أوكرانيا وروسيا.. هل تنضم طهران إلى موسكو في مواجهة الناتو؟ - خاص

شهدت الأيّام القليلة الماضية تطورات متصاعدة في ملف الأزمة الروسية الأوكرانية، عقب قيام موسكو بنشر قوات عسكريّة على مقربة من حدود أوكرانيا؛ لمنعها من الانضمام إلى حلف الناتو الذي يضم 30 دولة.
وفي وقت سابق، هدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باتخاذ تدابير عسكرية فنية انتقامية مناسبة في حال استمر النهج العدواني للغرب، مطالبًا بوقف توسع الناتو باتجاه الشرق، وإنهاء النشاط العسكري للحلف في أوروبا الشرقية.
وجاء الرد من بايدن أن الولايات المتحدة سترد بسرعة وحزم، مع حلفائها وشركائها، على أي عدوان روسي ضد أوكرانيا.
ما هو موقف إيران من النزاع
وفي الوقت الّذي يقف فيه حلف الناتو في صف أوكرانيا يتساءل الكثيرون عن موقف طهران من النزاع وهل يمكن أن تنضم إلى روسيا في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها، حال قررت موسكو شن حربًا على كييف؟
الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية قال لـ «الطريق» إنّ إيران تتابع عن كثب تطورات الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية، ولديها وسائل معلوماتية كثيرة، يمكنها من خلالها التحقُّق من دقة الموقف على وجه التحديد، مشيرًا إلى أن الرأي العام الإيراني مهتم للغاية بهذا الصراع ويمكن قراءة ذلك من خلال التناول الإعلامي الإيراني المكثف حول الأزمة.
وبيّن «أبو النور» أنه لا توجد صحيفة في إيران تقريبًا لا تتحدث تحليليًا وخبريًا وتقريريًا، عن الموضوع، رغم أن المسؤولين الرسميين الإيرانيين- على المستوى الكبير- مثل رئيس الجمهورية ووزير الخارجية تأتي تصريحاتهم في إطار التهدئة والحديث الدبلوماسيّ.
خيار المواجهة العسكريَة
وأكد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، انحياز إيران إلى الجانب الروسي حال نشوب أي نزاع، معتبرًا أن خيار المواجهة العسكرية ليس مطروحًا في الأزمة، لاعتبارات معقدة مفادها أن أي تطور عسكري للموقف يعني تحوُّل الحرب من حرب تقليدية كما كان هو الحال في المواجهة إِبَّان الحرب العالمية الثانية إلى حرب نووية.
وأضاف «أبو النور» أنّه حتى هذه اللحظة لا تتوفر كل الوسائل والعوامل الدولية التي تجعل العالم يدخل في صراع نووي، لأن ذلك يعني بشكل أو بآخر اقتراب فناء العالم جراء استخدام هذه الأسلحة الفتاكة، كما أن الروس والأمريكان والناتو يدركون جيدَا تلك الحقائق.
خسارة روسيا تجعل إيران دون ظهير سياسي وعسكري
ولتلك الأسباب يستبعد رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، حدوث تطور عسكري موسع بين الاتحاد الروسي والناتو على المدى القريب أو المتوسط، مؤكدًا أنه في حال افتراض نشوب نزاع مسلح ستنحاز إيران إلى روسيا لأن أي خسارة روسية تعني ترك طهران دون ظهير سياسي وعسكري قوي في مواجهة الغرب.
وأردف «أبو النور» أن أغلب تسليح الجيش الإيراني يأتي من روسيا ويجري تطويره في إيران، متسائلًا: «على مَن تعتمد طران إذا خسرت موسكو الحرب ضد الناتو؟».
وأوضح رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أنّ الصين لا تعطي إيران السلاح إلا وفق معايير محددة، وأنواع معينة من السلاح وقطع الغيار والطائرات والصواريخ، لكنها لا تعطيها غواصات نوويّة أو طائرات متطورة في مجال المناورات والسيادة الجوية، مشيرًا إلى أن كل ذلك يعني أنه من مصلحة إيران عدم حدوث أي نزاع عسكري، وحال حدوثه تحرص إيران على ألا تخرج روسيا خاسرة من المُواجهة.
اقرأ أيضًا: «ابني مخطوف ومبنامش الليل».. والدة طفل الوراق تكشف تفاصيل صادمة