الطريق
الثلاثاء 22 أبريل 2025 11:38 مـ 24 شوال 1446 هـ
جريدة الطريق
رئيس التحريرمحمد رجب
رئيس التحريرمحمد رجب
الموسيقار عمر خيرت يشارك جمهور الأوبرا احتفالات أعياد الربيع على المسرح الكبير شاهد| ”من مصر” يسلط الضوء على رفض مصر سياسة ”فرض الأمر الواقع” الإسرائيلية مستشار سابق لبوتين: روسيا تدفع إيران نحو اتفاق مع أمريكا بشأن الملف النووي فيديو| صرخات الجوع في غزة.. الحصار الإسرائيلى يدفع سكان القطاع نحو المجاعة مصادر طبية: 32 شهيدا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة، منذ فجر اليوم شاهد| الشيخ صاحب فيديو إطعام الكلاب: الرحمة أساس ديننا الحنيف وزير الثقافة المصري يلتقي مستشار الشؤون الثقافية بمؤسسة قطر ويؤكد أهمية التعاون المشترك في صون التراث فيديو| واشنطن في ورطة.. ماذا يحدث في البنتاجون تحت قيادة “هيجسيث”؟ الإرشاد الزراعى بالبحيرة ينظم ندوة إرشادية عن تحميل السمسم على القطن موسم 2025 بعدد من الفعاليات.. قصور الثقافة بالغربية تحتفل بذكرى تحرير سيناء محافظ الغربية ورئيس جامعة طنطا يدشنان انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي الأربعين لكلية الطب انطلاق فاعليات المؤتمر السنوي لكلية طب طنطـا بعنوان”المستشفيات الجامعية ما بين التحديات والمستقبل فى ظل الجمهورية الجديدة”

إيحاء جنسي في إعلان «شوكولاتة» جديد.. أين الرقابة من هؤلاء؟

"أنت تعرف أنك لو أكلت قطمة من تشكوتسكس .. تقلب روبي؟ ... روبي!"

هكذا بدأت جملة في إعلان عن منتج "شيكولاته" تشكوسكس المعروضة في أقل من 10 ثواني بأحد القنوات الفضائية الشهيرة والتي تعد أحد أهم القنوات الفضائية والحاصلة على المركز ال 20 للمحتوى الأكثر مشاهدة في العالم بحسب Tubular Labالمؤسسة العالمية المتخصصة للقياس وتحليل وتصنيف نسب المشاهدة لعام 2020 والأكثر مشاهدة في مصر والشرق الأوسط لأكبر عدد مشاهدات من بين 3200 مؤسسة إعلامية من كبار صناع المحتوى والمؤسسات العالمة في المجال الإعلامي.

تأثير الإعلانات على عقلية المشاهد

تتضمن الإعلانات الترويج لماركات وسلع ومنتجات إستهلاكية بهدف تحقيق الربح، بإستخدام عناصر التشويق والإثارة والكلمات المُبهرة من خلال الألوان والموسيقى والإضاءة، كل ذلك قد يسبب في صراع بين أفراد الأسرة، حيث تجذب الإعلانات الأطفال والشباب لبعض المنتجات بعينها وتثير لديهم الرغبة في الشراء مما يزيد السلوك الإستهلاكي "دون هدف" بقصد وبدون قصد رغبة في معرفة نوعية المنتج.

يقول الدكتور أحمد صفوت استشاري الطب النفسي، أن هذه الإعلانات تؤثر بشكل سلبي على العقل اللاوعي في النظر للمنتجات وذلك لربط الكلمات الإيحائية بالمنتج ، وخصوصاً عند مشاهدة الأطفال له، لأن المنتج كما شاهدته في القناة الفضائية المعروفة والتي يشاهدها الملايين هو عبارة عن " شيكولاته" وهي الحلوى المحببة للطفل بل وغالباً لجميع أفراد الأسرة، خصوصاً عند ربط منتج أو حلوى بكلمة إيحائية "جنسية" مما يشكل ذلك خطورة مُفتعلة، إذ يتأثر المشاهد بما يراه وبما يسمعه ويقوم بتقليده تلقائياً أو بشكل غير تلقائي استجابة للعقل اللاواعي كنوع من " الروشنة" ولكنه في الحقيقة عكس ذلك.

يوضح ا. عمر عاطف فقية وأزهري، أن بث تلك الكلمات اللاأخلاقية له خطورة على المجتمع وفساد في الأرض وضرب للقواعد المجتمعية والدينية وتربية جيل كامل على أن هذا شىء "عادي" والحديث بالكلمات المتداخلة مع الكلمات الخارجة أمر" عادي" مما له من تهديد لأخلاقيات الأطفال والشباب.

الجنس والشهرة.. مالعلاقة؟

"أم سليم "ولية أمر طالب في الصف الثالث إعدادي قالت أنها لاحظت رغبة إبنها البالغ من العمر 14 عاماً رغبة طفلها المراهق في معرفة المزيد والكثير من المعلومات التي يتم بثها من الانترنت والقنوات الفضائية، إذ يقوم بالبحث عنها على محركات البحث واليوتيوب ومواقع التواصل الإجتماعي وظهور تلك الكلمات بسهولة مما يُعد خطورة على تشكيل أخلاقيات وشخصية المراهق مماقد يؤثر بالتبعية على شخصه، وتكوينه لأسرة مستقبلية فيما بعد، ولكن هناك مقاومة أخلاقية من خلال تربية الأسرة والتوجيه السيلم.

ويبقى السؤال الذي طرحته "أم سليم" لماذا يلجأ صناع الإعلام لإثارة الغرائز وبث الفتن من خلال الكلمات الإيحائية لهثاً عن الشهرة وماعلاقتها بالجنس؟"

يشير أحمد سالم استشاري العلاقات الأسرية والمجتمعية، أن كل ذلك لم يقتصرعلى استخدام كلمات الخلاعة فى الإعلانات بل وأيضاً إستخدام الألفاظ والعبارات والحركات الجنسية التى أوهموا بها الأسرة المصرية حتى جعلت كثير منا يصدق أن الأمر "عادي" وحرية رأي وتعبير، يمكن اللجوء لها للتعبير عن أمر ما، بإيماءات جنسية خادشة للحياء وإستخدام إعلانات الملابس الداخلية تتضمن إيحاءات مبتذلة على مرأى ومسمع من الرجال والنساء والأطفال، إذ يؤثر ذلك على تربية جيل بأكمله.

تضيف د. داليا مراد استشاري الطب الأسري والتربوي أن تلك الإعلانات الإباحية تفرض عبء علي الأسرة المصرية لأن أسئلة الأطفال لا تنتهي وما يجعل الأمر صعب علي الأسرة أنها تعرف إنها إن لم تجيب فسوف يتلقي طفلها الإجابة من مكان أخر، وأن اللجوء لإستخدام ألفاظ جنسية يشكل خطورة وعبئاً على كاهل الأسرة في التوجيه والتربية السليمة، ويلجأ بعض صناع الإعلام إلى أستخدام تلك الكلمات البذيئة بحثاً عن الشهرة للمنتج، وهو أمر متعارض مع قيم المجتمع وتأثيره على الأسرة مع غياب الرقابة وكل ذلك بحثاً عن مطامع المال والشهرة.

أين الرقابة من اعلان تشكوتـسكس؟

في عام 2017 انتشرت إعلانات جنسية على القنوات الفضائية أثارت غضباً بين المشاهدين الساحة الإعلامية ، تروج لأفكار خارجة مع صور غير مسموح بها، مما دفع جهاز حماية المستهلك للتدخل بعد تلقيه تلك الشكاوى.

وقد أرسل جهاز حماية المستهلك بياناً ب 76 إعلاناً مخالفاً في 36 قناة تشمل إعلانات مقويات جنسية و انتحال مراكز لماركات تجارية عالمية معروفة للدعاية باسمها، واعلانات لشراء أراضي وعقارات وهمية، مما أدى لتضرر المواطنين.

وطالب جهاز حماية المستهلك، فى ختام مذكرته، التى تسلمها «الأعلى للإعلام» فى 17 أبريل عام 2019، بتفعيل قانون تنظيم الاعلانات، وإصدار قرار من المجلس بوقف هذه الإعلانات لما تسببه من أضرار للمستهلكين بإيهامهم بما يخالف الحقيقة وتشر وترويج الأفكار الخارجة عن تقاليد المجتمع.