الطريق
السبت 19 أبريل 2025 11:46 صـ 21 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
صحة البحيرة.. اصدار 20 ترخيص جديد وإغلاق 53 منشأة مخالفه خلال حملات رقابية على 182 منشأة طبية خاصة بالبحيرة شكري: القطاع العقاري ملاز أمن للإستثمار وتجنب المخاطر الاقتصادية نقابة البترول تهنئ الأخوة الأقباط بعيد القيامة المجيد عبد الحليم قنديل يكتب: عودة لسلاح المقاومة يحيى الفخراني يتوّج “شخصية العام الثقافية” في احتفالية كبرى للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالرباط الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون توقع برتوكول تعاون مع جامعة عفت بالمملكة العربية السعودية الرقص الحديث تستلهم أولاد حارتنا وشهرزاد فى عرض البصاصين على مسرح الجمهورية ”أنقذوا الأطفال”: إغلاق المخابز والمستشفيات في غزة ونقص حاد في المساعدات الإنسانية فيديو| ضياء رشوان: مصر القوة العسكرية الأكبر في المنطقة والجهود مستمرة لوقف حرب غزة زينب مأمون تفوز بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للكيك بوكسينج بالصور| المهندس مدحت بركات يفتتح مقر حزب أبناء مصر بالإسكندرية شحاته زكريا يكتب الرئيس السيسي في الخليج.. تثبيت التحالفات وترسيخ أركان الاستقرار

«أويل برايس»: هل يُمكن لإفريقيا سد فجوة إمدادات الغاز في الاتحاد الأوروبي؟

أرشيفية
أرشيفية

• الجزائر تُعد بالفعل منتجًا رئيسًا للغاز في إفريقيا، ولديها احتياطيات كبيرة غير مستغلة، كما أنها متصلة بإسبانيا من خلال العديد من خطوط الأنابيب تحت البحر.

• الغاز الطبيعي لم يتركز في شمال إفريقيا فقط، بل تمتلك دول إفريقيا جنوب الصحراء احتياطيات ضخمة أيضًا؛ بما في ذلك نيجيريا، وتنزانيا، وكذلك السنغال التي اكتشفت مؤخرًا حقولًا بحرية كبيرة.

قالت مجلة "أويل برايس" في تقرير لها حول إمكانات الغاز الطبيعي في دول قارة إفريقيا ودور القارة المُتوقَّع في حماية أمن الطاقة الأوروبي، إن ارتفاع أسعار النفط والغاز الناجم عن الصراع الروسي الأوكراني أدى إلى زيادة التهديد بحدوث أسوأ صدمة تضخمية مصحوبة بركود تضرب أوروبا منذ سبعينيات القرن المنقضي، وسط اعتمادها الشديد على الوقود الأحفوري.

وأوضح التقرير، أن اعتماد أوروبا على الوقود الأحفوري، دفع بخروج أسعار الطاقة في دول الكتلة الأوروبية عن نطاق السيطرة، لا سيما مع حظر الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة صادرات الطاقة الروسية، وإعلان الاتحاد الأوروبي اعتزامه تخفيض واردات الغاز الروسية بمقدار الثلثين بحلول نهاية عام 2022، في خطوات تُشير إلى نية الغرب لاستبدال شحنات الطاقة الروسية.

في هذا الصدد، أوضح التقرير أن أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي -الاقتصاد الألماني- يمر بضائقة شديدة، بعد أن حاصر نفسه فعليًّا في نطاق من سياسات الطاقة الخاصة به؛ حيث اتبعت الحكومات المتعاقبة في ألمانيا، لعقود من الزمان، سياسة تعظيم اعتماد البلاد على النفط والغاز الروسيين، وتخلصت تمامًا من الطاقة النووية على الأرجح.

وعلى الرغم من أن ألمانيا لديها إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي الخاصة بها، والتي يمكن الوصول إليها عن طريق تقنية "التكسير الهيدروليكي"، فقد حظرت "برلين" هذه التكنولوجيا؛ مما يعني أنه يتعين عليها استيراد 97% من الغاز الطبيعي المُستهلَك محليًّا بشكل أساسي من روسيا، وهولندا، والنرويج.

ومع انتشار أزمة الطاقة الكارثية، أعلنت ألمانيا أنها ستنضم إلى الدول التي تتراجع عن أهدافها المناخية من خلال زيادة استخدامها للفحم كمصدر للطاقة، وبالفعل أصبح الأخير أكبر مُكوِّن في مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء على مستوى العالم في عام 2021.

بيد أن الفحم لا يُمثل سوى حلٍّ مؤقت، ويجب على ألمانيا أن تكون واضحة المعالم بشأن مستقبل الطاقة على المدى الطويل بعيدًا عن الاعتماد على الغاز الروسي أو الطاقة النووية.

تأسيسًا على ما تقدَّم، يجب على الإدارة الألمانية توجيه النظر إلى بعض المناطق الواعدة، وفي طليعتها إفريقيا، إذا كانت جادة في تحقيق أمن الطاقة؛ حيث تتمتع القارة بطاقة إنتاجية كبيرة من الغاز الطبيعي، واحتياطيات واكتشافات جديدة، ولم يتم استغلال سوى القليل من الغاز في إفريقيا سواءً للاستهلاك المحلي أو للتصدير.

في السياق ذاته، أوضحت "أويل برايس" أن الجزائر تُعد بالفعل منتجًا رئيسًا للغاز في إفريقيا، ولديها احتياطيات كبيرة غير مستغلة، كما أنها متصلة بإسبانيا من خلال العديد من خطوط الأنابيب تحت البحر، وتعمل ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالفعل على توسيع سعة خط الأنابيب الذي يربط إسبانيا بفرنسا؛ لتسهيل تدفُّق المزيد من الغاز الجزائري إلى ألمانيا وأماكن أخرى.

اتصالًا، ترتبط حقول الغاز الليبية بإيطاليا عبر خط أنابيب، وعلى أوروبا المساعدة، بشكل عاجل، في استغلال الحقول الجديدة، وزيادة إنتاج الغاز في الجزائر وليبيا.

ولم يتركز الغاز الطبيعي في شمال إفريقيا فقط، بل تمتلك دول إفريقيا جنوب الصحراء احتياطيات ضخمة أيضًا؛ بما في ذلك نيجيريا، التي تستحوذ على نحو ثلث احتياطيات القارة، وتنزانيا، وكذلك السنغال التي اكتشفت مؤخرًا حقولًا بحرية كبيرة.

وعلى ألمانيا ألا تتجاهل تلك الفرص الواعدة في إفريقيا فعلى سبيل المثال، سينقل خط الأنابيب المقترح عبر الصحراء الغاز من نيجيريا إلى الجزائر عبر النيجر.

وفي حالة اكتمال المشروع، سيرتبط خط الأنابيب الجديد بخطوط الأنابيب عبر البحر المتوسط، والمغرب العربي، وأوروبا، و"ميدغاز" و"غالسي" التي تزود أوروبا من مراكز النقل على ساحل البحر المتوسط الجزائري.

وسيكون طول خط الأنابيب العابر للصحراء أكثر من 2500 ميل، ويمكن أن ينقل ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري إلى أوروبا سنويًّا، أي ما يعادل نحو ثلثي واردات ألمانيا لعام 2021 من روسيا. بيد أن المشكلة هنا -وفقًا للتقرير- تكمُن في أن خط الأنابيب العابر للصحراء سيستغرق عقدًا أو أكثر ليكتمل؛ لذا، ستؤدي شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا لإغاثة أسرع.

وفي هذا الصدد، يقول "فيجايا راماشاندران"، مدير الطاقة والتنمية في معهد "بريكثرو" إنه -بالنسبة لألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تقطعت بها السبل- يمكن بناء مواني تحميل الغاز الطبيعي المسال بسرعة معقولة في إفريقيا. فعلى سبيل المثال، عندما يبدأ تشغيل حقل "تورتو أحمين" الكبير للغاز البحري، الذي يمتد عبر الحدود البحرية بين السنغال وموريتانيا في عام 2023، فإنه سيضع البلدين الواقعين في غرب إفريقيا بين أكبر منتجي الغاز في القارة السمراء.

كما سيستمر إنتاج الغاز في التوسع في أماكن أخرى من إفريقيا أيضًا مع ظهور مشروعات في تنزانيا، وموزمبيق، ودول أخرى في السنوات القليلة المقبلة.

ختامًا، من المُرجح أن يمثل تطوير خط أنابيب غاز كبير، مثل خط الأنابيب العابر للصحراء، العديد من التحديات؛ لأنه يمر عبر مناطق تتسم بالصراعات والتمرد. لكن أكَّد الكاتب أنه حان الوقت لكي تتخلى ألمانيا عن "استراتيجيتها للطاقة" التي وضعتها في أزمة سياسية واقتصادية، وتتوقف عن تمويل حروب روسيا، وتُساعد إفريقيا على التطور والاندماج اقتصاديًّا.

اقرأ أيضا: الأزمة الأوكرانية تسلط الضوء على مشكلة النفور من الطاقة النووية