ظفار السينمائي الدولي في دورته الأولي بسلطنة عمان أسعار النفط تصعد 2% بعد خفض أسعار الفائدة الأميركية ارتفاع أسعار الذهب مساء تعاملات الخميس البترول تناقش خطط ”آى بي آر” للطاقة لتطوير حقول البترول والغاز المتقادمة

تشكيليون عن عز الدين نجيب: فنان مبدع شعاره المقاومة عصب الحياة والبحث عن الحقيقة

أكد فنانون تشكيليون، أن الفنان التشكيلي الدكتور عز الدين نجيب، مر بثلاث مراحل أساسية في إبداعه يلخصها شعاره المقاومة عصب الحياة، مشيرين إلى أنه بين رومانتيكية الثورة وتراجيديا النكسة خرج عز للصحراء باحثا عن الحقيقة.

وأشاروا إلى أن القيم الجمالية عند عز تغري بالنحت لأنه مهتم بالكتلة والفراغ والضوء، مؤكدين أن الفنان ضمير وطني لا يقبل الهزائم ولا يتوقف عن الإبداع.

جاء ذلك في الندوة التكريمية التي نظمها جاليري ضي على هامش المعرض الاستيعادي لأعمال عز الدين نجيب عبر مسيرته الطويلة.

وشارك في الندوة كل من: الفنان الدكتور رضا عبد السلام أستاذ التصوير في كلية الفنون الجميلة، والنحات الدكتور طارق الكومي مدير متحف مختار، والفنان والناقد سامي البلشي، والناقد هشام قنديل.

من جانبه، أكد الفنان التشكيلي الكبير عز الدين نجيب، أن الفن بلا قضية عبث مهما كان المستوى وأن الفنان بلا موقف واضح من قضايا وطنه لن يكون فنانا حقيقيا، لأن الفن كلمة ولوحة وثورة، وأن هذا لا يعني أن يقدم الفنان منشورا سياسيا في أعماله بل عليه أن يكون مبدعا ذا موقف.

وأضاف، أنه حرص خلال تاريخه على أن يربط بين إبداعه وموقفه السياسي من دون أن يتورط في ارتكاب لوحة مباشرة أو دعائية.. فهو يستلهم من القضايا جماليات تساند موقفه في المقاومة والحفاظ على الهوية التي يعدها منهجه الفني والجمالي كما هي موقفه السياسي.

وتابع نجيب : عندي وجوه متعددة بين الرسم والنقد والعمل الثقافي والقصة والعمل السياسي , وهذا مثل لي مشكلات في مسيرتي . كنت أتمني أن أكون صاحب وجه واحد من تلك الوجوه لكن المسيرة مضت خلال ٦٠ عاما مارست فيها الفن وقاومت واليوم ترون ٢٣٠ لوحة تمثل الجانب الأكبر من الرحلة ولا تغطي هذه اللوحات كل المسيرة لكنها تشير الي مراحلها الأساسية

وتابع نجيب : واذا كان الزمن قد أخذ مني الكثير فقد أعطاني الاكثر, وأهم ما أعطاني في هذه المسيرة هي القدرة على المقاومة. ففي كل وجه من وجوه نشاطي الفني والسياسي كانت هناك سدود وعثرات ونجاحات وثمن دفعته وتحقيق وعقاب وتدمير لمرسمي وتهميش ونفي من الوسط الثقافي لسنوات طويلة.

لكني تعلمت من المسيرة أنه لن ينقصني إلا نفسي . ومقاومتي لم تكن للرفض والتدمير بل كانت للوقوف ضد السائد والمألوف و التحليق خارج السرب ولذلك كانت حصني ضد اليأس.

وفضلت أن أمشي علي الجمر وأمسك الشوك وكان لدي يقين من سن مبكرة أنه سيأتي يوم وأرى زهوري الصغيرة تكبر و السيقان الرفيعة تصبح أشجارا وأرجو ان يكون هذا الحلم قد تحقق ليس بالنسبة لي كشخص او كفنان ولكن كمشروع آمنت به طوال عمري .. أن المثقف كلمة وثورة وأن الموهوب يجب أن يكون في الطليعة ليس في المؤخرة كما يبدو الواقع الآن في حياتنا السياسية والثقافية.

وقدم الفنان الدكتور رضا عبدالسلام مداخلة نقدية حول مراحل إبداع عز الدين نجيب قال فيها:

تربطني علاقة حميمية بالفنان عز الدين نجيب، وأقسم سيرته الفنان إلى ٣ مراحل .. الأولى مرحلة الستينات والسبعينات وهي مرحلة تكوين منهجه وفيها بني شخصيته الفنية متأثرا مثل الجيل الذي صعد معه بالمد القومي والتحول الذي حدث في مصر في بداية فترة الستينات عقب تخرجه في كلية الفنون ثم مرحلة الثمانينيات والمرحلة الألفية.

ولدى عز شعار أساسي وهو" المقاومة عصب الحياة"، وإذا ترجمنا هذا الشعار بالمعني الفلسفي والجمالي سنراه موجودا في أعماله لأنه مناضل مكافح في الفن كما في السياسة.

وكما قال الراحل بيكار فإن العجينة اللونية عند عز الدين نجيب معجونة بطمي الأرض وفيها دفء وطاقة وإحساس، وبالنسبة لمرحلة الستينيات والسبعينيات في مسيرة عز نجده مرتبطا بالمناخ السياسي والاجتماعي، وهي مرحلة مزدهرة فنيا بشكل كبير ففيها التمرد الفني علي الجيل والخروج إلي نهار الفنان نفسه وتقيم ذاته مستقلا في قيمه عن معاصريه وفيها ظهرت جوانب عز المتعددة فهو فنان تشكيلي وناقد تشكيلي وقاص بالإضافة لعمله العام وكل مجال يخدم الاخر . فعمله كناقد يؤثر عليه كفنان فعندما يرسم فانه يتوخى الحذر لخوفه من الانتقاد فيكون حساسا ودقيقا جدا تجاه تجربته لخوفه من انتقاد الفنانين له مثل انتقاده لهم ..

وحينما يكون الفنان كاتبا او شاعرا نجد ان الاثنين يتدخلان وأنا أرى أن عز يكتب بالريشة ويرسم بالقلم

وبعد مرحلة التردد في السبعينات التي تماهى فيها الفنان ولوحاته مع موقفه السياسي من دون سقوط في المباشرة جاءت مرحلة الثمانينات التي بدأت مع الخروج إلى الهامش الصحراوي في سيناء وسيوه ورأينا مرحلة اللوحة الواحة التي دخل فيها عز بريشته الى قلب الصحراء يستجلي الطبيعة ولا يرسم المنظر فقط بل يضيف إليه من روحه.

وفي مداخلته قال الفنان طارق الكومي، هناك فنانون جعلوني أحب الفن وأحب ان أكون فنانا ومنهم الفنان الكبير عز لدين نجيب، وقد أعجبتني في أعماله لعبة الضوء والنور والظلال واهتمامه البالغ بمفاهيم الكتلة والفراغ وكأنه نحات قدير.

وأضاف، إذا نظرنا للوحته في المعرض نستطيع أن ندرك ذلك فورا فقد استلهم قيم العمارة وحولها إلى اللوحة موظفا الكتل والألوان والنور ببساطة وانسيابية. كفنان مختص بالنحت أقول بيقين ان كثير من لوحاته نستطيع أن نحولها إلى منحوتات او نستلهمها في أعمالنا، فهي تمثل اداءا فنيا رفيعا يجمع بين قيم الفن كلها. ففي لوحة هنا نستطيع ان نقرأ وجوه البشر في الصخور ووجوه وأجساد الطيور وان نري أساطير قديمة وشخصيات من الماضي مثل ابي الهول وسيزيف الذي دخل في الصخرة وتماهى معها بعد ان أتعبه حملها في الأسطورة طويلا.

وتابع: على الرغم من اهتمام عز بقيم التراث الفني إلا أنه لا يتنكر لقيم الحداثة بل يهضمها ويوظفها لخدمة خطابه الفني، فهو يجيد بناء لوحته بمزيج دقيق من تراث الفن المصري علي امتداده من قديم الزمن حتي الوقت الراهن، ولا يفر من الحداثة التي جاءت إلينا من أعمال الرواد لأنه يؤمن بضرورة مواكبة العصر وتوظيفه برؤية خاصة للفنان لا يكون فيه تابعا لأحد.

من جانبه، قال الفنان والناقد سامي البلشي، إن عز يبحث عن الوطن وقضايا شعبه فى هذه الدراما التشكيلية وفى تلك التأملات الرمزية المرتبطة بالخيال والرومانسية ، المبنية على إيقاعات خطية ولونية محسوبة. شخوصه معظمها فى حالة من التساؤل والانتظار والترقب.

وأضاف، عز فنان يعيش بين الرومانسية والتراجيديا، بين الشوق والخيال بين الرغبة والحب وكل هذه الثنائيات نراها في العلاقات الإنسانية التي شكلتها لغته البصرية لحوارات بين الرجل والمرأة منذ الخليقة وحتى الآن، وجميعها مرتبطة بالأرض والسماء. واللغة البصرية التراجيدية وثقتها خطوطه وألوانه فى البنايات التي استلهمها من البيوت الصحراوية وبيوت الواحات التي وجد فيها حوارات ملهمة بين الضوء والظلال، وأيضا التي ترتبط بالأرض والسماء . فالضوء والظلال لهما علاقة بالليل والنهار، والحق والباطل، والموت والحياة، والقيود والحرية.

ومن جانبه قال الناقد التشكيلي هشام قنديل رئيس مجلس إدارة جاليري ضي، إن التفكير في معرض الفنان الكبير عز الدين نجيب بدأ قبل سنوات ولكن الظروف تسببت في تأجيله… "ورب ضارة نافعة فلم نكن قد افتتحنا هذه القاعة الجديدة للجاليري وهي مقر أكاديمية ضي للفنون وعندما افتتحنا صارت مناسبة لعرض مثل هذا العدد الضخم " حوالي ٢٠٠ لوحة" الذي يمثل كل مراحل إبداع الفنان الكبير الذي أتشرف بالتعاون مع منذ سنوات وأتتلمذ على لوحاته منذ فترة طويلة فهو من الآباء المؤسسين لعملنا في ضي بخبراته المتعددة فنانا وناقدا كبيرا يمثل الامتداد الحي للمدرسة المصرية في الفن التشكيلي بإبداعاته الممتدة علي مدي ٦٠ عاما وعبر كتاباته النقدية عن فن التصوير المصري وعن الراحل الكبير جميل شفيق.

وقد تشرفنا الأسبوع الماضي في افتتاح المعرض بتدشين كتاب بالغ الأهمية لعز الدين نجيب هو الفن المصري وسؤال الهوية. وهو الكتاب الذي قدم فيه الفنان قراءات بصرية في اعمال ١٣٠ فنانا تحت سؤال الهوية المصرية التي تعد الشغل الشاغل له منذ بدأ مسيرته الفنية في الستينات من القرن الماضي

تعلمت الكثير من عز الدين نجيب في مجال قراءة الأعمال الفنية والإحساس بعناصر التشكيل في العمل الفني. لكنني تعلت منه أهم الدروس الفنية والسياسية والإنسانية وهو أنه على الفنان أن يكون ضميرا وطنيا وان يكون له موقف من قضايا وطنه وأمته وان علي الفنان والمبدع ألا يقبل بالهزيمة والانكسارات وان يحارب العثرات التي يتعرض لها وان يقوم منها كعصفور النار من جديد. فهذا رجل حقيقي وفنان حقيقي لا يعرف الهزيمة ولا يقف بسبب العثرات أو العراقيل ويمثل بدأبه الفني والنقي والسياسي نموذجا فذا للفنان المصري المتمسك بهوية وطن في لوحاته وكتاباته النقدية وعمله العام.

وعقب المداخلات النقدية، بدأ النقاش المفتوح مع القاعة الذي استهله الفنان والأثري فكري حسن بأنه يتابع أعمال الفنان عز الدين نجيب من زمن بعيد وقد يختلف مع الطروحات التي تحدثت عن الربط الشديد بين السياسة والفن .. "فلا بد أن يكون هناك فصل بين العمل الفني والقضايا ، ولا يعني هذا أن ينفصل عن واقعه بل لابد له أن يرتبط بقضايا وطنه لكن الفن شيء آخر وليس ترجمة فورية للواقع او انعكاسا مباشرا له . الفن تحكمه قاعدة جمالية حتي ولو كنا نرسم لوحة سياسية . وأخشى أن يكون للسياسة أثر سلبي في أن نقدم فنا موجها يحد من حرية الفنان في إبداعه الذي لابد أن ينطلق من قيم جمالية أولا وأخيرا.

وقد أثارت مداخلة حسن الكثير من الجدال حيث اعترض البلشي على فصل الفن عن السياسة أو الفنان عن واقعه.

وقال الفنان أحمد الجنايني، إن الفنان لابد أن يكون ملتزما بقضايا وطنه ولا يهرب منها. لكن عليه ان يقول ذلك بفن حقيقي وليس خطابا دعائيا.

ورد الفنان عز الدين على ذلك بقوله، إنه لا يؤمن بفصل السياسي عن الفني، لكن يرفض بشدة المباشرة في الفن لأنها ضد القيم الفنية وضد السياسة في آن، مشيرا إلى أن معظم لوحاته حتى في المراحل التي كانت أعمالًا سياسية بامتياز لكنها كانت أيضا أعمال فنية في المقام الأول .

وتساءلت الناقدة فاطمة علي، عن تحولات اللوحة عند عز وعن سر اختفاء الحدة التشكيلية وبروز عوامل وتكوينات الانواء والكيفية اللونية في اعماله الأخيرة منذ التسعينات حتى الآن.

ورد نجيب قائلا: إنها حالة إنسانية أعبر فيها عن حيرتي وهشاشتي الإنسانية ولا أفر من الواقع بل أكشف عن كهفي ومخاوفي وهذا الهرب للكهف والبحث عن خلاص هو موقف سياسي ايضا لا يتنكر للنضال.

وسأل الفنان صابر مجدي، لماذا ينحاز الفنانون إلى جانب المعارضة؟.

ورد عز الدين بقوله: إن الفنان هو طليعة التغيير في المجتمع وأنه لابد أن يتمرد على السائد والمألوف لأن الحياة قائمة منذ الازل على التغيير المستمر.. لكن رسوخ الحجر هو الخلود وقبول الحجر للتغيير هو الديمومة التي نحرص عليها . والمعارضة هنا ليست فقط سياسية بل فنية أيضا.

وعبر الفنان أحمد نبيل عن خوفه من غياب الإنسان في لوحات الصحراء والجبال والحجر، معتبرا أن عز فنان مسكون بالإنسان ومتاعبه .

فقال نجيب: الإنسان موجود حتى في الحجر والأعمال في المعرض هي إشارات إلى تجربة فيها ٢٣٠ عملا قدمت فيها هنا ١٠٪ فقط ولكني أؤمن كما قال الأصدقاء بأن الأثر هو ابن الإنسان.

اقرأ أيضًا: الجمعية السرية وفخامة الرئيس وضد التاريخ.. الأكثر مبيعا في «المصرية اللبنانية»

موضوعات متعلقة