«فورين أفيرز»: سياسات «طالبان» تعيد أفغانستان إلى الوراء

• الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وما تبعه من تنازل الحكومة الأفغانية عن الحكم، مهّد الطريق أمام "طالبان" لتولِّي زمام الأمور في البلاد دون تقديم تنازلات عن أفكارها المتشددة.
• تواجه حكومة طالبان العديد من التحديات، أبرزها الافتقار إلى الخبرة الفنية في إدارة الحياة اليومية للمواطنين، وإدارة البنى التحتية للبلاد.
• فرض العقوبات على "طالبان" لا يكفي لكي تغير من نهجها، خاصة أنها تواجه منافسة شرسة من قوى متشددة أخرى في البلاد، وتحديدًا "تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان".
على ضوء إخفاق التوقعات المتفائلة لبعض المراقبين بشأن تبنِّي حركة "طالبان" لمواقف أكثر اعتدالًا تجاه العديد من القضايا بعد عودتها للسلطة في عام 2021؛ حيث كشف الواقع الفعلي عن تبنِّي الحركة لذات النهج المتشدد، وهو ما تجلّى في منعها أكثر من مليون فتاة من العودة إلى المدارس، فضلًا عن إعادة وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، التي تُعد واحدة من أقوى مؤسسات الحركة الخاصة بالرقابة الاجتماعية في البلاد حاليًّا.
وفي هذا الإطار، يرى التقرير المنشور في مجلة "فورين أفيرز" أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وما تبعه من تنازل الحكومة الأفغانية عن الحكم، مهّد الطريق أمام حركة "طالبان" للسيطرة على السلطة دون التنازل عن أفكارها المتشددة؛ حيث تعيد الحركة تشكيل الواقع الاجتماعي نفسه الذي فرضته أول مرة منذ ما يقرب من 30 عامًا؛ من خلال إجبار النساء على تغطية وجوههن، فضلًا عن قطع رؤوس عارضات الأزياء على واجهات المحلات، وهو الأمر الذي استدعى مشاهد من حكم "طالبان" في فترة التسعينيات.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن حكومة "طالبان" تواجه العديد من التحديات؛ حيث تفتقر بشكل واضح إلى الخبرة الفنية في إدارة أمور الحياة اليومية للمواطنين، فعلى سبيل المثال، فشلت الحركة في إدارة البنى التحتية للبلاد، وكذلك تعثّرت في تقديم الخدمات المصرفية للمواطنين الأفغان وعلاوة على ذلك، تعجز عن مواجهة الأزمات المُلحة التي تواجه البلاد، مثل: ندرة الغذاء، وانتشار فيروس كورونا المستجد.
ويرى التقرير أن بعض الحكومات الأفغانية السابقة، والتي نجحت في البقاء في السلطة، عملت على الانخراط في المنظمات الدولية، فضلًا عن سعيها لتأمين تدفق المساعدات الخارجية للبلاد من خلال إقامة علاقات متوازنة بينها وبين الدول الغربية، إلا أن "طالبان" لم تسير على هذا النهج، وتجاهلت جميع الأعراف والقوانين الدولية، دون أن تضع في اعتبارها أن التنسيق مع منظمات المجتمع الدولي قد يساعدها على تدفق المساعدات للشعب الأفغاني.
وختامًا، أكّد التقرير أن فرض العقوبات على حركة "طالبان" لا يكفي لحملها على تغيير نهجها المتطرف؛ نظرًا لأنها تواجه منافسة شرسة من قوى متشددة أخرى في البلاد، وتحديدًا "تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان" (ISIS-K)، الأمر الذي يجعلها أكثر صرامة وتشددًا في الداخل للحفاظ على مكتسباتها، لا سيما في ظل استمرار صراعها في الخارج مع القوى الغربية.
اقرأ أيضا: «وول ستريت جورنال»: استمرار الأزمة الأوكرانية يحقق مكاسب لبكين