الصين تضخ أموالها في العراق بالتوازي مع الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط

حرصت الصين على ملء الفراغ الناجم عن الانسحاب الأمريكي من العراق. فرغم تراجع الاستثمار الصيني الخارجي، فقد أبرمت "بكين" عقودًا جديدة للبناء بالعراق بنحو 10.5 مليار دولار في 2021. وعليه، صار العراق المستفيد الأكبر من مبادرة الحزام والطريق.
وفي هذا الصدد، يُذكر أنّ الاستثمارات الصينية عبر 144 دولة في مبادرة الحزام والطريق خلال 2021 بلغت حوالي 59.5 مليار دولار، مُسجلة انخفاضًا عن معدلات 2020 البالغة 60.5 مليار دولار.
مبادرة "الحزام والطريق"
وإجمالي المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق"، ما يزال مُنخفضًا بنحو 48% عن مستويات ما قبل الجائحة، كما يتوقع باحثو جامعة "فودان"، عدم عودة مبادرة الحزام والطريق إلى ذروة معدلاتها المحُققة بنهاية العقد الماضي؛ بسبب التدقيق في صفقات رؤوس الأموال الأجنبية، وتشديد الضوابط في "بكين" على الاستثمار الخارجي.
علاوة على أنّ الخطة الخمسية لوزارة التجارة الصينية حتى عام 2025، وعدت بالاستثمار بقيمة (550) مليار دولار في المشروعات غير التابعة لمبادرة الحزام والطريق. ويمثل ذلك انخفاضًا من إجمالي الاستثمارات البالغة قرابة 740 مليار دولار، أي بنسبة 25%، خلال الفترة من 2016- 2021.
الاستفادة من الاستثمارات الصينية
وعلى الجانب الآخر، شهدت الدول العربية ودول الشرق الأوسط، ارتفاع معدلات الاستثمارات بنسبة 360% وعقود البناء بنسبة 116%، وتركزت أغلب الاستثمارات في مجالات البنية التحتية للطاقة والنقل.
وتحرص "بغداد" على الاستفادة من الاستثمارات الصينية؛ للمساعدة في تحديث البنية التحتية، في الوقت الذي تحجم العديد من الشركات الغربية عن الاستثمار بالعراق. كما تحاول الدول العربية تنويع علاقاتها التجارية مع الصين، والاستفادة من التكنولوجيا الصينية.
جدير بالذكر أنّ العراق يُعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك+"، وثالث أكبر مُصدر للنفط للصين.
وتأتى الصفقات الجديدة المُوقعة بين المجموعات الصينية والعراقية تشمل، محطة الخيرات الكبيرة لتوليد الكهرباء من النفط الثقيل في محافظة "كربلاء"، وإعادة بناء المطار الدولي في "الناصرية"، وتطوير حقل المنصورية للغاز بالقرب من الحدود الإيرانية. وفي ديسمبر 2021، وقّع العراق اتفاقية مع "Power Construction Corporation" و "Sinotech" الصينيتين؛ لبناء ألف مدرسة، سيتم دفع تكاليفها من خلال عائد المنتجات النفطية.
"فخ الديون"
ومن ناحية أخرى، يُزعم أنّ الصين تدفع البلدان النامية إلى "فخ الديون"، والتي بموجبها يمكن لـ "بكين" مصادرة الأصول عندما تكون مدينة بأموال. وأشار باحثو "فودان" إلى أنّ العديد من عقود البناء في 2021 تم تمويلها من خلال قروض قدمتها المؤسسات المالية الصينية أو المقاولون بضمانات من الدول المضيفة.
وعليه، دفع القلق بشأن الهيمنة الدولية المتزايدة للصين، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خلال العام الماضي، إلى محاولة مواجهة مبادرة "الحزام والطريق" عبر تقديم جهود جديدة لتمويل التنمية الدولية.
وختامًا، أوفت الصين بوعدها بإنهاء استثمارات الفحم الجديدة وزيادة الإنفاق على بدائل الطاقة الأنظف؛ حيث لم تتلق أي مشروعات فحم جديدة تمويلًا في 2021، بينما بلغت صفقات الطاقة الخضراء 6.3 مليارات دولار.
اقرأ أيضا: مدير عمليات حلف الناتو السابق يكشف كواليس الحرب المحتملة في أوكرانيا ومصير مليشيا الحوثي